وقفةٌ متأملةٌ أمام هذا الفاصل العنصري الذي يبنيه اليهودُ حول مناطق الضفة والقطاع، وردَّةُ الفعل العربية والإسلامية المهزوزة التي لا تقوى على تحريكِ ساكن.

في غمارِ الوَهمِ والأحلامِ

آلافُ الضَّحايا يَرقدونْ

يمضغونَ العارَ أشتاتاً حَيارى

وعلى أجسادِهم وَقْعُ السِّياطْ

وجدارُ السَّجنِ يُبنى

خلفَهُ تُحفَرُ آلافُ القبورْ

والحَيارى تائهونْ

شَغَلَتْهم حالةُ الحلاَّجِ يَهذي

غارقاً في سَكرتِهِ

ليسَ في الجبَّةِ إلاَّ اللهُ

يا أهلَ القبورْ

والسُّكارى حولَهُ في غَيبةٍ لا يشعرونْ

وعلى بوابةِ القدسِ

يَصُدُّ الناسَ هولاكو بأسيافِ التَّتارْ

شامخاً ينفخُ فخراً عارضَيهْ

يمضغُ الأكبادَ يقتاتُ الدماءْ

يتسلَّى لاهياً في قَضْمِ أشلاءِ غُلامْ

وعلى مقربةٍ منهُ انحنى نادِلُهُ

يُهدي لهُ كأسَ مُدامْ

ضارعاً يَدعو لهُ:  في صَحَّةٍ وعافيةْ

وهتافاتٌ تَعالى وضَجيجْ

وَسْطَهُ يبرزُ صوتٌ ناعمٌ فيهِ نَزَقْ

صَوتُ طفلٍ صارخاً:

خَلّوا سَبيلي

فلقدْ أهديتُ للقائدِ نَفْسي

عَلَّهُ يهنأُ في قَضْمِ عِظامي

فيموتْ

إنني سَمَّمتُ نَفسي

وتعالى مرةً أخرى الضَّجيجْ

أسكتوهُُ. أمسكوه

قيدوهُ بالحديدْ

ويُدَوّي وسَطَ الهَرْجِ هُتافٌ: 

 أقتلوهْ

وانبرى في وسَطِ الناسِ فِئامٌ

ويحكمْ، أينَ الغلامْ؟

أينَ ذاكَ القاتلُ المجرمُ        

سفَّاكُ الدِّماءْ

إنهُ قدْ أزعجَ القائدَ

قدْ أرهبَهُ عكَّرَ صَفوَهْ

اقتلوهُ واطرحوهُ للكلابْ

سَكَتَ الناسُ

وقدْ لاحتْ ( بساطيرُ) الجنودْ

وسَرى همسٌ هُنا يعلو قليلاً وهُناكْ

ما الذي أغراهُ أنْ يمشي

على هذا الطَّريقْ

كانَ أحرى فيهِ أنْ يَلهو

وأنْ يَغفو ...  ويَغفو

لا يُفيقْ

 


المراجع

odabasham.net

التصانيف

شعر  أدب  قصائد  شعراء  ملاحم شعرية