دعي شِعري يفيضُ اليومَ سِحراً فإني عن قريبٍ سوف أمضي
أعيشُ اليومَ بينكمُ غريباً و أكثرَ غربةً إنْ غابَ نبضي
و أرضٍ سوف تحملني إليها أَكُفُّ الموتِ.. فرداً ..غيرِ أرضي
كرهتُ لها سبيلاً ، غير أني لها ماضٍ برغمي حين أقضي
أُساكِنُ أهلَها ، ما من مغيثٍ سوى الأعمالِ من نفلٍ و فرضِ
و يخبو ضوءُ مِصباحي بأرضٍ ضَرَبتُ سهولَها طولاً بعرضِ
فما نالت يميني غيرَ رزقٍ يُقَدِّرُهُ الذي بالعدلِ يَقضي
سُليمَى : إنَّ للذكرى شجوناً كما في البرقِ من نورٍ و ومضِ
و أشرعةً تُحلِّق في خيالي لها التّحنانُ مهما كان رفضي
فإن غَرَبَت شموسي فاذكريني بقولٍ كاخضرارِ الروضِ غضِّ
و صُونِي يا ابنةَ القَمَرَينِ عهداً لقلبينا ، نُسِرُّ بِهِ و نُفضي
يُؤرجحنا الزمانُ فلا نبالي بما يُبديهِ من رفعٍ و خفضِ
هِيَ الخمسونَ تُقبلُ في هدوءٍ و تنثرُ فُلَّها الغافي بروضي
كأنِّي .. بعدما كنتُ اتقاداً .. رمادٌ من دمٍ حرٍّ و نبضِ
أفتش فِيَّ عنِّي لا أراني سوى بعضٍ تراكم فوق بعضِ
و طفلٍ يرتدي ثوبي كبيراً أُسامِحُهُ و عن أخطاه أُغضي
و ألبسُ ثوبَهُ فيفيضُ دمعاً و يملأُ من دموعِ الحُبِّ فيضي
و أنزعهُ فأُبصرُني سراباً وراءَ خيالِهِ سَيري و ركضي
يؤانس وحشتي فيهِ فؤادٌ نقيٌ غيرُ مسكونٍ ببُغضِ
لعلي يوم ألقى اللهَ فرداً أُكافَأ بالذي يُغنِي و يُرضِي


اسم القصيدة: الضادية.

اسم الشاعر: جمال مرسي.


المراجع

adab.com

التصانيف

قصائد   الآداب