ما بين الألعاب وشاشات الكمبيوتر والتلفزيون.. أصبحت عيوننا أكثر تعرضا للإجهاد، والنتيجة أن إجهاد العين أصبح واحدا من الأسباب الرئيسية للمشاورات لدي الأطباء. وعلى نحو متزايد في العالم الحديث، أصبحت الحواسيب عنصرا أساسيا وجزءا من حياة الملايين من العاملين، لكن العمل أمام الشاشات أصبح متهما بالتسبب في اضطرابات بصرية، جفاف العين.. إلخ. العلامات التي تشير إلي ضعف البصر: إذا كان وقت العمل على الشاشة طويل للغاية، قد يحدث التعب بسبب التركيز على الشاشة، ولكن هناك أيضا المشاكل المرتبطة بالجمود الوضعي. ولكن يمكن أيضا أن يحدث في وقت مبكر إذا كان الشخص يعاني من ضعف بصري غير مصحح مثل “الاستجماتيزم” أو مد البصر بشكل أساسي. في حالات مد البصر الكامنة التي تحدث ما بين 30 و 40 عاما، يحدث التعب بشكل متكرر أكثر وبسرعة أكبر هذا النوع من العمل يؤثر بوصفه مؤشرا لاضطرابات في البصر المرتبطة بعدم وضوح الرؤية من مسافة قريبة عند رؤية صحيحة، إذا كان بعد البصر طفيفاً يمكن ألا يلاحظه أحد، والأهم من ذلك هو أنه يمكن أن يؤدي إلى تحول العين المتقارب، وإجهاد كبير للعين والصداع. ولكن ما هي سبل تجنب هذا التعب البصري في عصر تطغي فيه التكنولوجيا الحديثة، وقد صارت جزءاً لايتجزأ من حياتنا اليومية: تجيب طبيبة العيون الدكتورة “مونيك نجوين” في سان موريس (94) علي أسئلة هامة جدا. - يبدو أن التعب البصري أصبح شائعا بشكل متزايد، فما هي التقديرات الأخيرة لهذه المشكلة؟ الأرقام مثيرة للدهشة 20 مليون شخص يعانون من إجهاد العين، 60 % من الفرنسيين يشتكون بشكل شبه يومي تقريبا، ونحن ندرك هذا الأمر من خلال المشاورات التي ترد إلينا. ولكن التغيرات التي طرأت علي أنماط حياتنا، سواء بين صفوف الأطفال أو البالغين، تفسر هذه الظاهرة بسهولة فقد أصبحت أبصارنا محلا للإجهاد بشكل متزايد.وإذا كان العاملون بمجال الحياكة والتطريز وهواة القراءة هم المعنيون في الماضي، اليوم.. هناك مهام أخرى، أبرزها العمل على الشاشة التى تعد مصدرا لإجهاد العين. - كيف يظهر هذا التعب؟ الدكتورة “مونيك نجوين”: يتحدث المرضى عن الأعراض نفسها تقريبا، فلديهم عيون دامعة أو شعور بالحرقان، وعدم وضوح الرؤية أو حتى ازدواج الصورة، وكثيرا ما يتحدثون عن إحساس بالوخز، التهيج، وزيادة الحساسية للضوء، والبعض يشعر أيضا بالصداع والدوار، وعادة ما تحدث تلك الأعراض في المساء بعد يوم عمل حيث يصبح التعب ثقيلا ومنهكا. ولكن علينا أن نميز بين الأنواع المختلفة للإجهاد البصري: هناك الإرهاق وهناك التعب: التعب متصل بالعمل على الشاشة ويتناسب طرديا مع الوقت الذي يُقضي أمامها، بل أيضا نوعية رؤية الشخص هذا الشعور يمكن أن يأخذ ثلاثة أشكال: 1- إجهاد البصر: هذه الظاهرة هي الأكثر شيوعا مع شعور بعدم الفعالية سواء من حيث الرؤية أو الفكر، نادرا ما يوجد نقص في الحدة، ولكن غالبا ما يكون هناك خلل مجهري أكثر حيال الصور المطبوعة التي تكون غير واضحة أو بها انقسام. هذا النوع من التعب يحدث بشكل متكرر أكثر إذا لم يتم تصحيح خلل الانكسار أو طول النظر الشيخوخي. 2- إجهاد العين: حكة في العين، تهيج وشعور بجفاف العين، وترتبط هذه السمات المميزة بنقص في إفراز الدموع، لاسيما أنها تسبب مشاكل للمريض وعادة، يحدث وميض متواتر حوالي 12 إلى 20 مرة في الدقيقة، مما يتيح تشكيل شريط جديد مسيل للدموع، ولكن يقترن العمل على الشاشة مع انخفاض هذا التردد وبالتالي يحدث تجفيف لسطح العين. 3- التعب العام: ويتجلى ذلك في شكل صداع وآلام الظهر(الفقارية ) فيما يتصل بالمشاكل الوضعية، يمكن أن يكون للتعب أيضا تأثير مباشر على نوعية العمل، وهكذا تظهر العديد من الدراسات تأثيراً ضاراً على الكفاءة التي تحددها وتيرة القراءة والقدرة على دمج المعلومات. ويمكن تقدير هذه الحالة من خلال صورة ضوئية (أو متابع العين)، والذي يسمح بقياس وتحليل اتجاه النظرة من خلال تسجيل مسار العين على هدف متحرك أو استكشاف نص، ونتيجة لذلك تتناقص الكفاءة مع زيادة مدة العمل أمام الشاشة. - ما هي العوامل المسببة لإجهاد العين؟ الدكتورة “مونيك نجوين”: للحصول على نظرة فاحصة، يجب أن تتوافق أعيننا للتطوير مثل كاميرا أوتوفوكس، من دون أن يدرك ذلك أحد، تنقبض العضلات الهدبية لكي تنتفخ العدسة مما يؤدي إلى حركات غير محسوسة تعرف بالتقلبات الصغيرة، وعند النظر إلى شيء قريب لفترة طويلة، يتم إجهاد هذه العضلات الضعيفة بشكل كبير كما أنه لم يتم تصميم أعيننا لتُثبَّت علي المسافة ذاتها لعدة ساعات، ثم تتعطل تلك التقلبات الصغيرة مما يتسبب في إجهاد العين. -كيف نحد من هذه الظاهرة؟ قبل أي شيء، يجب أن نتحقق من خلال استعراض دقيق أنه ليس هناك مشاكل في الرؤية غير قابلة للتصحيح، وضمان أن تصحيح العين من خلال النظارات هو الحل الأمثل والمتوازن، وبعد ذلك يجب الكشف وإعادة التأهيل من خلال جلسات تقويم البصر من أي اضطراب في عملية الدمج بين العينين أو عدم التقارب، وجدير بالذكر أن الإطارات والعدسات صارت الآن أخف وزنا وهذه النظارات يمكنها علاج الوهج ” antireflet”، ومضادة للخدش والأشعة فوق البنفسجية، مما يحسن من الراحة البصرية إلى حد كبير. بعد ذلك، من المهم جدا تجهيز بيئة العمل بشكل صحيح، حذارِ من الوهج والانعكاسات على الشاشات، ووضع الأضواء في موضع غير صحيح، وعلينا أن نتذكر ونكرر باستمرار أنه يجب علينا الجلوس بشكل مريح، ونجلس جيدا، وموضع العمل يجب أن يكون مضاءً جيدا وعلي ارتفاع مناسب للحد من تعب العين كما يجب علينا أيضا تغيير موضع القراءة، وأخذ فترات راحة قصيرة لتجنب التركيز دائما على الوضع نفسه وتشارك أيضا الأجواء مثل الدخان والمكاتب المكيفة في إجهاد العين، حيث يتغير شريط الدموع التي لا تتجدد بالفعل على الأقل في وقت التثبيت. - هل هناك أي علاج محدد أو تصويبات؟ الدكتورة “مونيك نجوين”: هناك العديد من الفيتامينات أو كوكتيلات العناصر النزرة لمنع إجهاد العين، ولكن الآن هناك نقص في الدراسات الموضوعية لتأكيد هذه الفوائد. بالإضافة إلى ذلك، هذه المنتجات باهظة الثمن يجب أن تؤخذ في كثير من الأحيان لفترة طويلة للحصول علي أي فائدة، علي النقيض الدموع الاصطناعية أو المواد الهلامية توفر بعض الراحة الحقيقية. أخيرا، هناك مؤخرا عدسة جديدة تصحيحية مضادة لإجهاد العين، على وجه التحديد، هذه العدسة تصحح الرؤية من مسافة اعتيادية، ومن خلال تأثير مُكبّر قليلا ومدرج في العدسة، فإنه يسمح بإعادة التوازن للنظام التوافقي للمريض عندما يتعرض للإنهاك خلال التثبيث البصري المستمر. هذه العدسات الجديدة “Essilor Anti-FatigueTM” المخصصة لمكافحة التعب ليست عدسة متدرجة مثل تلك المخصصة للأشخاص الذين يعانون من طول النظر الشيخوخي، ولكنها عدسة رؤية تصحيحية واحدة يمكن أن تخفف من الجهد التوافقي للأشخاص تحت 45 عاما والذين يعانون من إجهاد العين في وقت التثبيت المتواصل، والميزة هي الحد من التزود بنظارة واحدة من شأنها تلبية الاحتياجات اليومية المتباينة.

المراجع

sehha.co/art/details-5397.htmlالموسوعة الطبية العربية

التصانيف

حياة