وقتَ الصلاةِ  استوقف الحدْسُ بنتاً
ناولتنا روحَها للشَهَادة.
  كان اللباسُ المدرسيُّ المُحَلَّى بالمهامِ الشبهِ بيتيتةٍ
قد فارق الدور َ الذي حدَّدته الأية ُ الأولى
من الفاتحة حين انزوت في جسمها
والتراتيلُ التي تستذرفُ التعزية.
  كنّا على سيْلِ الربيع انهمكنا
 في عدادٍ للحصاد الجديد وقتَ الجنودُ
اختارتِ البنتَ قرباناً لسَكبِ  الذئب في بئرنا
  كيف اكتوى جلدُ الرضيع المسجّى
قرب أمٍ من شظايا القنبلة؟
أبيضُ الفوسفور لا يعدو كطاؤوسٍ ٍ
لإبهاج الصغيرات التي تستقدم الشيخوخة.
  هذا شواءٌ للكِلاب التي لا تشكر الجنديَ للمأدبة في
مضغها للَّحم من خصر بنت صوتُها يَرثي لها وحدها تأبين قتلى الحرب
في سيرهم خلف الجنازات التي شيّعت ما بِيْعَ من قلبنا للهزيمة
  كان الحصار استجمع الأعذارَ في إعفائنا من وأد قبر للفتاة
والوقت يستعطفُ الرملَ الذي خضَّ الثواني في زجاج الساعةِ المستسلمةْ
تحت الدماء الواقفة ردهاً من َ الأيام ِ في مضغِ الهواءِ المُرّ.
  يحمل القتلى جنازات أجسادهم تحت أنقاض رمل الخيام التي يستثمرونها
للوئادة ويمضون خلف التراتيل
التي آنست أشباحهم والدمع لا يعفي صراخاً
منَ الإفلاتِ من وجه الشياطين استياءا.
  لم يبق لي...لم يبق لي غير الظلال التي
تقتات من أحلام أشباحنا...
  والحدْسُ يغدو آسِراً للصلاة التي لا تنتهى لقتلى لا يموتون
 

المراجع

pulpit.alwatanvoice.com

التصانيف

شعر  شعراء  أدب  ملاحم شعرية