دعاء التعجب والأمر السار
رَوَى البُخَارِيُّ عَنْ أَنَسٍ رضي الله عنهأَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم خَرَجَ إِلَى خَيْبَرَ فَجَاءَهَا لَيْلًا، وَكَانَ إِذَا جَاءَ قَوْمًا بِلَيْلٍ لَا يُغِيرُ عَلَيْهِمْ حَتَّى يُصْبِحَ، فَلَمَّا أَصْبَحَ خَرَجَتْ يَهُودُ بِمَسَاحِيهِمْ وَمَكَاتِلِهِمْ فَلَمَّا رَأَوْهُ، قَالُوا: مُحَمَّدٌ وَاللهِ، مُحَمَّدٌ وَالخمِيسُ، فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: «اللهُ أَكْبَرُ خَرِبَتْ خَيْبَر؛ إِنَّا إِذَا نَزَلْنَا بِسَاحَةِ قَوْمٍ، فَسَاءَ صَبَاحُ المنْذَرِينَ»[1].
معاني الكلمات:
خَيْبَرَ: قرية بالمدينة كان يسكنها اليهود.
فَجَاءَهَا لَيْلًا: أي: وصل إليها.
لَا يُغِيرُ: أي: يهجم.
بِمَسَاحِيهِمْ: المساحي هي الأدوات التي تسوَّى بها الأرض.
مَكَاتِلِهِمْ: المكاتل هي الأدوات التي تستخدم في كيل الحبوب، وهي ما تُسمَّى اليوم بالقُفَّةِ.
الخمِيسُ: أي: الجيش.
بِسَاحَةِ: أي: بأرض.
فَسَاءَ صَبَاحُ: أي: فبئس ما يُصبِحون؛ أي: بئس الصباح صباحُهُم.
المنْذَرِينَ: أي: الذين أعلمهم وخوَّفهم منه.
المعنى العام:
لما خرج النَّبِي صلى الله عليه وسلم وأصحابه رضي الله عنهم إلى خيبــر لفتــح خيبرَ، وصل إليها صلى الله عليه وسلم ليلًا، وكان من رحمته صلى الله عليه وسلم أنه لا يهجم على قوم ليلًا، وإنما كان ينتظر الصباح، فلما أصبح اليهود خرجوا إلى أرضهم بالأدوات التي تُسوَّى بهم الأرض، والأدوات التي تُستخدم في كيل الحبوب، رأوا النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم، ففزِعوا وقالوا: محمد والجيش؛ فكبر النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم حينذاك، وقال صلى الله عليه وسلم: «خَرِبَتْ خَيْبَر؛ إِنَّا إِذَا نَزَلْنَا بِسَاحَةِ قَوْمٍ فَسَاءَ صَبَاحُ المنْذَرِينَ».
الفوائد المستنبطة من الحديث:
1- مدى رحمة النَّبِي صلى الله عليه وسلم بأعدائه.
2- استحباب التكبير عند التعجب والأمر السارِّ.
3- جعل الله عز وجل في قلوب أعدائه الخوف والجُبن من أوليائه.
4- عظيم خوف اليهود من المسلمين.
5- استحباب جهاد الطلب في سبيل الله سبحانه وتعالى.
[1] صحيح: رواه البخاري (2726).
المراجع
alukah.net
التصانيف
إسلام الآداب العلوم الاجتماعية