شعر :
فيصل بن محمد الحجي*
-س-
أيـن الـمـخالب والأنياب يا iiغضبي؟
لـو كـنـتَ تـجرح تابَ المعتدي iiفرقاً
قـد سـامـنا الناس كل القهر.. كل iiأذى
لـو كـنـتَ أعزلَ لم تغدر.. فكيف iiوقد
أيـن الـحصا؟ وكيف لم تقذف يداكَ iiبما
كـانـت (تـمـيـم) إذا ثارت iiبغضبتها
والـيـوم كـل بني الإسلام قد iiغضبوا
يـا أيـهـا الغضب المخصيّ.. وا عجباً
مـجازر العصر.. ما أدراك ما iiحصدت
تـلـك الـمـآسـي التي فاقت iiبشاعتها
الـهـائـمـون.. ومـا تُرجى سلامتهم
والـسـيـل يـجري دماء لا حسابَ iiلها
أجـدادنـا أرعـبـوا الـدنيا iiبغضبتهم
مـتـى تـبـلـد إحـساس الذين iiغدوا
مـتـى غـدا الـمسلم المرهوب iiجانبه
-ج-
خـمـسون عاماً من التطبيع و(ابن iiأبي
يـحـكـي (أبـا بكر الصديق) iiمظهره
الـقـائـد الـمـلـهم المبعوث مرحمةً
الـحـاكـم الآمـر الـناهي بما شرعت
واسـتـعـبـد الناس في أوطانهم iiفغدوا
مـا عـلم الشعب في الأقوال غير ii(نعم)
ولا يـراجـع فـي قـولٍ وفـي iiعملٍ
وقـائـل الـحـق رجـعـيٌّ ومـتَّـهَمٌ
خـمـسـون عـاماً إلى التحرير يدفعنا
لا صوت يعلو على صوت الجهاد.. iiولو
مـنـا الـضحايا.. ومنا الصابرون iiعلى
ومـن أبـى عـضَّه السوط اللئيم.. ولا
خـمـسـون عاماً من الإرهاق.. فاندبتْ
قـد حـصحص الحق: ما التحرير غايته
بـل إنـما القصد أن نغدو العبيد.. iiوهل
كـم سـاقـنـا للوغى الحمراء iiمدعياً:
والـيـوم يـدعو لإحلال السلام.. iiفهل
-ن-
يـا فـتـيـة الـفتح.. ما آن الأوان iiله
دعـوا لـ (قيصر) أرض الروم iiيحكمها
لـفـتـح مـكـة مـفتاح الفتوح.. iiولو
فـحـرروا الـبـيـت من أصنامه iiسلفاً
يـا فـتـيـة الـفتح درب الفتح iiمنتظر
فـآثـروا الـسيف.. لا شعرٌ ولا iiخُطَبٌ
|
|
حـتـام نـغـضـب والعدوان لم يهبِ؟
لـكـنـمـا المعتدي المحظوظ.. لم يتبِ
ومـا تـحـفـزت لـلـجلى.. ولم تثبِ
كـنـتَ الـمـدجج بالأرماح iiوالقضب؟
طـالت من الرمل والأشواك iiوالحصب؟
تـغـنـي بـغضبتها عن سائر iiالعربِ
فـمـا الـذي قـد جنيناه من iiالغضب؟
لـم الـخِـصـاء لـعـنـين بلا أربِ؟
مـن بعد ما زرعت في الناس من كرب؟
كـل الـمـآسي.. وما يروون في iiالكتبِ
والـمُـعْـولات.. ولا نـاهٍ iiلـمغتصبِ
فـهـل بـذلنا سوى الإنكار iiوالصخب؟
فـهـل نـفـضـنا أيادينا من iiالنسبِ؟
فـي مـوقـد النار لا يشكون من لهبِ؟
كـدمـيـة أشـرعت سيفاً من iiالخشبِ؟
سـلـولٍ) الـقـائـد المقدام.. iiبالكذبِ!
لـكـن مـظـهـره يُـخفي (أبا iiلهب)!
لـولا تـواضـعـه المزعوم قيل: iiنبيّ
أهـواؤه.. وهـي فـوق الشك iiوالريب!
طـوع الـبـنـان له في الجد iiواللعب!
كـأنـمـا (لا) ألغيت من معجم iiالعرب!
لأنــه الـفـذُّ ربُّ الـعـلـم والأدب!
بـالـمـوبـقات.. فما للعفو من iiسبب!
عـلـى طـريق الأسى والبذل iiوالتعب!
حـل الـمـزيـد من الويلات iiوالكُرب!
كـل الـمـآسي.. ومنه أعظم iiالخُطب!
يـنـجـو من السبّ والتجريح iiوالرهب
كـل الـظـهـور من الإعياء iiوالوصب
وإنـمـا الـقصد أن نجثو على iiالركب!
يـقـوى الـعبيد على تحرير iiمغتصبِ؟
مـا لـي سوى مطلب التحرير من iiطلبِ
يـظـنّ أنـي كـبعض الجاهلين iiغبي؟
مـا دام رأس جـيـوش الـفتح iiكالذنب
واسـتـنقذوا شعبكم من (قيصر) iiالعرب
لـم يـجـر لم تخفق الرايات في iiحلبِ
وارموا الطواغيت –قبل الفتح- في القُلُبِ
مـن أخـلـص الـدين منقاداً لخير iiنبي
(فـالـسـيـفُ أصدقُ أنباءً من iiالكُتبِ) |
* شاعر
سوري يعيش في المنفى