يعتقد بعض المحللين السياسيين أن الخلافات بين حركتي فتح وحماس ما زالت عميقة وحتى لو وافقت حركة حماس على توقيع وثيقة المصالحة المصرية فان هذه الوثيقة لن تزيل الخلافات بين الحركتين لأنها خلافات استراتيجية عميقة ومن الصعب انهاؤها بمجرد توقيع الوثيقة المصرية هذه الوثيقة التي ما تزال حركة حماس تتحفظ عليها وتقول بأن هناك بنودا أضيفت الى هذه الوثيقة لم تبحث أصلا في جلسات الحوار التي عقدت بينها وبين حركة فتح في القاهرة وأنها لا تدري كيف أضيفت هذه البنود.
 
هناك ثلاثة بنود تعترض عليها حركة حماس وتقول بأنه لم يجر اتفاق بشأنها. البند الأول يتعلق بهيكلة الأجهزة الأمنية واعادة بنائها حيث تعترض الحركة على فقرة تنص على أنه يحضر اقامة أية تشكيلات عسكرية خارج اطار هياكل السلطة حيث ترى حماس أن هذا البند فيه تجاوز كبير على المقاومة الفلسطينية ويتيح ضرب أي تشكيل مسلح لا يتبع أي تشكيل عسكري رسمي للسلطة.
 
أما البند الثاني فيتعلق بحذف فقرة في بند المرجعية الوطنية العليا حيث كانت الورقة المصرية تنص على تشكيل اطار قيادي مؤقت من جميع الأطر والفصائل والشخصيات المستقلة تكون أبرز مهامه معالجة القضايا المهمة في الشأن الفلسطيني واتخاذ القرارات بشأنها بالتوافق وهي مهام غير قابلة للتعطيل باعتبارها اجماعا وطنيا تم التوافق عليه وتقول حماس بأن الفقرة الأخيرة حذفت من البند المذكور وهذا سيتيح للسلطة الفلسطينية اتخاذ قرارات قد لا تتماشى مع مصلحة الشعب الفلسطيني.
 
وتعترض حركة حماس على البند الذي يحدد مهام عمل جهاز المخابرات الفلسطيني حيث ينص على أنه يحق لهذا الجهاز التعاون مع الأجهزة المماثلة لدى الدول الصديقة لمكافحة أية أعمال تهدد الأمن والسلم أو الأمن الداخلي وهذا ما اعتبرته حماس السماح باستمرار التعاون مع أجهزة المخابرات الاسرائيلية.
 
هذه الخلافات الفلسطينية - الفلسطينية حول وثيقة الحوار التي أعدت في القاهرة ليس من المتوقع أن تحل قريبا وبالرغم من قيام حركة فتح بالتوقيع على هذه الوثيقة الا أن حماس لا يبدو أنها ستوقع عليها بشكلها الحالي أبدا وتناصرها في هذا الموقف ما يسمى بفصائل الرفض الفلسطينية.
 
يعتقد المراقبون السياسيون أن الانقسام الفلسطيني - الفلسطيني ما زال يتعمق يوما بعد يوم وقد تعمق أكثر بعد موافقة السلطة الفلسطينية على تأجيل التصويت على تقرير القاضي جولدستون الخاص بالحرب على قطاع غزة والذي أدان اسرائيل بسبب ممارساتها اللاانسانية خلال هذه الحرب.
 
القضية الفلسطينية ما زالت تتعقد أكثر يوما بعد يوم والوعود الأميركية التي أطلقها الرئيس الأميركي باراك أوباما لا يبدو أنها ستتحقق قريبا أو أنها ستتحقق في المستقبل ورئيس الحكومة الاسرائيلية يصر على مواصلة الاستيطان في الأراضي الفلسطينية المحتلة والمفاوضات بين السلطة الفلسطينية والحكومة الاسرائيلية متوقفة منذ تسلم الحكومة اليمينية الاسرائيلية الحكم وحتى لو أستؤنفت فانها لن تحقق شيئا بسبب اصرار هذه الحكومة على مواصلة عمليات الاستيطان وتفريغ القدس من سكانها والمبعوث الأميركي الذي عينه الرئيس الأميركي لحل المشكلة الفلسطينية لم يتقدم خطوة واحدة الى الأمام بسبب التعنت الاسرائيلي.

المراجع

addustour.com

التصانيف

نزيه القسوس   مقالات   صحافة   العلوم الاجتماعية