الغيوم أعلنت الرحيل
والشمس تبخترت
تلون وجه الكون
كل الأشياء تزينت
رحل البرد وتلاشى الصقيع
واكتست الأرض
ثوب زفافها
ثوب الربيع
والفراشات تفتقت
عن شرنقات
عنها تفرقت
والطير غنى فرحة
وفي ثغره قيثارة
هزت الأسماع ما لحنت
يدغدغ لحنها مشاعري
ويراقص من الأغصان ما أورقت
رويدك أيها الربيع
فكل شيئ فيك
فيه بهجتي
فيه إلهامي
فيه تجلى انبهاري
وتاهت عيوني
في هواك إذ سافرت
شذاك فوق ليلي لم يزل
وهواك العليل يداعب
خصلة من أيامٍ
فوق الجبين تمايلت
لقد دبت الروح في صحاريٍ
كم أقفرت
لقد ذابت نفسي صفاء
وهامت روحي صبابة
وفاضت ضياء وشعشعت
أتيه في الألوان فيك
وأجدني على وريقة منك
آهاتي تشتت
أطوي تباريح الهموم
إذا ما زهرة من أكمامها أشرقت
قد ملكت الكل مني
حتى أن نفسي
على نفسي أشفقت
أزهار على خدود تميس
كأنها الغيد
ليوم الزفاف تزينت
تنشر عطرها الفواح
في كل الزوايا
إذا ما هبت نسمة
علينا وأقبلت
لو أن في ظل زهرة مسكنا
لسعت إليها أحلامي
وعلى راحاتها نامت
وفي أحداقها تربعت
أيا الربيع
يهزني فيك زهر ناعس
إذا البنان في جفنه أثرت
ويجتاحني لهب الألوان ويذيبني
في جماله الفتان
في يمهِ سفني كم أبحرت
ويحملني فوق هودج
ويلقيني على شجيرة
من بين أجداث الذبول أينعت
ففي وصفك تعجز الألسنا
نراجس .. أزاهير أو سوسنا
جواهر قد جمعت جواهرا
كل الفنون في وصفها
ما أفلحت ..
أنا والربيع.
مصطفى رشوان.
المراجع
odabasham.net
التصانيف
شعر شعراء الآداب