العطس

يُعرّف العطس على أنّه عبارة عن خروج الهواء بطريقة مُفاجئة ولا إرادية عن طريق الأنف أو من خلال الفم، وتجدر الإشارة إلى أنّ الافراد يقومون بإغلاق عيونهم كجزء من عملية العطس، ومن المثير للجدل أنّ بعض الناس يقومون بالعطس مرة واحدة فقط، في حين أنّ بعض الأشخاص الآخرين لا يمكنهم التوقف عن العطس بعد مرتين أو ثلاث أو حتى خمس مرات من العطس، ويرجع هذا لدرجة التهيج التي يتعرض لها الأنف، إذ إنّ الشخص سيستمر بالعطس إلى أن يتمّ التخلص من السبب الذي أدى إلى تهيّج الغشاء المخاطي في بطانة الأنف، ومن الجدير بالذكر أنّ العطس قد ينتج عن مجموعة متنوعة من الأسباب، والتي تشترك جميعها بوجود تهيّج في الأغشية المخاطية في باطن الأنف أو الحلق، وفي الحقيقة قد يكون العطس في حالات نادرة علامة دالة على وجود مرض خطير.

أسباب العطس

يعتبر العطس من أكثر أعراض الحساسية شيوعاً، لكن تجدر الإشارة إلى أنّه وبالإضافة لعامل التعرض للحساسية فإنّ هناك الكثير من الأسباب الأخرى لحدوث العطس، والتي نذكر منها ما يأتي:

  • التهاب الأنف التحسسي: (بالإنجليزية: Allergic Rhinitis)، في هذه الحالة تقوم الخلايا المتحسسة داخل الغشاء المخاطي في الأنف عند التعرض لمُسبّبات الحساسية المختلفة، مثل: حبوب اللقاح، والعفن، والوبر، والغبار، وحمى القش بإفراز الهستامين (بالإنجليزية: Histamine) الذي يؤثر في الأعصاب المختلفة داخل الأغشية المخاطية الأنفية والتي تتسبب في حدوث العطس، كما يؤدي الهستامين إلى ظهور أعراض أخرى ترتبط بالحساسية، مثل: حدوث سيلان من الأنف، وتجدر الإشارة إلى أنّ أدوية مضادات الهستامين (بالإنجليزية: Antihistamine) التي تعمل ضد الهستامين الذي تسبّب في حدوث العطس وسيلان الأنف، تمنع إطلاق الهستامين من مستقبلات الهستامين-1، وهنا نُشير إلى وجود مستقبلات الهستامين-1 في الشعب الهوائية، وفي الأوعية الدموية، والجهاز الهضمي، ويمكن أن يؤدي تحفيز هذه المستقبلات إلى حالات الطفح الجلدي، والالتهاب، وضيق في الشعب الهوائية، وحمى القش، ودوار الحركة، كما أنّها موجودة في الدماغ والحبل الشوكي، ويؤدي تحفيز هذه المستقبلات لجعل الشخص أكثر يقظة وتنبهاً. وفي الحقيقة تؤخد أدوية مضادات الهستامين عن طريق الفم أو عن طريق الأنف، وتعتبر خياراً مناسباً لعلاج العطس الناتج عن التهاب الأنف التحسسي، في حين أنّها لن تكون مفيدة لمعظم الأسباب غير التحسسية، وتجدر الإشارة إلى أهمية اتخاذ الإجراءات اللازمة للتقليل من مسببات الحساسية، كالتأكد من نظافة فلاتر الفرن، واستخدام مرشحات الهواء لتقليل كمية حبوب اللقاح الموجودة في الهواء، وغسل البياضات في الماء الساخن لقتل عث الغبار.
  • العدوى: تتسبب التهابات الجهاز التنفسي مثل نزلات البرد في حدوث العطس، حيث تقوم نزلة البرد على إنتاج المخاط الذي يقوم بدوره بتحفيز مختلف الأعصاب داخل الأغشية المخاطية الأنفية، وتجدر الإشارة إلى أنّ العطس هو من الأعراض التي تصاحب الإصابة بكلّ من نزلة البرد والحساسية؛ لذا فإنّ ظهوره يُصعّب من عملية التمييز بين الحالتين، إلا أنّه تجدر الإشارة أنّ العطس في حالة نزلة البرد غير ناجم عن الهستامين، لذا فإنّ معظم مضادات الهيستامين لا يُتوقع أن تساعد في التخفيف من الأعراض، إلا أنّه يُمكن لبعض لأدوية التي تُجفف إفرازات الأنف بما فيها بعض أدوية مضادات الهيستامين أن تعمل على التخفيف من العطس، بالإضافة إلى بعض بخاخات الأنف المضادة للكولين (بالإنجليزية: Anticholinergic) التي يقوم مبدأ عملها على منع الأسيتيل كولين (بالإنجليزية: Acetylcholine) من التسبب في حدوث حركات عضلية لا إرادية في الرئتين، والجهاز الهضمي، والجهاز البولي، وأماكن أخرى من الجسم.
  • المهيّجات الأخرى: يقوم الفلفل الأسود كمهيج كيميائي للأعصاب في الغشاء المخاطي للأنف، مما يسبب حدوث العطس، ومن المهيجات الكيميائية الأخرى التي يُمكن أن تسبب العطس، الروائح القوية، والعطور، والدخان، حيث إنّ هذه المحفزات تسبب التهاب الأنف غير التحسسي، وذلك لعدم وجود أجسام مضادة للحساسية أدت إلى حدوث الأعراض، كما يُمكن أن تؤدي المهيجات الأخرى مثل أشعة الشمس الساطعة إلى العطس نتيجة وجود اتصال منعكس بين العينين والأنف، يؤدي إلى تحفيز الأعصاب داخل الأغشية المخاطية الأنفية وبالتالي حدوث العطس. وتجدر الإشارة إلى أنّ المهيجات الكيميائية والفيزيائية لا تُسبب العطس من خلال إطلاق الهيستامين، لذلك فإنّه لا يُتوقّع من مضادات الهيستامين التقليدية أن تعالج الأعراض التي تسببها هذه المواد المهيجة، ويُمكن أن يكون استخدام بخاخات الأنف المختلفة، بما في ذلك الستيرويدات الأنفية (بالإنجليزية: Nasal steroids)، وبعض مضادات الهيستامين الأنفية، وبخاخات الأنف المضادة للكولين مفيداً في علاج العطس الناتج عن المهيجات الكيميائية والفيزيائية.
  • ممارسة التمارين الرياضية: حيث إنّ فرط التنفس (بالإنجليزية: Hyperventilation) الذي ينتج عن ممارسة التمارين الرياضية أكثر من اللازم، يعمل على تجفيف الفم والأنف وبدء الأنف بالتنقيط، وبالتالي حدوث العطس.
  • أسباب أقل شيوعاً: قد يسبب تعرّض الأنف إلى صدمة، وإيقاف استعمال بعض الأدوية، مثل المخدرات الأفيونية (بالإنجليزية: Opioid narcotics)، واستنشاق المواد المهيجة بما في ذلك الغبار والفلفل، وتنفس الهواء البارد، في حدوث العطس.

أهمية العطس

يساهم العطس في بقاء الجسد آمناً، وصحياً، وخالياً من التلف، حيث إنّه يعد جزءاً مهماً من عملية المناعة في الجسم، ويعمل على حماية الجسم عن طريق تنظيف الأنف من البكتيريا والفيروسات؛ ففي حال دخول شيء ما إلى الأنف أو وجود محفّز ما فإنّ ذلك يُفعّل مركز العطس في الدماغ الموجود في الجزء السفلي من الدماغ، ثم يتمّ إرسال الإشارات بسرعة من أجل إغلاق الحلق والعينين والفم بإحكام، وبعد ذلك يحدث تقلّص في عضلات الصدر بقوة، ومن ثم تستريح عضلات الحنجرة بسرعة، ونتيجة لذلك يُجبر الهواء إلى جانب اللعاب والمخاط على الخروج من الفم والأنف، وبهذا يحدث العطس.

 


المراجع

mawdoo3.com

التصانيف

علم الأحياء  فيزيولوجيا   العلوم البحتة  فيزياء   العلوم الاجتماعية