شعر: يحيى بشير حاج يحيى

(مأسارية (مأساة + سخرية) لمواطن من العالم الثالث عشر يعيش في قطر مناضل بعيد عن كوكب الأرض).

(اللوحة الأولى)

حر أنا لا أخاف أحدا؟..

أرفع صوتي

في الخلاء.. بالندا

مهدداً

ومرغياً ومزبدا

وأستطيع أن أقول

ما أقول عامدا

حر أنا.. مصفقاً مرددا

وفي المسيرات التي لا تنتهي

صوتي يجاوز المدى

أكتب ما أريده منفردا

وأختلي في غرفتي كي أنشدا

فكيف بعد، لا أخاف حاسدا

وأحتمي، وأستيعذ الواحدا

 (اللوحة الثانية)

حر أنا

أكتب من أريدُ

أرسم من أريدُ

أراسل القريبَ والبعيدْ

لديَّ صندوق بريدْ

مفتاحه في حوزتي

وبابه حديدْ

وبابه الآخر مفتوحٌ على الرقيبْ

مِنْ حرصهِ

تجيئني رسائلي

مفتوحةً

مقروءةً

يختار ما ينفعني

ويبعدُ المريب

 (اللوحة الثالثة)

في ذات يوم هُرّبتْ لبيتنا صحيفةٌ

يحملها نضالُ

في عينه سؤالُ:

ما  شأن (مونيكا) وما يقالُ

فقلت: لا تصدِّقَنْ

ما قاله العذّالُ

هل شاهدوه مذنباً

هو اعترفْ

بما اقترفْ

يا للشرفْ.. يا للشرفْ

وتلك ليست مشكله

فليس من عين رأت

الميلَ وسطَ المكحلهْ

يا ويحهم

كم يفترون؟!!

فمن يكن منهم بلا فضيحةٍ

فليرمه إن شاء بالدولارْ

لمحو هذا العارْ!!

(اللوحة الرابعة)

ذات صباح جاءني مبتسماً وليدْ

يريد ثوباً

ليته ينسى الذي يريدُ

لكنه عنيدُ

فقلت: يا هذا استمعْ

ما قاله الخطيبُ يوم الجمعةِ

في ضحوة الأحدْ..

لا ينبغي أن ترضخوا لنزوة الجسدْ

فليس بالإزار وحدهُ

يحيا بنو الإنسان

فاخشوشنوا

تمعددوا

ثم ازهدوا في المال والضياع

فالحمد لله الذي وفقه في خطبتهْ

والحمدُ لله الذي وفقنا

للزهد في المتاعْ..

وجاءني سعدٌ يريد دفترا

وقد تناسى أنني اشتريته بالدَّيْن

وكتبهُ استعارةٌ من جارنا حسين

يا سعدُ! مَنْ جدَّ وجدْ

لا تعتمدْ على أحدْ

فالعلم –يا بنيَّ- في الصدورْ

أبقى من المسطورْ

فاخشوشنوا

تمعددوا

فالدَّيْنُ –يا بنيَّ – لا يدومْ

(اللوحة الخامسة)

أريدكم أن تتقنوا الكتابه

فليس شرطاً صحةُ الإملاء

ولا جمالُ الخط والإصابه

تعلموا من جارنا (سميرْ)

أصول هذي الصنعة العجيبه

في صحة (التقرير)

ودقة التعبير

وروعة التصوير

يكتب عن كل أحد

فهمُّه أمنُ البلد؟!!

وليس ينسى أحداً

حتى من الجيران والقرابهْ

فإنه النضالُ، لا غرابهْ

فحين جاء حيَّنا

ليسكنَ الخرابهْ

ويرأسَ العصابهْ

لمحتُ في أسماله مخايلَ النجابهْ

فجارُنا أهل لأن يزيحَ من حياتنا الكآبه

والصدقَ والرتابهْ

فيا لروعة التقرير والكتابهْ

فليس شرطاً صحةُ الإملاء

ولا جمال الخط والإصابه

              


المراجع

odabasham.net

التصانيف

شعر  أدب  قصائد  شعراء  ملاحم شعرية