عنوان شاعر
أقَشِيبَ رَبْعِهِمِ أَرَاكَ دَرِيسَا1 أبو تمام
أقَشِيبَ رَبْعِهِمِ أَرَاكَ دَرِيسَا وقرى ضيوفكَ لوعة ً ورسيسا
ولئِنْ حُبِسْتَ على البِلى لَقَدْ اغتَدَى دمعي عليكَ إلى المماتِ حبيسا
فكأنَّ طَسماً قَبْلُ كانُوا جيرَة ً بِكَ والعَماليقَ الأُلى وجَدِيسَا
وأرى ربعكَ موحشاتٌ بعدها قَدْ كنتَ مأْلوفَ المَحَل أنِيسَا
وبلاقعاً حتّ كأنَّ قطينها حَلَفوا يَمِيناً أَخْلَقَتْكَ غَمُوسَا
أَتُرَى الفِراقَ يَظُنُّ أني غافِلٌ عَنْه وقد لمَستْ يَدَاه لِميسَا
رودٌ أصابتها النوى في خردٍ كانتْ بدورِ دجنة ِ وشموسا
بيضٌ تَدُورُ عُيُونُهُنَّ إلى الصبَا فكأنهنَّ بها يدرنَ كووسا
وكأنما أهدى شقائقهُ إلى وجَنَاتِهِنَّ بها أبو قَابُوسَا
قدْ أوتيتَ منْ كلِ شيءٍ بهجة ٍ ودداً وحسناً في الصبا مغموسا
لولا حداثتها وأني لا أرى عَرْشاً لها لَظَنَنْتُهَا بِلْقيسَا
إيهاً دِمشْقُ فقَدْ حَوَيْتِ مَكارِم بأبي المغيثِ وسؤدداً قدموسا
وأَرَى الزَّمانَ غَدا عليِكِ بِوجْهِهِ جذلانَ بساماً وكانَ عبوسا
قدْ بوركتْ تلكَ البطونُ وقدستْ تِلْكَ الظُّهُورُ بِقُرْبِهِ تَقْدِيسَا
فَصَنِيعَة ٌ تُسْدَى وخَطْبٌ يُعْتلى وعظيمة ٌ تكفى وجرحٌ يوسى
الآن أمستْ للنفاقِ وأصبحتْ عُوراً عُيونٌ كنَّ قَبْلَكَ شُوسَا
وتركتَ تلكَ الأرضَ ظلاً سجسجاً مِنْ بَعْدِ ماكادَتْ تَكونُ وَطِيسَا
لم يَشْعُروا حتى طَلَعْتَ عليْهِمِ بَدْراً يَشُقُّ الظُّلْمَة الْحِنْديسَا
ما في النجومِ سوى تعلة ً باطلٍ قَدُمَتْ وأُسسَ إفْكُهَا تَأْسِيسَا
إنَّ الملوكَ همُ كواكبنا التي تخفى وتطلعُ أسعداً ونحوسا
فَتنٌ جَلَوْتَ ظَلامَها مِنْ بَعْد ما مَدُّوا عُيوناً نَحْوها وَرُؤُوسا
حَرْبٌ يَكونُ الجَيْشُ فَضْلَ صَبُوحِها ويكونُ فضلُ عبوقها الكردوسا
غرمُ امرىء ٍ منْ روحهِ فيها إذا ذُو السلْمِ أُغْرِمَ مَطْعماً ولَبُوسَا
كم بينَ قومٍ إنما نفقاتهم مَالٌ وقَوْمٍ يُنفِقَونَ نفُوسَا

المراجع

موسوعة العالمية للشعر العربي

التصانيف

شعر