المعاهدة العراقية ـ البريطانية
تعد المعاهدة ( البريطانية ـ العراقية) سنة 1930م من المعاهدات التي أثرت في تاريخ العراق الحديث، وقد احدثت ضجة كبيرة حينها، وكانت ظروف المعاهدة حينها تشبه الى حد كبير ظروف المعاهدة ( العراقية ـ الأمريكية ) سنة .
ففي كلا الأمرين كانت المعاهدة بين العراق وبين الدولة التي تحتلها، الاّ ان منفعة المعاهدة (العراقية ـ البريطانية ) للعراق خير من منفعة المعاهدة ( العراقية ـ الأمريكية)،
فمع بريطانية حصل العراق كثمن عن المعاهدة على ( دخوله عصبة الأمم 1932م ـ تبعية الموصل بعدما كانت تركيا تطالب بها ) ، فضلاً عن ذلك فإن بريطانيا هي التي وضعت اسس العراق الحديث ورسمت له صورة مؤسساته بعدما مزقوا الدولة العثمانية، وقضواعلى الخلافة الاسلامية .
أمّا في الاحتلال الأمريكي فقد مزقوا العراق وحلوا مؤسساته التي كانت لها قوانينها ومناهجها ، ولم يخرج العراق من معاهدته مع امريكا بفائدة تذكر... والمقارنة بين المعاهدتين ليس بين حسنة وسيئة، بل بين سيئة وأسوأ.
وتم توقيع المعاهدة في عهد الملك فيصل الأول، والذي تولى توقيع المعاهدة رئيس الوزراء نوري السعيد، ومن الأحاديث التي جرت حول المعاهدة بين نوري السعيد وياسين الهاشمي ان السعيد أخبر انه مستعد للإستقالة .
وأن يأتي به رئيسا ان استطاع ان ياتي بمعاهدة افضل من تلك االتي جاء بها السعيد ـ يعني نفسه ـ فاجابه الهاشمي ( خليها تمشي وبعدين نشوف ).
علماً ان نوري السعيد نفسه لم يكن راضياً عن المعاهدة، الاّ ان رأيه أن العراق كان ناشئاً ضعيفا بحاجة الى دولة قوية تسنده، يقول االسعيد عن هذه المعاهدة ( لو كنت رئيس دولة مستقلة قوية لما رضيت بهذه المعاهدة)... و تعد معاهدة (1930) امتداد لمعاهدة ( 1922) .
المراجع
www.alrashead.net/index.php?partd=2&derid=1783
التصانيف
سياسة