كأن يكون ...

مرثية لشيء ما...

شعر صالح أحمد

-------------------------

للآهِ صوت... أنا... ما ضمَّ آهاتي

فنسيتُهُ... آهٍ... ما عشتُ حالاتي

* * *

يا أيّها الدَّهرُ الذي ما ضمَّ دمعي... عُد بنا... أوّاه

أنظر إليَّ بعين موتي...! ما أنا إلا الهوى... عشناه

لم يَنسَني أحدٌ..

أنا من راقَني مُكثي وراءَ حجاب أمنيتي...

أنا... من بات يخنقُهُ هواه !

* * *

لُذ يا صدى بالهمس

باللهِ واختَلِطِ

ولّى زمانُ الحس

واحتلّني شَطَطي

* * *

عودٌ على بدءٍ... وبدءٌ من جديد

والصّمتُ...

بعضُ الصّمتْ...

يجتاحُ ما نريد!

* * *

هل في المدى إلا

وهجٌ وبعض سرابْ

ووُرَيقَةٌ في الحلم

تحتاج بعض تُرابْ

* * *

ويحنُّ لي جلدي لأنّي لم أعش إلا الرّحيلْ

ويحنُّ لي صوتي ، أنا راوي أساطير النخيل

والرّمل يزحف تحت أقدامي بسرِّ المستحيل

والشمس تشرق بَعدَ أيّامي...

سأبحث في ضياعي عن رؤاها !

لهفتي...

وخُطايَ... والحلُمُ المضَيَّعُ لي دَليلْ

* * *

عارٍ ويحسُدُني

قَومي على ثَوبي

والآهُ ما بَرِحَت

تَقتاتُ من قَلبي

* * *

قد جاع تنّين الحكايا

عُدْ عبد شمس !

ولتَحِدْ من تحت جُثَّتك الثّقيلة كل نوقي اليَعرُبِيَّة...

بعدَ أن ناءَت بغُربتك الرّمالُ الزاحفات

عُد عبد شمس !

كنـزُك المدفون... والتنّين... والبئر العميقة... والسَّواد.

لم تعد سرًا !

ولم يُدرك معانيها العباد.

* * *

سرٌّ أنا فاشٍ

اللّـيلُ يعرفُني

موتٌ أنا طاغٍ

ما ضمني كفني

* * *

أوديب والراعي...

أُمثولَةٌ أخرى

وشمٌ على جَسدي...

والخطوةُ الحيرى

تحكي بها عنّي...

البَطشَةُ الكبرى !

* * *

من يُسكِتُ العرّاف...

لمّا يصارحني ...

لغـزٌ أنا باقٍ

الصمتُ يكتبني

غيمٌ أنا آتٍ

لا غيثَ يَعقُبُني

* * *

صحراء يا صحراء...

هل عادَ صَنّاجَةْ

وتَرُ الرَّباب رداء

هل بتِّ محتاجة ؟

* * *

ويشدُّني وجَعي لأكتبَ فوق رمل البيد سِفري

لحمي تناثرَ عاريًا... وشَكاهُ عُذري

عما قليلٍ ينتَشي الباكونَ من دَنَسي !

وأنا المكدَّسُ بينهم...

لم يأبهوا لي !

لم يُواروني !

ولكن أحرقوا أسفارَ طُهري !

ثمَّ صاحوا...

أنت يا صحراءُ عاقر !

لم تعد إلا الأفاعي فوق رملك زاحِفات

إنتهى عصر القوافل!

* * *

جَرَّدتُ وسط الليل

سيفًا على زمني

جَزِعًا رآني الوَيل

أبكي فأمَّـنَني!

* * *

يكفي هروبًا يا نخيلَ الرّافدين

وجعني تشامَخَ...

فاعتَصِمني من شُموخي!

ثمَّ ارتحِلْ ما شئت خلفَ السِّندباد

لا زيت في المصباحِ...

لا زيتون في البطحاءِ...

لا زجاجةً في القدسِ...

لا قبطانَ في الميناء...

فارحل...!

مثل كل الراحلين!

وحده يبقى المهاجر...

- هكذا أخبرني التاريخُ _

لا يحني الجبين .

* * *

للصمتِ سرٌّ... أنا... ما كُنتُ معناهُ

خـبَّاتُهُ زمنًا... وجهـلتُ عُـقباهُ

المراجع

pulpit.alwatanvoice.com

التصانيف

شعر  أدب  قصائد  شعراء  ملاحم شعرية