و ماذا سأذكرُ منهم
صحابي القدامى
و قد كبرتْ بيننا مدنٌ من بعاد
و غادر موجٌ
بأبناء بحارة
عن قرى في الضفافِ
و حط الخريف العجوزُ
على رجفةٍ في الفروعْ
و ماذا سأذكر منهم صحابي القدامى
سوى لحظةٍ
ربما
أو أقل
و غير ارتعاد الضياء الوجيز
قبيلَ انطفاء الشموع
و ماذا سأذكر منهم ؟
تلكؤهم في طريق الوداع
تلعثمهم
حينما اعترفوا بهشاشتهم
تحت صخر القناع
تجلدهم
فوق سلمِ أيامهم
حين يذوي الضياءُ الجهير
و تصحو ارتجافتهم في الضلوع
و ماذا سأذكر منهم
سوى ما أضعتُ على طرقِ المجد
حتى أعودَ لألفتهم
نادماً
تحت نفس القلوع
و أعبر في ليلهم كالغريب
لأرثي الذي أودعوه على معصمي
من وصايا
و ما سفحوه على جعبتي من دموع
و ماذا سأذكر منهم
سوى أنهم سافروا
سافروا في الهواء القديم
حيارى
يصاحبهم قمرٌ في الليالي
و تبهت أصداءُ آمالهم
في نسيمِ النجوع
و ماذا سأذكر منهم
سوى أنهم يرجعون
بكامل أحزانهم
نحو قلبي
يعيدون ما كرروه على خاطري
ليلةً بعد أخرى
و ينسون أني
أرممُ أقوالهم في خيالي
لأبقى
و أني أسامرهم
بعدما ذهبوا
و مضت خلفهم
طرقات الرجوع