يحتويني..
ويحضن أملي.. وألمي..
أنصهر فيه بكليّتي..
يحترمني..
يسدّدني ويدفعني إلى العمل بتفاؤلٍ وإيجابيّة..
يضمن حريّتي.. وحقوقي..
يقدِّر طاقاتي ويوجِّهها لازدهاره وخير أبنائه..
يمتص غضبي.. ويرحمني..
يؤمِّن لي لقمة عيشٍ هانئة.. وماء لا غصّة فيه..
أفتش عن وطن..
السياسيون فيه شرفاء..
والحكم فيه لله..
والعيال فيه متساوون كأسنان المشط..
واللحية فيه ليست رمزاً للإرهاب..
والنقاب اختيار..
والحجاب فخار..
والإسلام شريعة وتنزيل..
والانتخابات حرّة..
والشعبُ عاقل..
والحرية إصرار..
والثورة في الحق.. قرار..
والسجون لتربية المجرمين..
لا لتعذيب الإسلاميين!
والأرذال محتقَرون..
خلف الصفوف يختبئون..
يوم النفير..
لا إلى المنصّات يهرولون.. لأنهم "قادة" الوطن!
قادة نعم.. ولكن إلى الجحيم!
والعلماء.. للحق! لا للسلاطين!
والدعاة.. لحومهم مسمومة!
والطهارة.. فطرة
والاحترام.. عنوان
والدم.. مُصان
أفتش عن وطن..
أبناؤه قلباً واحداً.. في وجه العدوان
والخونة والعملاء.. خارجون عن القانون..
والساسة ديدنهم العمل للأوطان..
والشعب كله على أرضه..
لا هجرة.. لا نزوح.. لا هروب
لأسباب هزيلة!
انتماء لجماعة أو صدع بالحق!
لا ظلم.. لا امتهان للشرف!
لا قتل لا تدمير
لا سحق للكرامة..
والأرض..
ترابٌ طاهر..
حمايته والموت دونه.. شهادة
والسُّلطة.. أمانة..
وليست حصصاً تُقسَّم على مقاس الأزلام..
أو تُورَّث.. للأبناء والزوجات.. وأولاد الأعمام
والحقائب لا تُوزَّع حصصاً للأقوى..
أو الأحقر..
والكرسي لمن يستحق..
لا لِمن قتل أكثر!
وعربد أكثر..
وتجبّر أكثر..
والإنسان المناسب في المكان المناسب..
والأخلاق تاج..
على رؤوس البشر..
والمحبة كنز.. للجميع..
والإحترام نبعٌ يرِدُه كلّ أحد..
والإعلام رسالة..
للتربية والتثقيف..
والفن علامَة..
للنزاهة.. والقِيَم
ولهوٌ بريء..
أفتش عن وطن..
بحجم الكرة الأرضيّة..
حدوده مفتوحة..
أرضٌ واحدة
شعبٌ واحد
أمّةٌ خالدة
ثورة على سايكس بيكو.. ومَن والاهم
وهجمةٌ كبرى
على المؤامرات العالمية
والداخلية
والحكّامية
ونصر..
وسلامٌ بمفهومه الأسمى..
لا بمفهومهم: تخاذل واستسلام!!
والعُرُب: حميّة!
وقوة وعزيمة وعزّة..
ليسوا مهيضي الجناح.. ولا ضحيّة!
والوحدة النبراس..
في الروح والقلب سواء..
والخريطة لا تسعها الأوراق..
و..
و.. و..
صحوتُ من حلمي مذعورة!
يا إلهي!
خشيتُ على نفسي من الهذيان!!
تفلتُ ثلاثاً عن الشمال..
هل هذا كابوسٌ؟
أم حنينٌ وآمال؟
استغفرتُ ربي..
وركنتُ وحيدة في غرفتي..
أفتش عن معنى لهذا المنام..
هل يا ترى..
قرُبَت صحوة العربان؟
ثم تذكرتُ..
غزّة وحصارها..
ورفح وقسوتها..
والقدس ومحنتها..
والجولان..
فعرفتُ أنه مجرّد حلمٍ..
وأيقنتُ أنّ الطريق طويل..
وانّه لا وطن بحجم حلمي..
فأنا أؤمن..
أنّ الله لا يهدي النصر..
للأقزام!

 

      سحر المصري  


المراجع

saaid

التصانيف

شعر  شعراء  أدب   لغة عربية   سحر المصري   أفتش عن وطن