السؤال: هل من الشرك بالله أن يقول الإنسان لأخيه: ادخل بالرحمن، وأن يقول أحدهم: الله بالوجود، وغيرها من الألفاظ المنتشرة بكثرة هاهنا؟ الجواب: إذا قال: ادخل بالرحمن، أو قال: معك الرحمن، فبعض الإخوة ينكر هذا، وهذا ليس فيه شيء، فالرحمن معنا بنصره وحفظه وتوفيقه وتأييده، ومن هذه المعاني: إِنَّنِي مَعَكُمَا أَسْمَعُ وَأَرَى [طه:46]. والمعية معيتان: معية عامة للناس جميعاً: وَهُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ مَا كُنْتُمْ [الحديد:4] أي: بعلمه. فالله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى بعلمه واطلاعه هو مع الناس جميعاً ودائماً أين ما كانوا، كما بين الله تعالى: مَا يَكُونُ مِنْ نَجْوَى ثَلاثَةٍ إِلَّا هُوَ رَابِعُهُمْ [المجادلة:7] وهو بذاته تبارك وتعالى فوق العرش: الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى [طه:5] وقد ذكر الله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى استواءه على العرش في سبع آيات من القرآن، وذكر علوه في آيات من القرآن وأحاديث لا تحصى ولا تعد. فهو تعالى بذاته فوق العرش، لكن بعلمه معنا ومع الناس جميعاً، ولكن هو بحفظه ونصره وتأييده مع المتقين: أَنَّ اللَّهَ مَعَ الْمُتَّقِينَ [البقرة:194] ومعنى ذلك أنه معهم بحفظه وتأييده، فإذا قلت: كان الله معك، فهو دعاء لك بأن يكون الله معك، أو معك الرحمن بهذا المعنى، فهذه حق وصحيح، ويجب أن نحمل الألفاظ المحمل الحسن -إن شاء الله تعالى-. والله في الوجود ليس فيها شيء أيضاً، بأن يقول: الله في الوجود، أو الله بالوجود، كما قال تعالى: إِنَّ رَبَّكَ سَرِيعُ الْعِقَابِ [الأنعام:165] إِنَّ رَبَّكَ لَبِالْمِرْصَادِ [الفجر:14] فالكلام الذي تقوله العامة بمعنى: أنه سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى ليس بغائب عنا، وليس أصم ولا غائباً، كما بيَّن الرسول صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لأصحابه، وإنما هو معنا ومطلع علينا. هم إذاً أرادوا الخير، فقالوا: الله في الوجود، أي: يمكن أن يرحمنا، وإذا أرادوا الشر، قالوا: الله في الوجود، أي يمكن أن يعذبنا، وينتقم من العاصي، فالكلام -إن شاء الله- صحيح، ولا أرى أن ندقق على العامة خاصة في بعض الألفاظ التي نحن طلبة العلم نستخدم ما هو أفضل منها، إنما الذي ينبغي أن نرفق بهم، وأن نعلمهم العبارة الصحيحة، إما صحيحة لغة وشرعاً، أو على الأقل صحيحة شرعاً، وإن كانت بلغتهم أو بلهجتهم العامية.

المراجع

www.alhawali.com/index.cfm?method=home.SubContent&contentID=1348 منتديات سيدتي

التصانيف

فتاوى