إد جين، (Ed Gein أو Edward Theodore Gein)‏ - (27 اب 1906  تموز 1984)  هو قاتل من أمريكيا  وسارق قبور، تم استيحاء الكثير من الأفلام السينمائية من حياته مثل سايكو وصمت الحملان  ومجزرة منشار تكساس.

ظن العديد من الاشخاص أن الفيلم حقيقي وأصابهم الرعب خاصة بسبب زيادة أعداد القتلى بالمنشار حيث كان سلاحًا مشهورًا حينها. كان هناك رجل قام بكثير من حوادث القتل التي مثلها توماس هيويت (بطل الفيلم)، لكن بدلا من ويسكونسن، عاش في تكساس. وحتى الآن تعتبر تكساس مشهورة بكونها بيت سفاح منشار تكساس الحقيقية المعروف بإد جين.إد جين أحد قتلة أمريكا المحترفين الأكثر شهرة ورعبا، ولم يستعمل بندقية بل منشارًا في قتل ضحاياه.ولد إد عام 1906 وعاش حتى 1984. تربى على يد أم مهووسة دينية وأب سكير دائما مخمور خارج المنزل، أما أخوه الوحيد فكان شديدا التصاؤع حتى قتله، وكان أول من يقتله ولكن لم تثبت التهمة لضعف الأدلة.

ربته والدته على كره النساء والشباب وخاصة الخائنات والخائنين فتربى وفي داخله عقدة منهن ومنهم حتى صارت هذه مهنته. كان يختار ضحاياه بدقة من فتيات وشباب الهيبيز اللاتي يكبرنه سنا وأغلبهن من الساقطات والمهوسين، وكان ينفذ عملية القتل بمنشار ثم يقطع الرأس ثم الأعضاء التناسلية.وكان له تقاليد غريبة أهمها أنه كان يلبس قناعا من فروة رأس وجلود البشر الذين يقتلهم وأيضا صديرية من الجلد معلق عليها الأعضاء التناسلية لمن قتلهم، وكان يرتدي هذا القناع البشري العجيب ليكبح جماحه أمام فتنة النساء اللاتي يقتلهن وكان هناك مرض جلدي كما ظهر في الفيلم. كما وجد لديه اطباق من الجماجم قبض عليه أخيرا بعد كل جرائمه واستطاع المحققون بأعجوبة إثبات تهمتين عليه ولكن أملهم في عقابه ضاع بعد أن أثبت محاميه أنه مجنون بدرجة خطيرة ووضع في مصحة عقلية للخطرين حتى وفاته.

نشأة

ولد إدوارد ثيودور (الاسم الحقيقي إدوارد جين) في السابع والعشرين من اب عام 1906م ببلدة لاكروس بولاية وسكنسون الأمريكية، وكان أيدي الابن الأوسط حيث كان أخوه الأكبر هنري(1901–1944). يكبره بسبع سنوات،  وكانت أوغوستا  وهي أم جين امرأة محافظة ومتدينة وكانت صلبة في تعاملها مع أبنائها، وكانت الدروس الدينية اليومية من أهم سمات تعاملها مع أبنائها وكانت غالباً ما تحذرهم من ارتكاب الذنوب حتى لا يتعرضوا لعذاب الرب وكانت دائما ما تصور المرأة على أنها الشر الأكبر والجدار الفاصل بين الإنسان والجنة.

في الغالب ما كانت تقوم بتحذير أبنائها من التعرف على البنات الأخريات وتقوم بالمستحيل في سبيل تحقيق ذلك، وقد قامت أوغوستا بافتتاح محل للبقالة من أجل دعم أبنائها في العيش بهناء كغيرهم من الأبناء ولكن تعاملها القاسي غالباً ما كان يولد شعورا معاكسا وفهما مغايرا لدى أبنائها عن أهدافها المبتغاة أما الأب جورج جين فكان رجلا ضعيفا ومدمنا على شرب الكحول ولم يكن له دور فعال في تربية أبنائه وكانت أوغوستا غالباً ما تمطره بالشتائم وتشير إلى إهماله وعدم كفاءته لتحمل المسؤوليات في تربية أبنائهما أو القيام بأي عمل آخر. وقد استطاعت أوغوستا من خلال محلها أن تجمع مبلغاً محترماً يمكنها من الانتقال هي وأبنائها من مدينة لاكروس التي كانت غالباً ما تسميها بمدينة الخطيئة بسبب الحياة العصرية والمدنية التي كانت تعيشها المدينة.

وبالفعل ففي عام 1914م انتقلت العائلة إلى مزرعة نائية بضواحي بلدة بلاين فيلد والتي تبعد بنحو ربع ميل عن أقرب منطقة سكنية. وعلى الرغم من كفاح الأم ومحاولتها أبعإد أبنائها من الاحتكاك بأي من نشاطات العالم الخارجي إلا أن جميع محاولاتها باءت بالفشل كما هو متعارف عليه في علم التربية فلا يمكن السيطرة على الأبناء وعزلهم عن العالم الخارجي بأية طريقة. 

جريمة غامضة

ولما كان يحمله ايدي من محبة هائلة لوالدته فقد رأى أن تصرف أخيه هنري كان غير مقبول ولابد من إيقافه عند حده فلم يكن ايدي ليسمح لأي كائن حي بأن يؤذي أمه التي أحبها بشكل أقرب إلى الهستيري منه إلى الطبيعي، وفي سنة 1944م شب حريق في المزرعة الخاصة بعائلة ايدي جين ونهض هنري وأخوه ايدي محاولين إطفاءه ومنع انتشاره في بقية أرجاء المزرعة وفيما الأخوان يتصارعان مع ألسنة اللهب عإد ايدي وحيداً إلى المنزل وهو يصرخ باسم أخيه هنري مدعياً أنه قد اختفى أثناء محاولتهما إطفاء ألسنة اللهب في المزرعة فقامت الأم المذعورة باستدعاء رجال الشرطة وفور وصولهم اندهشوا عندما قام ايدي نفسه الذي ادعى اختفاء أخيه بأخذهم إلى مكان جثة هنري الممدة على أرض المزرعة مع وجود آثار للضرب على رأسه، ولكن لم يتوقع رجال الشرطة أن يقوم الفتى ايدي بقتل أخيه وكيف يستطيع ذلك وهو الفتى المعروف في البلدة بخجله وخوفه وحب الوحدة، وكان لذلك أثره الكبير في إزهاق العديد من الأرواح على مر السنين المقبلة. وعاش ايدي بعد ذلك في كنف أمه التي كان مهووساً بحبها فقد كانت الشخص الوحيد في العالم الذي يستمع له ويمكنه التحاور معها بكل بساطه دون أن يخاف من أن يتعرض للسخرية أو الاستهزاء بعاداته الغريبة. ولكن هذا الأمر لم يستمر طويلاً ففي التاسع والعشرين من شهر ديسمبر سنة 1945م توفيت أوغوستا والدة ايدي بعد تعرضها لعدد من الجلطات في القلب أنهت حياتها بعد معاناة طويلة. وشعر ايدي بعد ذلك بأنه وحيد في هذا المحيط الكبير بعد فقده صديقه وحبه الأوحد المتمثل في أمه وأصبح تائهاً لا يعرف ماذا يصنع ففي ظروفه الحالية والنفسية كانت الخيارات محدودة جداً في ظل التخلف والجهل الذي عاشهما طيلة نشأته.

ايد جين ينتقل من عالم النور إلى عالم الظلمات

بعد موت امه آثر ايدي السكن في مزرعة العائلة وبدأ بتشكيل محيطه ونشاطه الجديد باختيارات عشوائية وغير دقيقة فاعتمد في كسب عيشه على الأشغال الغريبة التي كان يقوم بها من مراقبة أطفال العائلات ونقل بعض البضاعة في سيارته وغيرها وبالنسبة للبيت فقد قام ايدي بعزل كل الغرف التي كانت تذكره بأمه والتي كانت تتردد عليها كثيراً وآثر العيش في المطبخ وغرفة جانبية صغيرة في الطابق السفلي وبالرغم من شغفه الكبير بالقراءة والتي تعد في أحيان كثيرة من الصفات الجيدة لكنها كانت من أهم أسباب تطور الحالة التي عاشها ايدي بسبب اختياراته الخاطئة في قراءة الكتب غير المفيدة. فكان يركز على مجلات القتل والكتب الخاصة بعالم الأموات ومع مرور الوقت ظهرت عادة جديدة وهي زيارة القبور فغالباً ما كان ايدي يزور قبور أهل البلدة لدرجة أن قام بتدنيسها وحفر بعضها وسرقة أعضاء بشرية منها.

مقبرة تكساس

ومع مرور الزمن ارتفعت حالة الوحدة لدى ايدي وبدأت مواضيع قراءاته تتطور لتصل إلى كتب تشريح الجسد البشري وقراءة قصص قاطعي الرءوس في البحار الجنوبية وغالباً ما كان يقرأها على الأطفال الذين يقوم بحضانتهم للعائلات التي تستفيد من خدماته وبدأت زياراته القبور تزيد على مر الزمن حتى أصبحت شبه يومية وكثيرا ما كان يقرأ الصحف المحلية لمعرفة آخر الوفيات حتى يتجهز لزيارتها عندما تقبر وسرقة أعضائها التي لم تتحلل بعد. وكان أيدي يفضل جثث الفتيات ويقوم بسلخ جلودهن ومحاولة لبس الجلد فكان يريد معرفة حقيقة الشعور النسائي الذي كان يحبه وأصبح لدى ايدي هاجس التحول وتغيير الجنس فأصبح يحلم بأن يصبح فتاة ولعل تأثير حبه الهستيري لوالدته هو السبب في جعله يفضل الجنس النسائي على الذكري. وفي أحد الأيام قام أحد الأطفال الذين يقوم ايدي بحضانتهم بزيارته في مزرعته فأراه الرءوس البشرية التي يملكها وأخبره بأنه تحصل عليها من قاطعي الرؤوس في بحار الجنوب. وعندما قام الطفل بإخبار أهل البلدة أخذ الجميع كلامه على محمل الهزل حتى إنهم كانوا يتبادلون النكات والضحك مع ايدي في الموضوع نفسه وكانوا يسألونه عن الرءوس فيقول إنه يحتفظ بها في غرفة نومه وبعضها دفنها امام غرفة المعيشة فيقابل كلامه بالضحك الهستيري من الجميع ولم يتوقع أحد أن ايدي يقول الحقيقة منذ البداية .

مسلسل القتل الشنيع للقاتل المجنون

ويرجع تاريخ القتل لدى ايدي إلى ما قبل حادثة السيدة ووردن ففي نهاية الأربعينيات مروراً بالخمسينيات من القرن الماضي تلقت شرطة وسكنسون الكثير من القضايا المتعلقة بأشخاص مفقودين وكانت حملات البحث شاسعة في ذلك الزمن وقد قامت بتفتيش العديد من المقاطعات ولكن أربع قضايا تحديداً كانت محيرة بجميع المقاييس للشرطة. وأولى هذه القضايا كانت قضية اختفاء الطفلة جورجيا ويكلر والبالغة من العمر ثمان سنوات وكان ذلك في الأول من مايو سنة 1947م وبالرغم من مئات المتطوعين من السكان الذين شاركوا فرق البحث في محاولة العثور على جورجيا وقاموا بتمشيط مقاطعة جيفرسون بولاية وسكنسون إلا أن القضية أغلقت ولم يسمع أي شيء عن الفتاة ولم يعإد فتح القضية حتى اليوم الذي تم القبض فيه على ايدي جين .

والقضية الأخرى وقعت بعد اختفاء جورجيا بست سنوات لفتاة تبلغ من العمر 15عاماً في نفس المقاطعة التي ولد فيها ايدي وهي مقاطعة لاكروس، والفتاة التي تدعى ايفلين هارتلي كانت تقوم بحضانة أطفال إحدى العائلات المجاورة ليلة اختطافها وحاول والدها مرات عدة أن يتصل بها على المنزل الذي كانت تعمل به ولكن دون جدوى عندها قام الأب بزيارة المنزل شخصياً ليفاجأ بخلوه ووجود بقع من الدم تملأ صالة المنزل ولم يجد سوى أحد حذاءيها ونظارتها الخاصة وبعض علامات المقاومة حيث يبدو أن ايفلين كانت تحاول مقاومة المعتدي عليها ولكن الواضح أنها فشلت في ذلك. وقام الأب بالاتصال على الشرطة التي لم تتحصل سوى على بعض بصمات الأرجل والأيدي الدموية في الموقع. بعد أيام بسيطة وجدت الشرطة الملابس الخاصة التي كانت ترتديها ايفلين ملقاة بجانب أحد الخطوط السريعة.

انقشاع الغموض وتكشف الحقائق

حيث تم القبض على ايدي جين ولكن ليس بدهاء أو ذكاء المحققين ولكن بالصدفة البحتة التي مكنت الشريف سكالي من كشف الغموض، الآن وبعد أن أصبح ايدي في قبضة العدالة نفى كل الاتهامات الموجهة بحقه وصرح بأنه ليس لديه علم بالجثث المكتشفة ولكن مع الوقت بدأ ايدي يقر بالجرائم الموجهة إليه فاعترف بقتل كل من بيرنس ووردن وماري هوغمان وأما بقية الجرائم فقد نفى أي صلة له بها. ما كان أمام الشرطة سوى البحث في مزرعة ايدي في محاولة للعثور على جثث للضحايا المفقودين قد تكون مدفونة في أرجاء المزرعة وبعد أيام من البحث المضني تم الكشف عن عشر جثث ولكن ايدي أقر بأن كل هذه الجثث والجماجم تعود للمقابر التي كان يسرقها فما كان من الشرطة سوى الاستئذان من أهل الضحايا لتفتيش القبور وبالفعل وجدت الشرطة معظم المقابر قد فقد منها بعض الأجزاء، ولم تستطع الشرطة أن تحاكم ايدي إلا في قضيتين فقط، وكان من الطبيعي أن يستخدم محامو ايدي حجة الجنون والمرض النفسي والتي قد تنقذه من حكم الموت بالصعق في الكرسي الكهربائي، وبين ليلة وضحاها أصبحت مقاطعة بلاين فيلد واحدة من أشهر بقاع الأرض بعد كشف وسائل الإعلام الأمريكية عن جرائم ايدي البشعة بحق ضحاياه.

كما استقطبت القضية اهتمام الأطباء النفسيين الذين برز اهتمامهم في دراسة حالة ايدي النفسية ومعرفة الأسباب التي أدت به للقيام بمثل هذه الفظائع. وأصبحت بلاين فيلد تعج برجال الإعلام والمصورين بعد أن كانت مهجورة من قبل الرأي العام والأنظار. وقام عدد من المستثمرين بالإعلان عن إقامة مزإد لبعض البقايا والأثاث الموجود في منزل ايدي ولكن أحد سكان البلدة وجد في هذا الإعلان إساءة لأهل البلدة وقام بإشعال المزرعة وحرقها في الليل ليأتي رجال الإطفاء ويجدوا منزل ايدي قد سوي بالتراب، ونظراً للحالة الصحية والهستيرية التي كان عليها ايدي ليلة القبض عليه فقد تم إرساله لإحدى المصحات النفسية والتي قضى فيها قرابة العشر سنوات قبل أن تقر المحكمة أنه قد أصبح جاهزاً للمحاكمة. وتم عقد المحاكمة في السابع من نوفمبر سنة 1968م وبعد عدة جلسات ومداولات والاستماع لعشرات الشهود قرر القاضي واكن الحكم أن ايدي وجد مذنباً بجريمة القتل من الدرجة الأولى ولكن لحالته الصحية تحول الحكم فيما بعد إلى غير مذنب بحجة الجنون.

حيث تم نقله لمستشفى الولاية المركزي للصحة النفسية وبمجانين الإجرام. وقضى فيه ايدي بقية سنوات عمره حتى توفي في السادس والعشرين من يوليو سنة 1984م بعد معاناة طويلة مع مرض السرطان ليموت وحيداً كما عاش وحيداً. ولم يكن أهل الضحايا راضين عن حكم المحكمة ولكن بعد سماعهم نبأ وفاته أحسوا ببعض الرضا وقد تم دفن جثمان ايدي المجنون بجانب قبر أمه التي كانت السبب في ولادة هذا المعتوه وليس ببعيد من مقابر الأشخاص الذين سرق أعضاءهم ليسدل الستار على أشنع وأعنف قضايا القتل في القرن العشرين. مات "إيد جين"، ولكن قصته لم تمت.


المراجع

areq.net

التصانيف

سفاحون  مواليد 1906  وفيات 1984   العلوم الاجتماعية   سفاحون أمريكيون