إنْ أَخْلَقَتْ ثَوْبَ شَبَابِي الأَيَّامْ وَبَدَّدَتْ شَمْلَ مِرَاحٍ مُلْتامْ
وزارَني ضيفٌ بَغِيضُ الإلمامْ تُنكِرُهُ عِينُ المَها والآرامْ
وَرُبَّ يَوْمٍ عُمْرُهُ كَالإبْهَامْ ركِبْتُ فيهِ صهَواتِ الأيامْ
وقهوة ٍ فَضَضْتُ عنهُ الخاتامْ مِمَّا کصْطَفَى أَخُو الْمَجُوسِ وَکعْتَامْ
أَتَتْ عَلَيْهَا فِي الدِّنَانِ الأَعْوَامْ تَنْفِي الْهُمُومَ وَتُدَاوِي الأَسْقَامْ
ماكَسني الخَمّارُ فيها واسْتامْ مَا رِمْتُ حَتَّى کبْتَعْتُهَا بِمَا رَامْ
نَمَّتْ بِوَجْدِي وَالزَّجَاجُ نَمَّامْ فِي لَيْلَة ٍ عَصَيْتُ فِيهَا اللُوَّامْ
يَغبِطُني على السُّهادِ النَّوّامْ بينَ تماثيلِ دُمى ً كالأصنامْ
من كلِّ خَودٍ ذاتِ ثَغرٍ بَسّامْ كَالنَّوْرِ أَبْدَتْهُ فُتُوقُ الأَكْمَامْ
وانتصَرَ الرومُ على بَني حامْ وقابَلَ الجامَ المُديرُ بالجامْ
ثم تَقضَّتْ كتَقضِّي الأحلامْ آهَ عَلَى شَرْخِ الشَّبَابِ لَوْ دَامْ
عَلَى لَيَالٍ سَلَفَتْ وَأَيَّامْ وَحَبَّذَا دِجْلَة ُ فِي الْيَوْمِ کلْغَامْ
نَسيمُها الواني وماؤُها الطامْ مُشرِقة ٌ قصورُها والآكامْ
وَلِلْغَمَامِ زَجَلٌ وَإرْزَامْ يَطْرُدُهُ الشَّمَالُ طَرْدَ الأَنْعَامْ
كأنّما تَهْطالُهُ والتَّسْجامْ جُودُ الوزيرِ ذي الندى والإقْدامْ
أَلمُسْمِحِ الصعبِ العَبوسِ القَثّامْ مُرْدِي الْكُمَاة ِ الْهِزْبَرِيِّ الْمُقْدَامْ
مُغْمِدِ بِيضِ الْمُرْهَفَاتِ فِي الْهَامْ أَلعاقِرِ الجُودَ الكرامَ المِطْعامْ
مأوى الطَّريدِ وثِمالِ الأيتامْ مُحْيي الثَّرَاءِ وَمُمِيتِ الإعْدَامْ
نِعْمَ مُنَاخُ کبْنِ السَّبِيلِ الْمِعْتَامْ يُحْكِمُ عَقْدَ الرَّأْيِ أَيَّ إحْكَامْ
إحْكَامَ طِبٍّ بِالأُمُورِ عَلاَّمْ مُؤيَّدٍ في نَقضِهِ والإبْرامْ
إذَا الْقَضَايَا کلْتَبَسَتْ وَالأَحْكَامْ وضَلَّ عن نهجِ الصوابِ الحُكّامْ
أَوضَحَ من إشكالِها والإبْهامْ هداية ً من ربِّهِ وإلْهامْ
أنطَقَني من بعدِ طُولِ الإرْمامْ لهُ عطاءٌ سابغٌ وإنْعامْ
أَحْسَنَ فِي کبْتِدَائِهِ وَالإتْمَامْ لاَ يَمْلِكُ الْكَرِيمَ إلاَّ الإكْرَامْ
يا عَضُدَ الدينِ مُعِزَّ الإسلامْ يا ابنَ العوالي والظُّبا والأقْلامْ
خَيْرَ الْوَرَى خُؤُولَة ً وَأَعْمَامْ هُمُ الرُّؤُوسُ وَالأَنَامُ أَقْدَامْ
وَهُمْ إذَا ضَلَّ الْعُفَاة ُ أَعْلاَمْ أُسْدُ وَغًى لَهَا الرِّمَاحُ آجَامْ
شِيمَتُهُمْ بَذْلُ الْقِرَى وَالإطْعَامْ أَكْنَافُهُمْ خُضْرٌ إذَا کغْبَرَّ الْعَامْ
من كلِّ ضِرغامٍ نَماهُ ضِرْغامْ مُقْتَحِمٌ هَوْلَ الْخُطُوبِ هَجَّامْ
مُنَزَّهٌ عن دنَسٍ وعن ذامْ إذا امتطى مَتنَ سَبُوحٍ عَوّامْ
ضَرَّمَ نَارَ الْحَرْبِ أَيَّ ضَرَّامْ فاصْغِ لمَدحٍ كلآلي نَظّامْ
فيهِ لمنْ يَشْنا عُلاكَ إرْغامْ من خاطرٍ تَيّارُهُ جارٍ طامْ
سِيَّانِ كَدٌّ عِنْدَهُ وَإجْمَامْ وَکبْقَ عَلَى الدَّهْرِ بَقَاءَ الأَقْدَامْ
عَالِي الْبِنَا مُغْدِقَ صَوْبِ الإنْعَامْ مَا سُمِعَتْ تَلْبِيَة ٌ بِإحْرَامْ

 

 عنوان لقصيدة: إنْ أَخْلَقَتْ ثَوْبَ شَبَابِي الأَيَّامْ

بقلم سبط ابن التعاويذي


المراجع

adab.com

التصانيف

الآداب   شعر