العصا البيضاء هي رمز للمكفوفين في جميع أنحاء العالم وقد أستعملت هذه العصا لأول مرة عام 1921 عندما أصيب مصور بريطاني بالعمى فاستعمل العصا البيضاء للدلالة عليه ومساعدته فأصبحت هذه العصا رمزا للمكفوفين في جميع أنحاء العالم.
أصحاب العصا البيضاء نلمح بعضهم في شوارعنا ومعهم هذه العصا لكن معظمنا مع الأسف لا يمد يد المساعدة لهم مع أن المفروض أن نهبّ جميعا لمساعدتهم خصوصا عندما يريدون قطع الشارع أو عندما تعترض طريقهم بعض الحواجز مثل أغصان الأشجار المزروعة على الأرصفة والتي تكون في مستوى الرأس تقريبا.
المكفوفون هم فئة من أبناء هذا الوطن قست عليهم الحياة فصارت حياتهم صعبة إلى حد ما ومع ذلك فقد تحدى بعضهم جميع الصعوبات التي واجهتهم وكانت طموحاتهم بدون حدود فتركوا بصمات واضحة في كثير من المجالات ولا نعتقد أن أحدا منا لم يسمع بالدكتور طه حسين الذي أصبح عميدا للأدب العربي على مدار عقود من الزمن.
هناك مع الأسف الكثير من المعيقات التي تجعل الحياة صعبة بالنسبة لأصحاب العصا البيضاء فعلى سبيل المثال لا الحصر فإن معظم جزرنا الوسطية ليس بها مقاطع تساعد المكفوفين على عبورها بسهولة أما الأهم من ذلك فهي مخلفات البناء التي يتركها أصحاب الأبنية على الأرصفة وعلى أطراف الشوارع هذه المخلفات تعيق حركة المكفوفين وتجعلهم يتعثرون فيها أحيانا أما الجامعات والمدارس فلا تتعامل بلغة برايل مع المكفوفين إذ أنه لا توجد كتب خاصة بالمكفوفين مطبوعة بطريقة برايل وعليهم أن يقرأوا الكتب العادية وهم لا يستطيعون ذلك إلا بمساعدة من طرف آخر.
بعض المكفوفين الذين يحتاجون أحيانا إلى سيارة تكسي لتوصلهم إلى منازلهم أو جامعاتهم أو مقار عملهم يقفون في الشارع فترة طويلة وهم يحملون عصاهم البيضاء لكن لا أحد من سائقي سيارات التكسي يقف لنقلهم مع أن المفروض أن هؤلاء هم أولى الناس بالمساعدة فالكفيف لا يرى السيارة ومن المفروض أن يراه السائق فيقف لمساعدته ونقله.
المطلوب منا جميعا أن نساعد هؤلاء الناس كلما رأيناهم في أحد الشوارع شريطة أن لا نشعرهم بالعطف الزائد بل نتعامل معهم بشكل عادي جدا. كذلك فإن المطلوب من بعض هؤلاء أن يساعدوا أنفسهم وذلك باستعمال العصا البيضاء لأن هناك بعض الإخوة المكفوفين لا يستعملون هذه العصا خصوصا النساء والفتيات.
نحن في الأردن بلد الأسرة الواحدة ومجتمع التكافل والتضامن وعلينا جميعا أن يساعد بعضنا بعضا وأن نكون عونا لبعضنا في كل الظروف والأحوال والمواطن الصالح الذي يترجم إنتماءه الحقيقي للوطن بالأفعال عليه أن يقف مع المكفوفين والمعاقين الذين هم دائما بحاجة لمساعدته والله في عون العبد ما دام العبد في عون أخيه.