في سِنةٍ أصدق من النوم واليقظة، رأيت أمل المسلمين في عودة الأقصى عزيزاً محرراً قد تحقق، وبعض الآمال كبعض الرؤى تأتي مثل فلق الصبح .
أمل يضيء وبالبشائر يبرقُ=جذلان يستبق الخطوب فيسبقُ
آتٍ بكل الطيبات يزفها=ويكاد من فرح يتيه وينطق
خفقت لمرآه القلوب تحثه=أقبلْ فجاء كما يجيء المشرق
ويمينه ما نشتهيه ونرتجي=وشماله ما البغي منه يفرق
أحلامنا بالأمس واقع يومنا =وغداً أماني يومنا تتحقق
ما أبهج الدنيا بحلم طيب=نضر وآمال حسان تبرق
وأمرها باليأس فهو عدوها=يسطو بها ذئباً يعيث ويزهق
* * * ... * * *
* * * ... * * *
أملي الذي ملأ الجوانح بهجة=ومشى بما أرجو وأزهو يغدق
أني سمعت الثأر يدعو أمتي=فإذا صداه وقد تهادى الفيلق
يمضي به ويقوده ذو همة=للنصر فيه أو الممات تشوق
يطوي اليهود كما طوتهم خيبر=وطوى قريظة يوم خانوا الخندق
حتى الحجارة سوف تصبح عونه=في زحفه يوم اللقاء وتنطق
والموعد الأقصى وراية أحمد=ستجوز آفاق السماء وتخفق
ولسوف يعلو فوق منبره ضحى=للناس فيه تشوف وتعلق
والمسلمون بكل أرض سجَّدٌ=واللَّه يحفظ أمرهم ويوفق
والفاتح المنصور بين جنوده=بالنصر زاه والوقار مطوق
يمشي ويصحبه الجلال كظله=والمجد منه وفيه طيب ينشق
عنت اليهود لأمره وجبينه=للَّه عان مستكين مطرق
وسعى له الفاروق يشكر صنعه=وصلاح وهو بشاشة تتدفق
وتجمعوا والسعد ملء قلوبهم=والبشر عن أكمامه يتفتق
وتعانقوا فإذا الجميع قلادة=قبل الصدور على القلوب تعلق
وعلا على الأقصى الأذان مظفراً=فإذا العيون بدمعها تغرورق
حلم تلألأ في غد ميعاده=كقميص يوسف مِسْكُهُ والرونق
أقسمت إن سعوده ووعوده=أبهى الأماني الشائقات وأصدق
* * *=* * *
* * *=* * *