(1)
عندما قام ليدعو
كان يحدوهُ الرجاءْ
أنَّ في جَعبته سهمَ الدعاءْ
يا إلهَ الكونِ
والدمعُ انهمرْ
فأغثْ –يا ربِ- أوطاني
فقد زادَ البلاءْ
مِزقاً صِرنا
لألفٍ من ولاءْ
عربٌ في أرضِ قحطانَ وعدنانَ ومروانَ
كأنّا غرباءْ
وحَّدتنْا لغةٌ قد زانها وحيُ السماءْ
فتفرّقنا
لكلٍ وجهة يمضي إليها
وتمزقنا
فلم نجنِ سوى
ذُلّنا الدامي وبؤساً أو شقاءْ
كلُّ ما في جعبتي يا خالقي
من أسهمٍ
هذا الدعاءْ
(2)
يا إلهَ الكونِ
قد عمَّ البلاءْ
لم يعدْ –يا رب- للإنسان أمنٌ ورجاءْ
حوّلوا غاياته الكبرى لهيباً ودماءْ
وغدتْ خيراتُه نَهباً لظلم الأقوياءْ
فهُنا يُقتل إنسانٌ بجوعٍ
وهنا يسحقهُ بطشُ الغَلاءْ
وسيوفُ العنفِ والإرهابِ
تَفري الأبرياءْ
وجيوشُ البغي قد عمّت خطاياها
بأرضِ وفضاءْ
ما لدينا –يا إلهي- غير سهمٍ من دعاءْ
ملجأ يأوي إليه الضعفاءْ
فإذا غادرهم نحو السماءْ
أشرقتْ آمالهمْ
في ظلمة الليل
وغشّاها الضياءْ