تيمّمَ، فجّاً واحداً، كلُّ راكبٍ، |
ولا بدّ أني سالكٌ ذلك الفجّا |
وسيّانِ أُمٌّ بَرّةٌ، وحمامةٌ، |
غذتْ ولداً في مَهدهِ، وغذتْ بجّا |
فلا تَبكُرنْ يوماً، بكفّك مُدْيةٌ، |
لتُلِكَ فَرخاً في مواطِنهِ دجّا |
تَلفّتَ في دُنْياهُ، سابِحُ غَمْرَةٍ، |
إلى السِّيفِ لهفاً، بعدَما وَسِط اللُّجّا |
ورَجّى أموراً، لم تكن بقريبة |
إليه، فخطّته الحوادثُ ما رجّا |
يُرجّي مَعاشاً من له بدوامِهِ؛ |
وهل يتركُ الدهرُ الفقيرَ وما رَجّا؟ |
فلا تَبتئِسْ للرّزق، إنْ بَضّ فاتِراً |
ولا تَغتبِطْ إن جاشَ رزقُك أو ثَجّا |
أعُوّامَ بحرٍ، إن أُصِبْتُمْ فهيّنٌ؛ |
وإن تَخلَصوا، فاللَّه ربُّكمُ نجّا |
ضَلِلْتُمْ، فهل من كوكبٍ يُهتدى به، |
فقد طالَ ما جَنّ الظلامُ وما دجّا |
فلا تأمنوا المرءَ التّقيّ على التي |
تسوءُ، وإنْ زارَ المساجدَ أو حجّا |
ولا تقبلوا من كاذبٍ متسوِّقٍ، |
تحيّلَ في نصرِ المذاهب، واحتجّا |
فذلك غاوي الصّدرِ، قلبي كقلبه، |
متى ملأ التّذكيرُ مِسمَعهُ مجّا |
وإنّ، لأجسامِ الأنامِ، غرائزاً، |
إذا حرّكت للشرّ طالِبَهُ لجّا |
فلا آسىَ للدنيا، إذا هي زايلتْ، |
فما كنتُ فيها لا سِناناً ولا زُجّا |
وقد خُلقتْ عوجاءَ، مثلَ هِلالها، |
يكونُ وإيّاها، القيامةَ، مُعْوجّا |
سواءٌ على النّفسِ، الخبيثِ ضميرُها، |
أمكّةَ زارتْ، للمناسكِ، أو وجّا |
فبالطائِفِ الرّاحُ الكُميتُ، سلافةً، |
إذا ما تمشّت في حشا وادعٍ أجّا |
فكمْ من قتيلٍ غادرتْ، ومكلَّمٍ |
على ألمٍ، غِبَّ القتيلِ، الذي شُجّا |
مُشعشعةٌ لو خالطَتْ، وهو عاقلٌ، |
ثبيراً، تداعى بالجَهالةِ، وارتجّا |
رأيتُ الفتى كالعَودِ، يرتعُ مرّةً، |
وإن مسّت الأعباءُ كاهِلَهُ ضجّا |