روسيا الكيان لا الدولة (الاتحاد السوفيتي سابقاً)، والذي تسبب بأكثر دمار وقتل وتصفية بشرية للمعارضين في تاريخ البشرية، لا تزال لا توارى دعمها للطغاة العرب، كأنما لا تزال امتدادا للكيان الشيوعي الأحمر الذي ربطته علاقة غير شرعية مع الطغاة العرب ليتبادلوا أسرار القهر والاغتصاب وانتهاك حريات الشعوب. روسيا، كانت إحدى الدول القليلة التي دعمت وحشية القذافي تجاه أحرار ليبيا في ثورتهم المباركة والتي ما فتئت تأخذ موقفاً مضاداً للثورات العربية، كأنما تستنكر للعرب أن يهبوا ليطلبوا حريتهم وتستكثر عليهم حقوقهم، وكيف لا وروسيا لا تزال امتدادا للعقلية السوفيتية في القتل والترهيب والانتهاك في الداغستان والشيشان وغيرها. روسيا: هي أحد أقطاب نشر فكر المؤامرة، عن الثورات (الأمريكية) التي تجتاح الوطن العربي، لكأنما محمد البوعزيزي قد أخذ أمراً أمريكياً؛ لشعل نفسه ليشعل العالم، روسيا بصحافتها الكاذبة الصفراء أيضاً لا تتورع عن اتهام ملايين المصريين ممن تظاهروا في مصر في ثورة 25 يناير أنهم غير مصريين. روسيا عن طريق إعلامها الرسمي لم تتورع عن نشر الأكاذيب عن الثورات العربية خصوصاً الليبية في محاولة لتبرير (احتلال) ليبيا من قبل الناتو الذي يتسلم ليبيا من بعض (الخونة) المجلس الوطني الانتقالي (كما يريد إيهام المتابع والقارئ)، روسيا اليوم غير ذات مصداقية حقيقية في الشارع العربي ولكنها جزء صغير عن التعبير الحقيقي لما يحدث في الناحية الأخرى من الإعلام الحكومي والموالي للحكومة الروسية. عن الدعم الروسي للقذافي بليبيا: روسيا دعمت القذافي بما هو اكبر من الوقوف بصفه في مواجهة مجلس الأمن في مسرحية دعم هزلية ولتبرر ذلك لداخلها المشتعل قررت أن تلعب أنها ضد احتلال الناتو لليبيا والتدخل الغربي. روسيا: كانت إحدى الدول التي عمل بها عملاء القذافي من اللجان الثورية براحة بال بدأت بتهديد وابتزاز الطلاب الليبيين من أطباء ومهندسين وباحثين يدرسون بليبيا بعدم الانضمام أو دعم انتفاضة وثورة 17 فبراير. عملاء القذافي من اللجان الثورية تمادوا لما هو أكثر من تهديد الطلبة الليبيين، إلى تجنيد المرتزقة المحترفين من روسيا وأوكرانيا؛ ليقاتلوا مقاتلة محترفين في صفوف القذافي. ظلت روسيا على ولائها لنظام القذافي، حتى انقلبت فجأة ضده لتطالبه بالتخلي عن السلطة عندما تأزمت المعارك ضده وبدأ الانهيار العسكري الحقيقي لنظامه، وكان انقلابها بضغوط أيضاً حيث فقط امتنعت عن التصويت في مجلس الأمن مما مكن أعضاء المجلس من تمرير قرار مجلس الأمن بشن حملة عسكرية على قوات القذافي. روسيا كانت ضد الثورة الليبية بامتياز، حتى عند سقوط القذافي، أشعلت حملة بسبب مقتله واتهم إعلامها الحكومي الرسمي قوات أمريكية خاصة بتصفيته، وطالبت بفتح تحقيق دولي في مقتله، طالب بذلك رئيس الوزراء الروسي بوتين ووزير خارجيته بنفسه، سقوط القذافي ونظامه كلف روسيا عشرات المليارات من صفقات أسلحة كان القذافي يعتزم إنهاك واستنزاف حقوق الشعب الليبي؛ لتقوية كتائبة والنزاعات التي يمولها في الدول الإفريقية بالأسلحة الروسية، كما كلف الحكومة الروسية عقوداً كان القذافي أبرمها معهم بشأن التنقيب عن النفط والغاز وبناء مؤسسات ومصانع عملاقه ليس فقط في ليبيا وإنما في الدول الإفريقية النامية التي كان القذافي يسيطر عليها اقتصادياً. روسيا خسرت حليفاً بسقوط القذافي ولكنها خسرت أيضاً صديقاً هاماً وهو الشعب الليبي الحر الذي لن ينسى دعم الحكومة الروسية للطاغية المختل القذافي. ولا تزال روسيا تدعم طاغية آخر وتسوق لداخلها عن المؤامرة المحاكة ضده من الغرب والناتو ( ألا وهو بشار الأسد ونظامه المتهاوي المريض) الحكومة الروسية لا تزال تبهرنا دوماً برهانها على الخاسرين الطغاة. في المظاهرات التي كادت أن تنقلب ثورة ضد الحكومة الروسية، والتي اشتعلت في آخر سنة 2011 بسبب التزوير الذي شاب الانتخابات التشريعية كما يقول المحتجون، تنبأ المحتجون ضد الحكومة الروسية لبويتن مصيراً مثل مصير القذافي، فيما تبادل النشطاء على الانترنت صورة له في زى اشتهر به القذافي. الخطاب الإعلامي للحكومة الروسية لم يخدع الداخل ولكنه يبدو بشكل أو بآخر يخدع الداخل العربي نوعاً ما وبعض أجزاء الداخل التركي الذي يترجم بعض المفاهيم والأخبار من روسيا كما تتسرب له أفكار نظرية المؤامرة المريضة التي تهدف إلى تشويه طالبي الحقوق في الثورات العربية. الدعم الروسي لنظام بشار الأسد: الحكومة الروسية لا تدعم نظام الأسد المتهاوي من فراغ، بل هي مجرد مصالح خصوصاً أن التبريرات الإعلامية الساذجة التي يسوقها الإعلام الروسي بالداخل لم تتطور عن ما ساقوه لتبرير دعمهم للقذافي (الناتو، الاحتلال الغربي، المؤامرة)، ولكنها أضافت لها صبغة المقاومة أو الممانعة لنظام بشار الأسد لإسرائيل، (كأنما الحكومة الروسية هي عدو لإسرائيل) وليس الحقيقة العكس. الحكومة الروسية هي مجرد سمسار قذر لحق وبامتياز في مجلس الأمن كما الصين أيضا يعطى هذا الحق لمن يدفع أكثر فامتياز التصويت الخاص بها هو كامتياز العاهرة التي تبيع نفسها لمن يدفع، فمن يدفع للحكومة الروسية. الإجابة بعيداً عن المسرحيات الهزلية الإعلامية والصيغ المؤامراتية الفتاكة للإعلام الروسي الحكومي والذي يتسلل إلى العرب عن طريق إيران كما بعض الموالين لروسيا في الساحة العربية، هي أن طرفاً يهمه ومن مصلحته بقاء النظام الأسدي السوري الطاغي في السلطة؛ ليحميه بشكل أو بآخر كما فعل منذ أن سرق سوريا واستولى على الحكم. إسرائيل يهمها بقاء بشار الأسد الذي لا يوجد بديل له حتى الآن ممن يضمن لإسرائيل أمنها وأمانها كما فعل هو ومن قبله أباه، فبعيداً عن مسرحيات الممانعة الهزلية واحتضان المقاومة، لم يدعم النظام السوري أي مقاومة ضد الكيان الصهيوني على الإطلاق بشكل حقيقي غير بعض تصريحات الممانعة واحتضان (مكاتب إدارية) لمجموعات سياسية، بعيدا عن الدعم الحقيقي المطلوب، مما عده الكثيرين عملية استئناس للمقاومة في مرحلة ما. إسرائيل وغيرها ممن يدعم إسرائيل هم من يحرك روسيا لتضمن أن لا أحد سيمس النظام الأسدي عن طريق مجلس الأمن أو غيره حتى إيجاد بديل حقيقي يضمن (سلاماً) و يرضى حتى بعدم استرداد الجولان المحتلة. عن الحكومة الروسية: الحكومة الروسية تقبض مئات الملايين في كل بيان وكل تصريح ضد الثورات العربية وخصوصاً الثورة السورية، إن لم تقبض من الطغاة فإنها تقبض بشكل أو بآخر ممن يهمها أن لا يزاح هؤلاء الطغاة، ولهذا حدث التزوير في الفترة الماضية في الانتخابات الروسية لضمان أن تظل بطانة مؤيدة للحكومة الروسية حتى تنتعي فترة تسوق ما يسمى لهم بالربيع العربي لزيادة أحجام الخزائن الخاصة لأصحاب القرار. الحكومة الروسية دمرت ببلاهة علاقاتها بشعوب تحررت كما تدمر الآن علاقاتها بشعوب لم تتحرر بعد مثل الشعب السوري بدعمها للطاغية بشار الأسد ونظامه المسعور المجنون. الحكومة الروسية كانت تعيش في عسل وهناء بصمت عربي (إسلامي) على انتهاكها لحقوق المسلمين لسنوات طوال خصوصاً بعد سقوط الاتحاد السوفيتي ومذابح في الدول المجاورة لها ضد المسلمين العزل مما أدى إلى تنامي حركات المقاومة في هذه البلاد حيث اشترت صمت العرب والأنظمة عن هذه المذابح. روسيا تخاف من أن لا تستطيع التحرك لقهر الشعوب المسلمة التي تعيش تحت حكومتها اللصة خوفاً من أن تتعرض لتدويل ما تقوم به من انتهاكات بسبب أحرار الثورات العربية ففضلت الالتصاق بالطغاة القتلة فضلاً عن الشعوب المقهورة التي قيد لها الله أن تتحرر. بعد أن قامت الحكومة الروسية بتجنيد العديد من المسلمين الروس ليعملوا لصالحها من المرجح أن تستغلهم وتمررهم ليصبحوا واجهاتها في طلب ود الحكومات العربية الجديدة في ما بعد الثورات العربية وقد تحررت البلاد العربية من طغاتها وعملائها وقتلتها. فمن المتوقع أن يكون عملائها الجدد ذو واجهة ومسحة إسلامية (قامت السلطات الروسية بتجنيدهم)، يجيدون العربية، ويحاولون تمرير أنفسهم على أنهم مسلمون (أحرار) يعيشون كمواطنين روس بكرامة وعزة في روسيا، أو إحدى الدول التابعة لها. الحكومة الروسية وقد تعلمت الدرس في استئناس المسلمين والإسلاميين لديها حتى تقوم بمنع وإجهاض أو تأخير أي محاولة نهوض لديهم، أو أي طلب للاستقلال والتحرر من سلطتها وهو الشرف الذي نالته جورجيا وأرمينا وغيرها (ربما لأنها ليسوا مسلمين)، تحاول أن تستغلهم الآن هؤلاء المستأنسون (المستنسخون) ليصبحوا لسانها وواجهتها لخداع العالم المتحرر لينسى ماذا فعلت روسيا لهؤلاء الطغاة من دعم و كيف رعتهم و نمتهم حتى نهشوا في دماء ولحوم وجثث أبنائنا. نحن لن ننسى أبداً أن روسيا دعمت ورعت طغاتنا لعقود من القهر والكبت والإرهاب، ولن ننسى أن روسيا تضطهد المسلمين في روسيا نفسها وقتلت ولا تزال تقتل منهم الآلاف، ولكن الروس يراهنون على الذاكرة العربية القصيرة الأمد لتحاول التدخل في شئوننا وحياتنا بعد الثورات التي أزاحت أصدقائهم السابقين الطغاة من تحكم سادي مريض، روسيا بلا ديموقراطية حقيقية كدولة قد تدعوا لنفسها حق أن تتدخل في السياسات العربية للدول المحررة مرة أخرى فسحقا لهم. الحكومات الروسية منذ العهد القيصري، و حتى هذه اللحظة لم تقدم خيرا للعرب، وأثبتت أنها ستكون دوماً ضد حريته وسعيه لنيل حقوقه وكرامته. فهل تنسى الشعوب المحررة الدور الروسي في دعم القتلة ضد الضحايا والذي لا تزال تمارسه حتى هذه اللحظة ضد الشعب السوري لصالح القاتل بشار الأسد؟؟؟

المراجع

islamselect.net/mat/94720"المختار الاسلامي

التصانيف

سياسة