الييدية وآدابها، اللغة. الييدية هي لغة يهود أوروبا. وقد تطورت خلال القرنين العاشر والحادي عشر الميلاديين من عدة لغات منها الألمانية والعبرية والآرامية والفرنسية والإيطالية.
وقد استوعبت الييدية عناصر من مختلف اللغات السلافية عند بداية هجرة اليهود إلى أوروبا الشرقية في القرن الرابع عشر الميلادي. وعندما استقر آلاف اليهود الأوروبيين في القارات الأخرى، في نهاية القرن التاسع عشر الميلادي، اتصلت اللغة الييدية بعدة لغات، خاصة الإنجليزية. كما اقتبست الييدية من الإنجليزية، وأعطتها كثيرًا من التعبيرات.
بدأ الأدب الييدي في نهاية القرن الثالث عشر الميلادي. واعتمدت أكثر الأعمال الييدية على تراث الديانة اليهودية، وذلك حتى عام 1800م. وتضمَّنَت هذه المؤلفات الشعر الديني الذي يهدي إلى شعائر وعادات وأشعار تتعلّق بموضوعات التوراة. وقد كُتِبَت الأعمال المتعلقة بالأخلاق باللغة الييدية لأولئك الذين لا يستطيعون قراءة العبرية، التي هي لغة اليهود في الدراسة والصلاة.
وقد أصدر بعض كُتَّاب الييدية أعمالاً ليست دينية، مثل الأشعار الرّومانسية، والتاريخية التي تتحدّث عن الحوادث المحلية.
وبدأ الأدب الييدي الحديث يتطور في القرن التاسع عشر الميلادي، خلال حركة الثقافة والأدب اليهودي المسماه بالهاسكالة، أي حركة التنوير الفلسفية في القرن التاسع عشر. وحاول المصلحون في الهاسكالة نشر الثقافة الأوروبية الحديثة بين اليهود، وكتبوا المقطوعات الهجائية الييدية التي تَكْشِفُ عمّا يعتقدونه من خرافات دينية.
ويحتلّ ثلاثة مؤلفين عاشوا في نهاية القرن التاسع عشر ومستهل القرن العشرين الميلادي، منزلة أول رموز مهمة في الأدب الييدي الحديث.كان أحدهم شولوم اليشيم، وهو ساخر كان اسمه الحقيقي سولومون رابينوفيتس.
أما الآخران، فهما بائع الكتب مينديل، الاسم المستعار لشالوم يعقوب أبراموفيتش، وإسحق لايبوش بيريز. استخدم هؤلاء المؤلّفون ثقافة المدينة اليهودية خلفية وإطارًا لمعظم أعمالهم. وتروي قصصهم الدرامية، وبعض القصص القصيرة، عن الصراعات الاجتماعية داخل المجتمع اليهودي، كما تصف مؤلفاتهم التحديات التي تواجه التراث اليهودي في العالم غير اليهودي.
وازدهر الأدب الييدي بعد الحرب العالمية الأولى (1914-1918م)، في كل من بولندا والاتحاد السوفييتي (سابقًا) والولايات المتحدة.
وتضَمَّنت قائمة أبرز كتَّاب هذه الفترة، شوليم أش من بولندا، وديفيد بيرجيلسون من الاتحاد السوفييتي (سابقًا)، وموشي لايب هالبيرن من الولايات المتحدة. وقد هاجر كثير من الكتَّاب الييديين أثناء الحرب العالمية الثانية (1939-1945م) أو ماتوا.
وتعتبر إسرائيل (فلسطين المحتلة) والولايات المتحدة من أهم مراكز الأدب الييدي. كما توجد مر اكز ييدية في أستراليا، وكندا، و جنوب إفريقيا، وعدة دول في أمريكا الجنوبية. وأصبح الكاتب الأمريكي البولندي المولد إسحق باشيفز سنجر أول كاتب ييدي يتسلّم جائزة نوبل في الأدب في عام 1978م.
المراجع
الموسوعه العربية العالمية
التصانيف
تصنيف :اصطلاحات