رويـدكَ فـالأيـامُ مـدرسـةُ iiالـعُـمرِ
وأكـرمْ بـهـا يـاصـاحِ نـفسَك iiإنما
ولا يـحـمـلُ الأخـيـارُ إلا iiخِصالَهم
إذا كـنـتَ ذا حـقٍّ فـكـن ذا iiبصيرةٍ
وآثـرْ لـمَـنْ قـد رامَ ضرَّكَ ماترى ii
وأحـسـنْ إلـيـه مـرَّةً بـعـدَ iiمَـرَّةٍ
وإنْ لـجَّ فـي الـبـهـتانِ والخبثِ iiإنَّه
وعـاشـرْ أخـا حـلـمٍ تـقيًّا وصالحًا
ومَـنْ عـاشَ بـالـتقوى سلوكا iiومنهجًا
هـو الـكـنزُ فاحرصْ كي تكونَ أخًا iiله
و تـكُ مـغـتـرَّا بـمـظـهرِ مَنْ أتى
فـمـا ضـرَّ كـالـدَّجـالِ مـجتمعًا به
وإنَّ جـمـالَ الـمـرءِ في حُسْنِ iiعِشرةٍ
وإيَّـاكَ مـن خِـلٍّ خـبـيـثٍ تـسوقُه
وإيَّـاكَ مـن أهـلِ الـهـوى إنَّ iiشأنَهم
وجـانـبْ أخـا ريـبٍ يـعيشُ iiبزيفِه
وإيَّـاكَ والـهـمَّـازَ وافـطـعْ iiوِصالَه
وكـم جـاهـلٍ غـرَّه صـمـتُ عاقلٍ
ومـا ضـرَّ طعنُ النَّذلِ في ظهرِ iiطاهرٍ
يـعـيـشُ أخـو السَّوءاتِ في قُبحِ iiفعلِه
إذا مـا خـلا قـلـبُ امـرئٍ من iiمآثرٍ
فـمـا الـمـالُ أبـقـى لـلسَّفيهِ iiمكانةً
ويُـفـتـضَـحُ الـمـوتـورُ ظلَّ iiمقنَّعًا
فـكـلُّ لـئـيـمٍ يـفـضـحُ اللهُ iiحالَه
* * *
عـلـيـكَ بـنـهـجِ اللهِ والـزمْ كتابَه
وعـشْ بـلـذيذِ الذِّكرِ في ظلمةِ iiالدجى
وأمـسـكْ عـن الأقـوالِ إلا iiلـنـافعٍ
ولا تـك لـلـخِـلاَّنِ مـوضـعَ iiسقطةٍ
ولـيـلُـكَ بـالـقـرآنِ فارتعْ iiبروضِه
فـإنَّ الـمـحـبِّـيـنَ الـذيـن iiتبوَّؤوا
تـرامـوا عـلـى أعـتابِ رحمةِ iiربِّهم
ولا تُـرَ بـالإسـلامِ قـلـبًـا iiمـهدَّمًا
فـإنَّ رجـالَ اللهِ لانـتْ قـلـوبُـهـم
ولـكـنَّـهـا عـزَّتْ وطـالَ iiإبـاؤُها
ومَـنْ أُشـرِبَ الإيـمـان يـعلمْ iiمكانه
ومَـنْ عـاشَ للرحمنِ عاشَ على iiالغِنى
فـإنَّ الـغِـنـى باللهِ عـزٌّ و رِفـعـةٌ
يـعـيـشُ أبـيُّ النفسِ ينأى عن iiالأذى
ومَـن رفـرفـتْ بـالنُّورِ والخيرِ iiنفسُه
تـسـلَّـحْ بـتقوى اللهِ ، واحفظْ iiعهودَه
فـطـوبـى لـمَنْ قد آثرَ المجدَ iiوالعلى
* * *
رأيْـتُ مـنـاجـاةَ الإلـهِ لـبـاسُـها
و زادُكَ مـنـهـا لايـبـورُ مدى المدى
وإخـوانـك الأبـرار فـاحـفظْ iiودادَهم
ومَـنْ عـاشَ بـيـنَ الـطَّيِّبين iiفطيِّبٌ
ولا تُـلْـقِ بـالاً لـلـحـسـودِ فـإنَّه
ولا تـسـتـمـعْ يـومًـا لـغيبةِ iiمسلمٍ
وإنَّ لـسـانَ الـكـلـبِ أطهرُ من iiفـمٍ
وإنَّ فـمَ الـمـغـتـابِ بـالدَّاءِ iiمثخنٌ
فـتـبًّـا لـمـغـتـابٍ ، وقبحًا iiلوجهِه
وإنَّ صـفـاتِ الـفـاسـقـيـن iiجليَّةٌ
ونـظـرةِ أفَّـاكٍ إلـى الـنـاسِ iiحوله
وقـاتـلِ سـاعـاتٍ يـبـدِّدُ iiعـمـرَه
فـلا يـذكـرُ الموتَ القريبَ ، ولا يعي
يـعـيـشُ كـبـهـمٍ لـلملذَّاتِ والهوى
فـهـيْـئـتُـه بـالـشَّرِّ والسُّوءِ لُفِّعتْ
فـتـعـسًا لذي ريبٍ ، وخسفًا لذي iiربًا
أولـئـك هـم أهـلُ الـفـسادِ iiبقومِهم
ومـا سـبـقـت لـلـنَّارِ قبلَ iiولوجِهم
فـدونَـك فـاخـتـرْ في حياتك iiمنهجًا
فـفـي بـحـرِ هـذا الغيِّ ظلمٌ iiيسوقُهم
وعـشْ مـسـلـمًـا فالدِّينُ أمنٌ iiوعزَّةٌ
وإيـاك والإلـحـادَ فـالـكـفـرُ iiمهلكٌ
فـقـد يـغـفـرُ الـرحمنُ للناسِ iiإثمَهم
مـآلُ الـطـغـاةِ الـكـافـريـن جهنَّمٌ
وعـشْ مـؤمـنًـا بـالغيبِ تُؤْتَ iiمفازة
وإنَّـك بـالـصـبـرِ الـجـميلِ لفائزٌ
و دارُكُ فـاعـمـرْهـا بـشاهقِ iiرفعةٍ
فـمـا الـعـزُّ إلا مـايـكـونُ iiلمؤمنٍ
ومَـنْ يـعـتـصمْ باللهِ لـم يخشَ iiغيرَه
فـقـمْ واحـيِ بـالـتـوحيدِ نفسَك iiإنها
وعـطِّـرْ بـه أيـامَ عـمـرِك iiصادقًا
لـقـد خـابَ مَـنْ رامَ الـمعالي iiبكفرِه
ومـا مـسـلـكُ الـعلياءِ إلا لذي iiالتُّقى
فـذرْ أُمـمًـا تـهـذي بـأفـكارِ غيِّها
لـهـا فـسـحـةُ الـدنيا الدَّنيةِ iiوالهوى
فـإنْ صـبغوا وجهًا وشَعرًا ، iiوزعفروا
فـواللهِ مـاكـانـت لـتـمـنـعَ iiعنهُمُ
دعـوا الـمـلـحـدين الماجنين iiوغيَّهم
وعـودوا إلـى نـورِ الـكـتـابِ فإنَّكم
تـروا مـوئـلاً لـلـمجدِ مُدَّتْ iiجسورُه
فـمـنْ غـسـقِ الـشِّدَّاتِ يبزغُ iiفجرُنا
ألـسـنـا بـنـي الإسـلامِ فينا محمَّدُ r
ومـن أُمَّـةٍ فـيـهـا الرسالةُ iiأزهرتْ
فـمـا لـبـنـيـها أدبروا عن iiحقولِها
وظـنُّـوا بـزيـفٍ أحـرزوه iiحضارةً
ومَـنْ لـم يـمـحِّـصْ في مناهج iiباعِه
قـضـى اللهُ أن نـرقى بنُضرةِ iiشرعِنا
وهـيـهـات أن نـحظى بنصرٍ iiمؤزَّرٍ
فـنـورُ الـنَّـبِّـيـين الكرامِ لنا iiرضا
وإنَّ مـقـامَ الـنـاسِ في موطنِ iiالهوى
ولـن يـسـتـقـيـمَ الناسُ إلا iiبدينِهم
بـمـجـتـمـعٍ يحيي المروءاتِ لاترى
ولا خـيـرَ فـي غـربٍ وشرقٍ iiتعاليا
مـتـاعٌ قـلـيـلٌ لـلـورى iiوتـطوُّرٌ
ومـا هـانَ قـومٌ يـحـفـظُ اللهُ iiشأنَهم
لـئـنْ هـبَّ قـومي بالحنيفِ iiفمجدُهم
أذبْـتُ بـشـعـري مهجةً طالَ iiشجوُها
وخـيـرُ سـجـايـاهـا تموتُ iiبلهوِها
فـيـاربِّ أنـقـذْهـا وسـدِّدْ مـسيرَها |
|
فـآثـرْ بـهـا النَّهجَ القويمَ مدى iiالدهرِ
يـعـيـشُ كـريمُ النفسِ بالمنهجِ iiالدَّثرِ
مـن الـخُـلُـقِ المحمودِ في عملِ iiالبِرِّ
ولا تـتـعـجَّـلْ إنْ قـدمْـتَ إلى iiأمرِ
مـن الـعـفوِ تستجلبْ حجاهُ إلى iiالعذرِ
فـإنْ فـاءَ لـلـحـسنى فيالَكَ من iiأجرِ
لـذو حـسـدٍ يـشـوي جواهُ ولا يدري
فـإنَّ الـتَّـقـيَّ الـبَـرَّ يأنفُ عن iiمكرِ
فـذلـك مـن أهـلِ الـفضائلِ iiوالفخرِ
وقـد فـزْتَ بـالـتوفيقِ معْ عاليَ iiالقَدْرِ
بـثـوبٍ مـن الـتقوى وسيرتُه iiتزري
يـعـيـشُ على رجسٍ ، وينهشُ بالطُّهرِ
ولـيـس بـدعـوى لاتقومُ على iiالخيرِ
إلـى نـيـلِ مـا يبغي الوسيلةُ iiبالغدرِ
يـنوءُ ـ وإنْ أغرى ـ من الكدرِ iiالمُـرِّ
ولـيـس لـه غـيرَ السرابِ من السَّيرِ
فـبـئـسَ جليسُ السُّوءِ في منتدى iiالشَّرِّ
فـراحَ بـسـوءِ الـقولِ يهرفُ iiوالنُّكرِ
فـمـا نـالَ كـفُّ الحقدِ إلا من iiالجمرِ
كـأنَّ لـه ثـأرًا شـهـيًّـا من iiالحُـرِّ
وعـاشَ بـلا ديـنٍ فـبـشِّرْهُ iiبالخُسْرِ
ولا الـجـاهُ قد أ نجى الحسودَ من iiالوِزرِ
وإن هـو أخـفـى من دناياهُ في iiالصَّدرِ
ويـرجـعُ مـنـبـوذَ السلوكِ بلا iiسِترِ
* * *
وعـطِّـرْ بـه نجواكَ في السِّرِّ iiوالجهرِ
فـإنـكَ لـم تـعـدمْ مـجـاورةَ iiالـبِِْرِ
وبـاعـدْ مـقـالَ السُّوءِ في سفَهِ iiالهذْرِ
ولا تـرمِ نـفـسًـا لـلـمـهانةِ iiوالبترِ
ونـاجِ بـه مـولاكَ فـي هـدأةِ iiالفجرِ
مـقـاعـدَ صـدقٍ في فراديسِها الخُضرِ
فـكـانَ لـهـم نعمَ النَّصيرُ مدى iiالعُمرِ
ولا تـخـشَ يـاهـذا مـقـارعةَ iiالكفرِ
لأهـلِ الـهـدى واستعذبتْ مركبَ البِرِّ
عـلـى كـلِّ طـاغـوتٍ يعربدُ iiبالكِبرِ
إذا اصـطـخـبتْ دنياياهُ بالمدِّ iiوالجزرِ
ومَـنْ عـاشَ لـلشيطانِ ماتَ على الفقرِ
وثـوبُ الـعنا والفقرِ في الظُّلمِ iiوالجَوْرِ
ويـفـنـى ذليلُ النفسِ في ذلِّه iiالمزري
تـسـامـى وإنْ ألفيتَه في قبضةِ iiالعُسرِ
ولا تـخـشَ بـعـدَ اللهِ قارعةَ iiالعصرِ
وسـارَ عـلـى دربِ الفضائلِ iiوالصَّبرِ
* * *
بـه الأمـنُ والإيـثـارُ في حللِ iiالفخرِ
فـآثـرْهُ ، فـالرضوانُ من أكرمِ iiالذُّخرِ
وكـنْ هـونهم ، واخفضْ جناحكَ iiللبَـرِّ
مـودَّتُـه تُـرجَـى مـع العسرِ iiواليسرِ
يـمـوتُ بـلا قـتـلٍ ، ويحيا بلا iiأجرِ
فـإنَّ بـهـا وِزرًا ، ومـالَـك من iiعذرِ
يـفـوهُ بـنـهـشِ الـمسلمين بلا طُهرِ
يـجـرجـرُ أقـذارَ الـتَّـفاهةِ iiوالخُسرِ
إذا مـا تـراءى بـالـحـديثِ مع النُّكْرِ
بـجـلـسـةِ مغتابٍ ، وبسمةِ ذي iiمكرِ
ومـطـمـعِ ذي بـخلٍ يتوقُ إلى iiالحُمْرِ
بـلا عـمـلٍ يُـرجَى من اللهِ ذي iiالذِّكرِ
رحـيـلَ بـني الدنيا ، ولا ضمَّةَ iiالقبرِ
و لـلـفـسقِ في نادي الرذائلِ iiوالخمرِ
وخُـطْـواتُـه بـالإثمِ عُدَّتْ ولا iiيدري
وعـارا لـذي لـهوٍ ، وبؤسًا لذي iiجوْرِ
وهـم شـرُّ خَلْقِ اللهِ في البدوِ iiوالحضرِ
سـوى أنـفسٍ عاشتْ وماتتْ على iiالكفرِ
تـفـرُّ بـه لـلـهِ مـن ثـبـجِ iiالقهرِ
إلـى غـضـبِ الـدَّيانِ في عالمِ iiالشَّرِ
وشـرعـةُ ذي جـودٍ ومـنهجُ ذي iiيسرِ
وذاك ـ وحـقِّ اللهِ ـ قـاصـمةُ iiالظَّهرِ
ولـكـنـه لايـغـفرُ الشركَ في iiالحشرِ
فـبـئـسَ مـقـامُ الكافرين على iiالجمرِ
وسـلِّـمْ لأمـرِ اللهِ iiواسـتـهـدِبالذكرِ
وإنْ لـجَّ بـالـخطبِ الثَّقيلِ أسى iiالعُسرِ
إذا عشْتَ في كوخٍ ، وإنْ عشتَ في قصرِ
مـن اللهِ رغـمَ الـكـيدِ والسُّوءِ iiوالمكرِ
فـصـنْـهـا مع الباري لتظفرَ بالنَّصرِ
تـمـوتُ إذا الإيمانُ أخوى على الصَّدرِ
فـإنَّ شـذا الإيـمـانِ أزكى من الزَّهرِ
و ذلَّ الـذي يـرجـو الـمفاخرَ iiبالجورِ
يـسـيـرُ بـظـلِّ اللهِ فـي أرفعِ iiالقَدْرِ
وتـحـيـا حـياةَ المترفين بلا خيرِ ii!!
ولـيـس لـها يومَ النُّشورِ سوى الخُسرِ
لـزيـنـتِـهـم ثـوبًا بليلٍ وفي iiعصرِ
عـذابًـا بـأُخـراهـم وتدفعَ من iiحـرِّ
ومـذهـبَـهـم ، والموبقات بهم iiتجري
بـلـيـلِ خـطـاياكم وشيطانكم iiيغري
عـلـى عـمدٍ تبقى ، وتعلو على iiالكفرِ
وتـنـبـعُ بـالتقوى المياهُ من iiالصَّخرِ
وسُـنَّـتُـه الـغـرَّاءُ أغلى من الدُّرِّ ii!!
مـبـاهـجُها ، والخيرُ للناسِ كالقطرِ ii!!
وهـامـوا وراءَ الزيفِ والتَّرفِ القَذْرِ ii!!
تـقـرِّبُـهم زلفى إلأى ساحةِ النَّصرِ ii!!
يـجـدْهـا عـلـى وهمٍ تقلُّ عن iiالشِّبرِ
وإنَّـا إذا عـفـنـاهُ عـشـنا على iiقفرِ
بـغـيـرِ هـدى القرآنِ في غُمم iiالقهرِ
وفـيـه دواءُ الـقـائـمين على iiالهجرِ
كـمـثـلِ مـقامِ الناسِ في قبضةِ iiالأسرِ
وأكـرم مـن أهـلِ الـمـآثـرِ iiلاندري
لـذذي غـايـةٍ هانتْ سبيلا إلى iiالجهرِ
وأمـةُ هـذا الـديـنِ في الأنجم iiالزُّهرِ
يُـداولُ مـن عـصرٍ يصيرُ إلى عصرِ
بـمـا اخـتـاره إلا بـسابقةٍ تزري !!
يـعـودُ عـلى الآفاقِ في موكبِ iiالفخرِ
عـلـى أمـةٍ تـغـفـو بوارفةِ iiالخِدرِ
وتـطـفـو فِعالُ الشرِّ في لهوِها iiالثَّـرِّ
وأوقـفْ عـلـى إحياءِ صحوتها iiشعري |