ليس دفاعا عن الحبيب المصطفى صلى الله
عليه وسلم، ولكن لواذا به.
أبكي جَواً ويَهيجُني iiالإقذاءُ
وتَمورُ بين جوانِحي iiمَقرورَةٌ
وتَثورُ في قلبي العَييِّ iiعَواصفٌ
وأهيمُ يُلهبُني الحنينُ iiتَوَجُّعاً
حتّى متى سَنظلُّ نكبتُ iiأدمعاً
يا سيّدي ما قُمتُ عنكَ iiمُدافعاً
وهُداكَ عنوانُ الفَخارِ مُدوِّياً
ومَعين نورِك عَمَّ أرجاء iiالوَرى
فالحقُّ أقوى من تفاهَةِ iiباطلٍ
وأنا بِهَديك إذ ألوذُ iiوأحتمي
أرجو الشَّفاعةَ إذ تَجلّى iiربُّنا
فَجَلالُ قَدرِكَ لا يُطالُ مَهابةً
يا سيدي مَدحي إليك iiتَقرُّباً
لم أمتدِحْكَ لكي أزيدَكَ iiرِفعةً
ماذا يَزيدُ الكأسُ حينَ iiتصُبُّهُ
لكنَّهُ إذْ خالطَ البَحرَ العظيمَ فقد iiغَدا
وشَوامخُ الشُّمِّ الجبالِ وقدْ iiسَمَتْ
بكَ يَزدهي القَولُ الجَميلُ iiوزُيِّنَتْ
إن يَجْحَدوا شَمسَ النَّهارِ تَعنُّتاً
عَجباً وما عَجَبي لِسوءِ iiصَنيعِهم
لكنما العَجَبُ العُجابُ iiبأنَّنا
كنّا وكان الكونُ تَحتَ iiلوائنا
يا سيِّدي عُذراً فلستُ بعاتبٍ
ماذا يُضيرُكَ من مَقالةِ iiتافهٍ
فتطاولُ القَعْرِ الدَّنيِّ على iiالذُّرى
ما صَوَّروا الإرهابَ فيكَ iiلأنهمْ
لكنَّهُ ذُعرُ المُسيءِ وقدْ iiجَنى
إني لأَستَحيي لواقِعِ iiأمَّتي
هُنَّا فأيقظَ ضَعفُنا أضغانَهمُ
لو كانَ فينا قوَّةٌ لم iiيَجرؤوا
حتى مَ نرضى الذُّلَّ في iiأعقابِنا
نُغضي وتَنبضُ بالخواءِ iiعروقُنا
أفلا يَثورُ بنا مَعينُ iiكرامةٍ
أفليسَ حُرّاً يَنْضَوي iiبظلالِهِ
يا رَحْمَةً للكونِ جِئتَ iiمُبشِّراً
لم يشْهَدْ التّاريخُ مثلَكَ iiفاتِحاً
لمَّا وَقَفتَ على الجُموعِ وقدْ iiغَدَوا
كم دبَّروا كي يَقتلوكَ مَكائداً
مَكَروا ومَكْرُ اللهِ أَحبَطَ iiمكرَهمْ
وقفوا وقد خَفضَ الهَوانَ iiرؤوسَهم
ويُفتِّتُ الحِقدُ المَكينُ iiقلوبَهمْ
لو أنَّهم ظَهروا عليكَ iiومُكِّنوا
وتقولُ إذْ هم رَهنُ أمرِكَ iiبعدما
ماذا تظُنّوا أن يكونَ iiجزاءُكمْ
هذا إلى الإرهابِ يدعوا iiويلكُمْ
هذا صَنيعُكَ كيفَ كانَ صنيعهُمْ.؟
يا سيّداً فردا بكلِّ iiصفاتِهِ
لن يَشهدَ الزَّمنُ المَديدُ iiبِطولِهِ
عَطفاً وإحساناً وفَيضَ iiمَشاعرٍ
وزَعيمَ قَومٍ لم يَزدْهُ iiخُضوعُهمْ
ومُرَبَّياً ومُعلِّماً iiومُدرِّبا
والمُرشدُ الهادي لأعظمِ iiشِرعةٍ
مَنْ حادَ عنها هالكٌ لا يُفتدى
يَصْلى الجَحيمَ وإنْ يكنْ مَلَكَ iiالوَرى
يا من له فَضلُ السَّحابِ على النَّدى
كلُّ الخلائقِ قدْ شَدَتْ iiبِمَديْحِهِ
فالجَزعُ يَبكي إذ يراهُ iiمُفارقا
وبِكفِّهِ هَتَفَتْ تُسبِّحُ ربَّها
وبِفَضلِهِ يَشدو الوجودُ iiترنُّماً
ماذا يُضيرُ البَحرَ إن عَبَثتْ iiبِه
لو كان أقلاماً تَخطُّ iiمَديْحَهُ
نَفِدَتْ ولم تَنْفَدْ مواردُ فَضلِهِ
يا سيِّدي علَّمتَنا أنَّ iiالتُّقى
ونَصحتَنا أن نَستقيمَ على iiالهُدى
لنكونَ أشهاداً على كلِّ iiالوَرى
وبهِ تكونُ لنا السِّيادةُ iiوالعُلا
تاريْخُنا صَفَحاتُ مَجدٍ iiناصعٍ
تاريْخُنا بَسَماتُ فَجْرٍ iiمُشرقٍ
في كلِّ فَتحٍ سِفْرُ مَجدٍ iiخالدٍ
قد رصَّعَتهُ مآثرٌ iiمنقوشةٌ
وأفاضَ منهُ على الوجودِ iiبشائِرٌ
أفلا تَرى ما كان في iiتاريْخِهمْ
سَفْكٌ وتَدميرٌ وهَتكُ iiحَرائرٍ
ظُلِمَ الوحوشُ غداةَ توصَمُ iiإنها
فالوَحشُ إذ تكفي الفَريسةُ iiجوعَهُ
أما هُمُ فَنُفوسُهم iiمَسعورةٌ
يَندى الجَبينُ لِذِكرِ سوءِ iiفِعالِهِمْ
كنَّا نقتِّلُ من طغى مُتجبِّراً
ونَبيُّنا أوصى بأنْ لا iiنَعتدي
وتَرى بما قد حَرَّفوا iiبكتابهمْ
يا وَيْحَهم قَلَبوا مفاهيمَ الوَرى
فالمعُتدي بَطلُ السَّلامِ iiوكفُّهُ
سَعيُ الشعوبِ لكي تُقرِّرَ شأنَها
ونضالُها شَرَفٌ iiومَشروعيَّةٌ
أما إذا كُنَّا.. فليس iiجهادُنا
طَلباتُ مَنْ يَعدي عَلينا iiعندَهمْ
أما إذا قُمنا نُطالبُ iiحَقَّنا
وكأننا لَسْنا بزَعْمِ iiتُيوسهمْ
والمَجلسُ الأعلى تَفَهَّمَ إذ iiرأى
أما إذا قُمنا نُعارضُ iiذَبْحَنا
صلى عليكَ اللهُ يا علمَ iiالهُدى
ولكَ السَّلامُ يَهيجُ في iiأعماقِنا
ما هبَّت النَّسماتُ وانبلجَ iiالضُّحى
ورَنت إلى الشُّمِّ العَوالي iiديمةٌ |
|
ويُفتِّتُ الكَبدَ السَّقيمَ iiعَناءُ
نَفْسٌ تَسَعَّرَ غَيظُها iiهَوجاءُ
هوجٌ تُردِّدُ رَجْعَها الأصداءُ
ويكادُ يَخُنقُ دَمعتي iiالإعياءُ
حرّى ويَحبسُ جَريَها iiاستحياءُ
أنتَ القَويُّ وإننا ضُعفاءُ
وعُلاكَ ليسَ تنالُهُ iiالجَوزاءُ
وسَناكَ فوقَ سَمائِنا iiوضَّاءُ
وله يُرَفرِفُ في الشُّموخِ iiلِواءُ
لكَ مُهجتى والعالمينَ فداءُ
يومَ التَّغابنِ فالوَرى iiخُصَماءُ
وأمامَ فَضْلِكَ يَخفِضُ iiالعُظماءُ
ويَزيدُني شَرَفاً بك iiالإطراءُ
لكنَّنا بكَ سَيّدي iiشُفعاءُ
في البَحرِ هل في ذا يُقالُ iiعَطاءُ
جُزءاً فأولاهُ السُّموَّ نَماءُ
أيَزيدُ في عَليائِها iiحَصباءُ؟
بالمَدحِ فيكَ قَصائدٌ iiعَصماءُ
فَسَناكَ ذاكَ الفَرقدُ iiالوَضَّاءُ
وبأنهُ يُغرى بكَ iiالسُّفهاءُ
حادتْ بنا عن مَجدِنا الأهواءُ
يَمضي وتَشهدُ مَجدَنا iiالعلياءُ
أبداً عليهمْ. إنَّهمْ iiجُهلاءُ
هَمْلٍ وتلكَ جَهالةٌ iiعَمياءُ
حُمْقٌ يزيدُ سُموَّها iiوهُراءُ
شَهدوا بأنكْ فاتكٌ عَدّاءُ
جُرْماً فَيَخشى أن يُنالَ iiجزاءُ
في أننا لكَ سيِّدي iiنُسَباءُ
لَهَباً وزادَ سَعيرَهُ iiالإغراءُ
أن يَقدَحوا بكَ إنَّهمْ iiجُبَناءُ
ويزودُنا عن حَوضِنا iiالأعداءُ
ونَهيمُ قد ضلَّتْ بنا iiالأهواءُ
وتَهيجُ فينا للعُلا iiالعلياءُ
ويَسيرُ تَحتَ لوائهِ iiالعُلماءُ.؟
بالنُّورِ إذْ غَشيَ الوجودَ عَماءُ
قدْ هلَّلتْ لِقُدومهِ iiالبَطحاءُ
أسْرى لَدَيكَ وكُلُّهم iiأعداءُ
وتعاهَدوا هذا وهمْ iiزُعماءُ
وغَووا وهم في زَعمهمْ iiفُصحاءُ
كم حاولوا الغّدرَ المَقيتَ iiوباؤوا
ولِغَيظِهمُ تَتَقطَّعُ الأحشاءُ
لَتَناثرَتْ من صَحبِكَ iiالأشلاءُ
ضاقتْ بهمْ في رُحبِها iiالأجواءُ
هيّا انْهضوا، فلأنتمُ iiالطُّلَقاءُ
تُعساً فأنتم مَعْشرٌ iiحُمَقاءُ
تَدمى القلوبُ لفُحشِ ما قدْ iiجاءوا
خَشَعتْ لِهَيبةِ ذِكرِهِ iiالعَلياءُ
نُبلاً ولنْ يَكُ مثلَهُ iiرُحَماءُ
وأميرَ جُندٍ دونَهُ iiالأمراءُ
إلاّ التواضُعَ، ما لهُ iiقُرَناءُ
ونَداهُ قدْ شَهِدَتْ بهِ iiالأعداءُ
جلَّتْ لِمَنْ أوحى بها iiالأسْماءُ
مهما تَكاثَرَ حولَهُ iiالنُّدَماءُ
ونَجا وقدْ خَضَعوا لها iiالضُّعفاءُ
والغَيثُ مُرتَهَنٌ به iiالأحياءُ
أهلُ النُّهى، والجنُّ، iiوالأشياءُ
ويَهيجُ مُنْتَحباً لهُ iiأصداءُ
وتَقولُ تَصديقاً لهُ iiالحَصباءُ
وتَهيجُ فيهِ حَدائقٌ iiغنّاءُ
خَفَقاتُ مِجدافٍ بهِ iiإعياءُ
ولها البِحارُ روافدٌ iiوعطاءُ
وأهابَ في طولِ الثَّناء iiثناءُ
زادٌ. وفيهِ يُفاخِرُ iiالفُضَلاءُ
وبأن يَقودَ طريقَنا الفُقهاءُ
نَدعوأ الأنامَ، وأننا أمَناءُ
فَسَما لنا في الكائناتِ iiلواءُ
نَضِرَتْ بهِ في أفقِها iiالعلياءُ
قدْ زَيَّنتْ أغصانَهُ iiالأنواءُ
وسُطورُ شاهدةٌ لها iiأضواءُ
وطَوَتْهُ في أجفانِها iiالجوزاءُ
تُنبي بأنَّ جدودَنا iiعُظماءُ
هلْ ثَمَّ إلا البَغيُ iiوالفَحشاءُ
وَحشيَّةٌ ما مثلَها iiرَعناءُ
وَحْشيَّةٌ ويرُدُّها iiاستقراءُ
ليستْ تُراقُ غَداةَ ثَمَّ iiدماءُ
لم يَرويها فَتْكٌ ولا iiأشلاءُ
لُعِنوا فَمِلءُ قلوبِهم iiشََحناءُ
وعلى يَديهِم يُقتلُ iiالشُّرفاءُ
حتّى وإن كانوا همُ iiالأعداءُ
قُربى بأن تُتَذبَّحُ iiالأبناءُ
وهُمُ بزعمِ ذُيولهم حُكَماءُ
قد لَطَّختها بالدِّماءِ iiدماءُ
حَقٌّ وعدلٌ ليسَ فيهِ iiمراءُ
قدْ قرَّرتْهُ مَحافلٌ iiصَمَّاءُ
حقَّاً ونَحنُ بزَعمِهِمْ iiغَوغاءُ
مَسموعةٌ ونَصيبُها iiالإصغاءُ
وفقَ العُهودِ فَحَظُّنا iiاستهزاءُ
بَشراً. وهم في زَعمِهِمْ iiرُحَماءُ
في قَتلِنا ما ليسَ فيهِ iiمِراءُ
هذا هو الإرهابُ iiوالبَلواءُ
وحَباكَ من ربِّ الوجودِ iiعَطاءُ
ولهُ بأفق سَمائنا أصداءُ
أو رجَّعتْ في أيكِها iiوَرقاءُ
وتعاقَبَتْ تلكَ الذُّرى الأنواءُ |
