طائرٌ بأرض الجبارين
بسمائها.....
حيث الغيومُ والدخانُ
وأهوال الحرائق
وبأرضها.....
حيث أورق الظلمُ
وذابت بعرف الغزاةِ
بين الظالم والمظلوم
والقاتل والمقتول
كل الفوارق
وتساوى اللص والمحتال
مع المسروق
بل نصر الظُلامُ عليه
من خطف الخبزةَ من فمه وسارق
وفي أرضٍ غدت سجناً
والحُرُ فيها كل أفاقٍ ومارق
وبعدد ما فيها من الأشجار
أعوادُ المشانق
أقسم الناس أنهم....
بتلك الأرض
رأوا طائراً غريب الشكل
يجوبُ الجوَ
وبانت بشعاع القمر
بعينيه تلتمع الدموع
أمهاجرٌ ضل الطريق
وفقد لتوه أمل الرجوع
أم قصد المجيء لأرضهم
لأمرٍ تجهله الجموع
بضوء القمر.....
انعكست حُمرة عينين لا ندري
أمن سهرها احمرت
أم اختزنت صورة أرضٍ
بنار الغدر تلتهب
وسُمع بليلٍ.....
بغارٍ صوتٌ وكأنه
لطائرٍيبكي وينتحب
يستغفر الله وعليه يثني
ويدعوا ويحتسب
ويستجير به من الحرائق
ويدعوا على الذين لنارها احتطبوا
حتى حسب الناس
أن الزائر المجهول
قِدْماً من أهلها
ولتلك الأرض ينتسبُ
وسُمع مردداً....
عارٌ إذا سمعوا
ويلي وإن عرفوا
بي من نارهم رهبٌ
منها وأرتجفُ
واحسرتاهُ......
أنا طائر العنقاء
اسطورتي ألفوا
ما ضرني نارٌ
بصفات ما اختلفوا
بيد أني....
ما اعتدت تلك النار فإنها
عن سائر النيران تختلف
لا أدرِ إن ماجت
تعلوا وترتفع
هل لي من أملٍ
أنجوا وأنبعث
والله إني ويحي ويا أسفي
بالعجز أعترفُ
إني أرى عجباً
في هذه الأنحاء
يقيني غدا شك
أمشي على استحياء
أصبحت ككل الطيور
وما ظننت أرى قوماً
جميعهم عنقاء
يا طائر العنقاء
هون عليك
وارفق بنفسك....فأنت شبيهنا
فما كان من صفاتك الجبن
وما نحن كنا كذلك
لسنا بمعركةٍ معهم
لكنها والله هي أم المعارك
منذ سنينٍ وسينا تنتظر
فأشرعي الأبواب سينا
فإنا  أخذنا
وعداً من الرحمن بذلك
وقديماً يا عنقاء قيل
من يُضرم النار غدراً
فإنه لا مناص
بعين النار هالك
وهذا يا عنقاء
كل ما هنالك
يا عنقاء....اسمع لقولي
لعلك بما أقول تنتفع
من يطلب الموت
إليه الحياةُ تندفع
فما جلب الإقدامُ موتك
ولا استبقى حياتك الفزع
فاصمد يا عنقاء على كتفي
ولا تحفل بالذليل
ولما يقول تستمع
وامض معي
فإن متنا
فإلى العلياء نرتفع
ولا توجل من النار التي ترى
فإنها نارٌ....
والله إن بها وجع
لكنها إن جبُنتَ استعرت
وإن خضتَ فتحت قدميك...
أوزارها تضع
 

طائرٌ بأرض الجبارين.

سمير جميل عبيد.


المراجع

odabasham.net

التصانيف

شعر   الآداب