العمالة الوافدة الموجودة في الأردن فئتان : الفئة الأولى هم العمال العرب الذين يأتون من الشقيقتين مصر وسوريا والذين يعمل معظمهم في حقلي الإنشاءات والزراعة . والفئة الثانية هي الخادمات اللواتي يأتين من بعض دول جنوب شرق آسيا للعمل في المنازل وبعض المهن الأخرى كالتمريض أو المطاعم ....الخ .
الفئة الأولى من العمالة الوافدة لها فضل كبير علينا ولا يستطيع أحد أن ينكر هذا الفضل فهم الذين ساهموا في بناء مئات العمارات السكنية والتجارية والفنادق وغيرها كما عملوا في الزراعة والرعي في مختلف مناطق الأردن ولولاهم لا ندري كيف يمكن أن نتصرف لأن العمالة الأردنية قليلة جدا أو لأن بعض الشباب الأردنيين يعزفون عن العمل في قطاع الإنشاءات أو الزراعة .
أما الفئة الثانية وهي خادمات المنازل فهؤلاء الخادمات عملن في منازل الأردنيين وكانت البعض منهن تعتبر هي المسؤولة الأولى في البيت فهي تربي الأولاد وتقوم بتنظيف المنزل وطهي الطعام ولولا هؤلاء الخادمات لما استطاعت نسبة كبيرة من النساء الأردنيات العمل لأن لديهن أطفال بحاجة إلى العناية .
هاتان الفئتان من العمالة الوافدة لهما فضل كبير على بلدنا ويجب أن لا ننكر ذلك أبدا وحتى هذه اللحظة ما زلنا بحاجة إلى خدماتهم لذلك يجب علينا أن نحترم هاتين الفئتين وأن لا نسيء لهما أبدا كما يفعل البعض منا الآن .
لقد سمعنا كثيرا عن بعض الخادمات اللواتي يتعرضن للإساءة من قبل بعض العائلات إلى درجة التعذيب الوحشي والحرمان من المأكل والمشرب والملابس وسمعنا عن حالات إنتحار لبعض الخادمات وهذه الحالات لم تأت من فراغ بل من احباط نفسي ليس له حدود من قبل العائلات التي تعمل عندها هذه الخادمات وسمعنا عن حالات هروب وهذه الحالات معظمها بسبب عدم شعور هؤلاء الخادمات بالراحة النفسية أو الإطمئنان فالخادمة التي تأتي إلى هنا وتقطع آلاف الكيلومترات وتترك أهلها وعائلتها وزوجها وأطفالها بحاجة إلى بعض العناية والعطف وليس إلى التعذيب والحرمان والقهر كما يفعل البعض الآن .
أما العمال الوافدون والذين وقفوا معنا ومع بلدنا فهم أيضا بحاجة إلى نوع من العناية والإحترام وإلى إشعارهم بأهميتهم وإنسانيتهم فهم بعيدون عن أهلهم وذويهم وزوجاتهم وأطفالهم لذلك يجب علينا أن نتعامل معهم بمنتهى الإنسانية وهذا ما يفرضه علينا ديننا وأخلاقنا وأعرافنا وأن لا تخرج علينا وزارة العمل كل يوم بقانون أو نظام جديد يتعلق بهؤلاء العمال وبالتضييق عليهم .
يقترح البعض أن يكون هناك يوم في السنة لتكريم العمال الوافدين وخادمات المنازل وأن يكون هذا التكريم على مستوى الدولة وذلك إعترافا منا بفضلهم وبما قدموه لنا من خدمات لا يمكن الإستغناء عنها .