المشروع الإيراني إلى أين؟ لا يختلف أحد عن وجود مشروع لإيران وامتداد إيراني في المنطقة بشكل أو بآخر، وإن اختلفوا في توصيف هذا المشروع، بحيز ضيق يختلف و يتصارع، هذا المشروع لدى البعض هو " إمبراطورية فارسية " ولدى البعض الآخر امتداد لسلطة " ولاية الفقيه"، فيما يحاول الموالون لإيران أو المعجبون بها تسويق هذا المشروع على أنه مشروع أممي حضاري للإسلام والمسلمين تنقصه المقومات بسبب الأنظمة الفاشية التي استعمرت العالم العربي والإسلامي. أمس 30 يناير - كانون الثاني 2012، ذكر الشيخ صبحي الطفيلي الأمين العام السابق لحزب الله بلقائه مع قناة MTVاللبنانية، والذي تم إقصاؤه معلومات تذكر لأول مرة عن التدخل الإيراني في لبنان وسعيهم لا لمقاومة وإنما لما سماه " إمبراطورية فارسية لا تسعى لمصلحة المسلمين الشيعة " ضارباً مثالاً على المساندة الإيرانية للأرمن في حربهم ضد أذربيجان ذات الأغلبية الشيعية فقال: " إيران قامت بنصرة الأرمن على شيعة أذربيجان وأنا سألت يومها وزير الخارجية الإيراني فأجابني بقضايا سياسيّة، لذا فهم لا يهتمون للشيعة وإنما لسياستهم. " المشروع الإيراني، قد استغل مقاومة حزب الله للاحتلال الإسرائيلي في جنوب لبنان، في تضخيم دور إيران وصنع لوبي موالي لإيران في المنطقة العربية باعتبارها تقف ضد الصهيونية والغرب على عكس القيادات العربية كلها، كما نوه الشيخ صبحي الطفيلي الأمين العام السابق لحزب الله ذلك في لقاءه السابق ذكره " سمعت في الراديو يوماً عن خبر معارك وحرب اشتعلت مع إسرائيل ببيان أنا لم أصدره فاتصلت بالإذاعة (حزب الله) فقالوا: إن مكتبي هو مصدر لهذا البيان، وعندما سألت الإيرانيين الذين أصدروا هذا البيان أخبروني انه رد على " لقاء قمة عربي يعقد في هذه الأيام "، كان رد الشيخ صبحي الطفيلي أن قال: " من هنا أكلت فلسطين؛ لأن القدس ليست لعبة بين الحكام وإن كان لإيران مشاريع في الخليج فهي لا تدار من هنا، كل المشاريع يجب أن تكون في خدمة فلسطين، إيران لديها مشروع إمبراطوريّة فارسيّة والشيعة وقود فقط، فهؤلاء لا يهتمون خارج إيران إلا بقدر ما يستفيد الداخل. " دور إيران في لبنان كما ذكره السيد الأمين العام السابق لحزب الله الشيخ صبحي الطفيلي: كان دوراً يسعى لإيقاظ وتزكية وشحن روح الفتنة ليس بين السنة والشيعة وحسب بل بين الشيعة أنفسهم فاتهمهم بشكل مباشر في تورط مبعوثي طهران لحزب الله في المعارك الحرب التي اشتعلت بين حركتين شيعيتين (حركة أمل وحزب الله)، وإزكاء الاحتقان في الشارع الشيعي ودور حزب الله بتوجيهات إيرانية في إسقاط حكومة سعد الحريري، لاستبدالها بحكومة موالية لهم. المشروع الإيراني وتصفية المرجعيات: المشروع الإيراني سعى لإخماد المرجعيات الشيعية في الوطن العربي، صوتاً ومعنىً وروحاً، كما سعى في نفس الوقت إلى تصفية المعارضين له ولسياساته واستبدالها بمرجعيات موالية له، تنفس سياساته وتلعب بمنهجياته وترعى مصالحه لترمى له أسساً سياسية، وامتدادات حيوية في الدول العربية. وتعرض العديد من هذه المرجعيات إلى محاولات تصفية مثل العلامة الشيعي والمرجعية محمد حسين فضل الله، ومحاولة الاغتيال التي تمت للأمين العام السابق لحزب الله الشيخ " صبحي الطفيلي " والذي اتهم فيها إيران والإقصاء الذي حدث لكل المرجعيات الشيعية التي عارضت التدخل الإيراني والبدع الإيرانية التي استوردت لتجعل من الشيعة العرب سلاحاً وامتداداً لإيران مثل " ولاية الفقية " مما أدى لإقصاء و(عزل) العالم الكبير المفتي الشيعي والمرجعية الشيخ على الأمين (بقوة السلاح) دفع هذا الظهور الواضح لإيران كقوة اقتصادية وإعلامية وتدعم طرفاً كبيراً من المقاومة إلى أن تصنع امتداداً متعاطفاً معها في الشارع العربي، مما شكل أداة ضغط كبيرة على النظم العربية التي كانت تخاف أن تدعم المقاومة الشرعية في فلسطين أو لبنان، أو تأنف من دعمها، فشكل نوعاً من الثقل امتداداً سياسياً معارضاً في هذه الدول العربية، تبعتها انحيازات لأطراف من معارضة هذه الأنظمة لجانب إيران، وامتداداً إعلامياً للجانب الشيعي إن وجد، حتى تمتعت إيران بقوة تحريك الشيعة في بعض هذه الدول ضد الأنظمة كمعارضة طائفية، مما دفع هذه الأنظمة إلى الارتماء في أحضان الغرب باعتباره عدواً (طبيعياً) لإيران، فيما قد يسمى (الفخ الإيراني - الغربي لخداع الأنظمة العربية)، ولكن كل ذلك قدر له أن يتغير بعد الثورات العربية. إيران والثورات العربية. إيران كانت منذ بداية الثورات العربية تتهم الثورات العربية بأنها تحركها أمريكا والغرب، بشكل ضمني حيناً وفج مكشوف أحياناً في إعلامها الفارسي والذي تتسرب منه بعض المفاهيم عن طريق موالين لإيران في الإعلام العربي والتركي (كما شهدت بنفسي عن طريق موالين لهم)، ويبدو أن هذا التشويه الداخلي المتعمد كان بسبب أن إيران كانت قد تعرضت لثورة، من طبقتها الارستقراطية المخملية، والتي حجبت فيها تويتر والفيس بوك واليوتيوب وأطلق قناصتها رصاصاً حياً فقتلوا العشرات من المتظاهرين في انتفاضة دموية هزت العالم خصوصاً عندما انقطعت أخبارها، فيبدو أن هذا هي وسيلة إيران لمحاولتها استباق أي ثورة أو انتفاضة قد تظهر في جانبها باتهام أي ثورة أخرى بالعمالة. هذا الاتهام بالحراك الأمريكي للثورات العربية، كان ضمنياً في جميع الثورات العربية، حتى أتت ثورة سوريا، فلم يتوان النظام الإيراني عن إشهار هذا المفهوم وإعلانه وتكثيف دعمه للنظام السوري الأسدي الذي قيل انه مصحوب بالعسكريين والمرتزقة الذين يشاركون في القتل ضد المدنين السوريين. بإيران، في مؤتمرها المنعقد أو ندوتها التي نظمتها لشباب (الربيع العربي) تحت عنوان الصحوة الإسلامية، والتي يصر فيها النظام الإيراني على أن هذه الثورات العربية مستلهمة من الثورة (الإيرانية) تحاول إيران خلق امتداد جديد بتودد نحو الثورات العربية ولا عجب أن يتغير موقفها من سوريا إثر سقوط نظام بشار الأسد أيضاً هذا الموقف، باختيار مجموعة من الشباب المنتقون بعناية من جميع الدول العربية التي لم تنضج ثوراتها العربية بعض ومحاولة (إلهام وإيهام) الداخل الإيراني قبل الخارج العربي أن ثوارتهم مستلهمة من إيران هو تزوير واضح وزور فاضح لتبرير التدخل الإيراني الإعلامي بعد أن سد على نفسه أبواب متابعة الثورات العربية باعتبارها (ثورات إسرائيلية، أمريكية)، لربما هذا السبب الذي كانت إيران تبرره لمساندتها القذافي، بالأسلحة والنفط المشروع الإيراني لن يتوقف على الإطلاق بمجرد مؤتمر " الصحوة الإسلامية "، فهم يحتاجون امتداداً ناشطاً موالياً لإيران لتفعيل المشروع داخل الدول العربية التي ثارت، فلن يقف بمؤتمر واحد أو ندوة واحدة بل سيتم تجاوزه إلى ندوات ومؤتمرات أخرى وربما الكثير من المنح الدراسية والانفتاح المفاجئ على هذه الدول الثورية مثل ليبيا ومصر، تونس واليمن، وغيرها وقريباً سوريا حيث يتوقع المحللون أن تتخلى إيران عن بشار الأسد كما ستتخلى روسيا عنه في سبيل مصالحها الإستراتيجية وصورتها التي اهتزت في العالم كله. ماذا تريد إيران من المنطقة العربية؟؟ 1 - إصلاح الخطأ الكبير الذي ارتكبته بعداوتها الداخلية إعلاميا لثورات كانت أقرب ما تكون إلى ثورة قمعتها. 2 - إيجاد بدائل وإكساب عملائها الجدد شرعية لصيانة امتدادات إيران في الدول العربية. 3 - إصلاح الضعف الذي اعترى الموقف الإيراني إثر كشف وجهها الحقيقي وفضح موقفها وسياسيتها التي لم تختلف عن طغاتنا المحليين. 4 - تكوين طبقة أخرى من الموالين لها ولسياساتها محسوبين على الثورات العربية. 5 - الاستعداد لإعلان المذهب الشيعي مذهباً رسمياً مسيايراً للمذاهب السنية في البلاد ولهذا تحتاج إيران لغطاء التقارب بين الثورات العربية. رسالة إلى إيران: إلى ملالي إيران، ثوراتنا العربية، لا تحو محاكم التفتيش التي قتلتم فيها كل ضباط الشاه وأعدمتم فيها عشرات الآلاف. إلى ملالي إيران: ثوراتنا العربية، لم تبدأ بحصار سفارة واحتجاز رهائن، لترهب وترعب العالم فيرضخ. إلى ملالي إيران: ثوراتنا العربية، لا تحمل أي تميز بين الطوائف أو المذاهب على عكسكم فعندما يكون في إيران مساجد لأهل السنة وهم أكثر من 6 مليون نسمة، تستطيعوا أن تقولوا أن ثورتكم قد بدأ حالها ينصلح لتتشبه بالثورات العربية. إلى ملالي إيران، كنتم ولازلت في صف الطغاة القتلة في هذا الزلزال العربي وأنتم أول من سن سنة القناصة لتقتل المتظاهرين وعلم الأنظمة كيف تتعامل لتقطع الانترنت والاتصالات في إخمادكم لثورة بدأت تحدث ضد طغيانكم واعتقالكم عشرات الآلاف من أبناء شعبكم ممن لم يطلق سراحه حتى الآن. إلى ملالي إيران: أنتم من يدعم السفاح الجزار القاتل بشار الأسد، بالمرتزقة قبل الدعم الإعلامي المعنوي وحولتم ثورة شعب إلى مذابح، بضغط من طائفيتكم وقبليتكم المريضة، تحت بند مؤامرتكم المزعومة (والتي يبدو أنكم نسيتم أنكم من قتل المقاومة في جنوب لبنان وفتح أتون المعارك بين حركتي أمل وحزب الله، اتفق مع إسرائيل لإنهاء المقاومة والممانعة لتحولوا حزب إلى مجرد شرطي حدود ليحمى حدود الدولة العبرية؟) إلى ملالي إيران: ندعوكم نحن شباب الربيع العربي، إلى أن تختاروا ما هو أكبر وأكثر من الاسم " الصحوة الإسلامية " الذي اخترتموه لتحاولوا التدخل في شؤوننا، فأنتم " كصحوة فارسية " تدخلت في سوريا ولبنان بما فيه الكفاية، وأنتم لست أهلا لقيادة أهل الشيعة وأنتم تستغلونهم لمصالحكم وسياساتكم ولسيادتكم أنتم. أدعوكم أن تتشبهوا أنتم بنا لا أن نتشبه نحن بكم فأنتم من دعم نظاما شبيها بحكمكم نظام القذافي.

المراجع

islamselect.net/mat/94769"المختار الاسلامي

التصانيف

سياسة