إن الأدعية المأثورة تحتل - بالإضافة إلى قيمتها الروحية وحقيقتها المعنوية - أعلى مكانة أدبية وأرفعها، وإنها درر الأدب اليتيمة، وآثاره النادر الخالدة التي ينقطع نظيرها في المكتبات الأدبية البشرية بأسرها.
هناك رسائل شخصية قد نالت من نقّاد الأدب مكانة كبيرة، لأنها تحمل سذاجة، وتتنزه عن التصنع، وتعبّر عن عواطف القلب تعبيراً صادقاً، بيد أنه قد فاتهم أن يدركوا أن هناك نوعاً من الأدب يحمل من السذاجة والحقيقة مالا تحمله الرسائل والكتابات، وتصبح هناك المصطلحات اللغوية بأنواعها هباء منثوراً حينما يصب فيها المتكلم عصارة قلبه، ويعبّر لسانه عن القلب بأصح ما يكون وأصدق ما يتصور، ويستغني المتكلم عن الترحيب والتحبيذ، والإشادة والتقدير، ولا يحسب حساباً للسامع، بل يخاطب قلبه، ويتناجى مع مشاعره، ويتحدث مع عواطفه، هذا النوع من الأدب الرفيع هو "الدعاء" و"المناجاة".
الإخلاص والصدق والواقعية من أهم عناصر الأدب:
إن من أهم عناصر الأدب: الإخلاص والصدق، وهما اللذان ظل يتغافل عنهما معظم نقاد الأدب، واللذان يهبان الأدب روحاً وقوة وحيوية، ويجعلانه حقيقة أبدية خالدة، وقد اتسم "الدعاء" و"المناجاة" بهذين العنصرين مالم يتسم – ولا يمكن أن يتسم - به أي نوع من أنواع الأدب، فكيف إذا كان الداعي والمناجي رقيق القلب، وجريح الكبد، وله كل نصيبه من القدرة على التعبير عن أمله بأنواع الأساليب؟.
إن الكلمات الصادرة عن لسانه ستكون – ولا شك - معجزة من الأدب، لأنها أفلاذ كبده، وقطع قلبه، ودموع عينيه، وسوف تملك القلوب، وتبكي آلاف البشر قروناً طوالاً، أما إذا كانت هذه الكلمات قد جرت على لسان تكرر عليه الوحي الإلهي، وامتلك ناصية البلاغة وعنان الفصاحة، فلا تسأل عن تأثيرها وإعجازها!.
الدعاء الذي دعاه النبي صلى الله عليه وسلم في الطائف:
تعالوا نلق نظرة على الأدعية التي أثرت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في دواوين الأحاديث وكتب التاريخ والسير، ولننظر: هل يستطيع أحدنا – مهما بلغ تضلّعه من الأدب، وبراعته في الفنون الأدبية والأساليب البيانية – أن يأتي- وهو يريد أن يبدي عجزه وضعفه ويصور فقره واحتياجه، ويستجلب رحمة ربه، ويستمطر سحابة كرمه – بكلمات أشد منها تأثيراً، وأدق منها دلالة على المعاني، وأكثر منها قلة في المباني، وأحسن منها وقعاً في النفوس وجذباً للقلوب وسحراً للأذهان والعقول.
تصور سفره صلى الله عليه وسلم إلى الطائف، وما يحفّه، وأرسل النظر إلى قلب المسافر المنكسر، وقدميه المتضرجتين بالدم، واقرأ قوله في هذه البيئة الظالمة الخانقة:
"اللهم إليك أشكو ضعف قوتي، وقلة حيلتي، وهواني على الناس، ربَّ المستضعفين! إلى من تكلني؟ إلى بعيد يتجهمني، أو إلى عدو ملّكته أمري، إن لم يكن بك عليّ غضب فلا أبالي، غير أن عافيتك هي أوسع لي، أعوذ بنور وجهك الذي أشرقت له الظلمات وصلح عليه أمر الدنيا والآخرة، من أن يحل بي غضبك أو ينزل عليّ سخطك، لك العتبى حتى ترضى ولا حول ولا قوة إلا بك"(1).
فهل تستطيع أن تأتي – وقد تكيفت نفسك بهذه الكيفية العجيبة - بكلمات أحسن منها وأوقع؟ أو هل تقدر مكتبات العالم الأدبية الغنية على أن تسعفك بألفاظ أكثر منها رشاقة، وأحسن منها صياغة؟!.
الدعاء الذي دعاه في ميدان عرفات:
وتصور كذلك ميدان عرفات، وما حوله من مئة وعشرين ألفاً من الداعين المبتهلين والخاشعين المنصتين، وهو يدوي بأصداء "لبيك اللهم لبيك" ويتجاوب مع أدعية الحجاج الكرام، وقد تجلت فيه صمدية الأحد الصمد، وعظمته وجبروته، ترى في هذا الحشد العظيم الكريم "رجلاً" حاسراً عن رأسه، لابساً إحرامه – فداه أبي وأمي - يحمل على عاتقه مسؤولية البشرية جمعاء، ويشاهد عظمة الإله وكبرياءه، أكثر من كل من يستطيع هذه المشاهدة، ويطلع على عجز الإنسان وضعفه وعيّه أكثر من كل من يقدر على هذا الاطلاع، في هذا الجو الرهيب المهيب يدوي بصوته الأرجاء، فيسمعه السامعون:
"اللهم إنك تسمع كلامي، وترى مكاني، وتعلم سرّي وعلانيتي، لا يخفى عليك شيء من أمري، وأنا البائس الفقير، المستغيث المستجير، الوجل المشفق، المقرّ المعترف بذنبي، أسألك مسألة المسكين، وأبتهل إليك ابتهال المذنب الذليل، وأدعوك دعاء الخائف الضرير، فاضت لك عبرته وذلّ لك جسمه، ورغم لك أنفه، اللهم لا تجعلني بدعائك شقياً، وكن رؤوفاً رحيماً، يا خير المسؤولين ويا خير المعطين!"(2).
فهل يستطيع الإنسان أن يجد – لكي يعبر عن كبرياء الله وعظمته، ويعترف بعجزه وضعفه، وفقره واحتياجه وقلة حيلته وهوانه، ويثير رحمة ربه، ويستجلب كرمه – كلمات أكثر منها وقعاً، وأغنى منها إخلاصاً، وأشد منها جذباً للنفوس ونفوذاً في القلوب؟
أو هل يستطيع أحدنا أن يصور كيفية قلبه، وعجزه ومسكنته، بأحسن من ذلك وأدق منه؟
وأيم الله إن هذه الكلمات لكفيلة بإثارة سحابة كرم الكريم الحقيقي، وكلما تكررها الأذهان ويجري بها اللسان تفيض العيون دموعاً، وتتراءى رحمة الإلهية مقبلة، فألف ألف صلاة وسلام على رحمة العالمين وسيد المعلمين، إذ إنه علّم لأمته هذه الأدعية الرائعة ذات الأثر البالغ والصياغة الدقيقة، وعرفنا كيف نقرع "باب الرحمة" اللهم صل وسلّم عليه وعلى عترته بعدد كل معلوم لك.
الاعتراف بعجزه وضعفه:
ولكي يستميل الإنسان، الملك المقتدر، القوي الغني، القادر المطلق، السلطان العادل، ويستجلب رحمته، وعطفه وحنانه، لا سبيل إلى ذلك إلا بالاعتراف بعجزه وضعفه، وعبوديته ونقصه، بأحسن ما يكون الاعتراف بأنه عبد الملك كابراً عن كابر، وجيلاً بعد جيل، فهو مملوك ابن مملوك..إلخ، وهو متسوّل على باب السلطان القديم، وربيب هذا النعيم العميم، والسلطان يملك نفسه وما له، وكل شيء بيده، إذاً فمن يرحم عبده ويواسيه من بعده؟
فلننظر: هل يمكن لأحد أن يأتي بهذه المقدمة "اللازمة" بأحسن مما أتى به محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم يدعو ربه فيفيض لسانه بما يلي:
"اللهم إني عبدك وابن عبدك وابن أمتك، ناصيتي بيدك، ماضٍ فيّ حكمك، عدل فيّ قضاؤك، أسألك بكل اسم هو لك سميت به نفسك، أو علمته أحداً من خلقاك، أو استأثرت به في علم الغيب عندك، أن تجعل القرآن العظيم ربيع قلبي، ونور بصري، وجلاء حزني وذهاب همي"(3).
التمثيل الصادق الجامع للحوائج البشرية:
إن حاجات الإنسان لا يأتي عليها الحصر، واختيارها صعب، واستقصاؤها أشق، إذاً فأي حاجة يسألها وأي حاجة يتركها؟ هذا شيء في منتهى الصعوبة، وغاية الحرج.
ولننظر في حاجاتنا، لو أتيح لنا فرصة سؤالها واستشباعها لواجهتنا الصعوبة في السؤال، وأعقبها التلهف والأسف، ولكن انظر كيف عبر النبي – عليه الصلاة والسلام - عن حاجيات الإنسان أدق تعبير، وكيف مثل الإنسانية كلها تمثيلاً صادقاً جامعاً شاملاً – إذا كانت هذه الإنسانية سليمة الطبع صحيحة الإدراك -:
"لا إله إلا الله الحليم الكريم، سبحان الله رب العرش العظيم، والحمد لله رب العالمين، أسألك موجبات رحمتك، وعزائم مغفرتك، والغنيمة من كل بر، والسلامة من كل إثم، لا تدع لي ذنباً إلا غفرته، ولا هماًَ إلا فرجته، ولا حاجة هي لك رضى إلا قضيتها يا أرحم الراحمين"(4).
ويقول في دعاء آخر:
"اللهم أصلح لي ديني الذي هو عصمة أمري، وأصلح لي دنياي التي فيها معاشي، وأصلح لي آخرتي التي فيها معادي، واجعل الحياة زيادة لي في كل خير، واجعل الموت راحة لي من كل شر"(5).
الراحة التي لا تنتهي، والسرور الذي لا ينفد:
ما أحرص الإنسان على الراحة واللذة، غير أنه قصير النظر، فهو يطلب اللذة الفانية ويسعى للمسرة الزائلة، والنبي صلى الله عليه وسلم يدرك ذلك فيعلم أمته من خلال أدعيته أن ما ينبغي أن يطلبه الإنسان هو اللذة الباقية، والراحة الدائمة، والمسرة في الحياة الآخرة، ولذة النظر إلى وجه الله الكريم، والشوق إلى لقائه، فيقول:
"اللهم! إني أسألك نعيماً لا ينفد، وقرة عين لا تنقطع، وأسألك الرضا بالقضاء، وبرد العيش بعد الموت، ولذة النظر إلى وجهك، والشوق إلى لقائك"(6).
الحقائق الأخلاقية والدقائق النفسية في الأدعية المأثورة:
إن الخلق الحسن أغلى نعمة بعد الإيمان، وإن الذي أخبر عن نفسه بقوله: "بعثت لأتمم مكارم الأخلاق" ما كان ليتغافل عن أهمية الأخلاق الكريمة والصفات النبيلة ويتغاضى عن خطورتها ودقتها، ولذلك ترى أن مكارم الأخلاق والترغيب فيها والتشجيع عليها، تشغل جزءاً كبيراً من الأدعية المأثورة، ويشتمل هذا الجزء على الحقائق الخلقية، والخلجات النفسية الدقيقة التي تناولها علماء الأخلاق والنفس – فعلاً- دراسة وتحليلاً.
فاقرأ أولاً دعاءً له صلى الله عليه وسلم جامعاً، ثم اقرأ الأدعية المأثورة الأخرى التي تتناول الجوانب المتنوعة للخلق البشري، يقول صلى الله عليه وسلم في دعاء له أثناء قيامه بالليل:
"اللهم اهدني لأحسن الأعمال وأحسن الأخلاق لا يهدي لأحسنها إلا أنات، وقني سيّئ الأعمال وسيّئ الأخلاق لا يقي سيئها إلا أنت"(7).
* * *
وحينما يشاهد الإنسان صورته في المرآة، يدرك اعتدال أعضائه، واتزان جسمه، وصدق قوله تعالى: (لقد خلقنا الإنسان في أحسن تقويم) فلم يفت النبي صلى الله عليه وسلم أن يشعر أمته في هذه المناسبة بأهمية الخلق الحسن، فعلّمها أن تدعو الله لتحسين الباطن بجانب تحسين الظاهر، فباجتماعهما يستحق البشر أن يكون خليفة في الأرض، فيقول صلى الله عليه وسلم وهو يرى صورته في المرآة:
"الحمد لله، اللهم كما حسّنت خَلقي فحسّن خُلقي"(8).
إن الحياة الطيبة تحتاج في تكاملها إلى إيمان، وصحة، وخلق حسن، فيقول صلى الله عليه وسلم في دعاء له:
"اللهم إني أسألك صحة في إيمان، وإيماناً في حسن الخلق"(9).
وفي دعاء آخر:
"وأسألك لساناً صادقاً، وقلباً سليماً، وخُلقاً مستقيماً"(10).
دقائق أخلاقية:
وقد دعا النبي صلى الله عليه وسلم بجانب هذه الأدعية العامة المجملة التي تتصل بمكارم الأخلاق ومحاسن الأوصاف، لبعض المحاسن الأخرى - وقد لفت بذلك انتباه الأمة للاهتمام بهذا الجانب العظيم – التي هي في غاية الدقة والخطورة وهي بمنزلة المقياس لتكامل الأخلاق، فمما يدل على كمال الأخلاق والإنسانية، والشرف والكرامة، والورع والتقوى، أن يرزق الإنسان حب الفقراء والمساكين، فقد كثر من يُجلّون الثروة وذويها ويكرمون الدنانير والدراهم وأهلها، أما الذين يحبون الفقراء والمساكين، ويعطفون على ذوي الحاجة، فهم في قلة وندرة، إلا من وفقه الله وهداه إلى مسالك الخير، يقول صلى الله عليه وسلم في دعائه:
"اللهم! إني أسألك فعل الخيرات، وترك المنكرات، وحب المساكين"(11).
* * *
لقد اعتاد الإنسان أن يستكبر نفسه، ويستصغر غيره، ولم يسلم من هذا الداء إلا أولئك الأفذاذ المخلصون الذين عصمهم الله، فتزكت نفوسهم، وتنزهت قلوبهم، والتأمل في ذلك يؤدي إلى أنه قد شذّ من يسلمون من داء الاستكبار والإعجاب، لأن ذلك الداء يتمكن من النفس من حيث لا يشعر بنو آدم، وبألوان وأشكال لا يدركها البشر، ولكي يسلم منه الإنسان يحتاج إلى العناية البالغة والاهتمام المتواصل بالدعاء، لأن إدراك هذا الداء وتشخيصه صعبان، والشفاء منه شيء غير يسير، ولذلك فسيد المخلصين يدعو لنفسه، ويعلم أمته أن تدعو لنفسها:
"اللهم! اجعلني صبوراً، واجعلني شكوراً، واجعلني في عيني صغيراً، وفي أعين الناس كبيراً"(12).
إن اتحاد الظاهر والباطن وصلاحهما من نعم الله العظمى ومن فضل الله الكبير، الذي يحتاج الحصول عليه إلى العناية الزائدة بالدعاء المخلص، يقول معلم الأخلاق صلى الله عليه وسلم:
"اللهم! طهّر قلبي من النفاق، وعملي من الرياء، ولساني من الكذب، وعيني من الخيانة، فإنك تعلم خائنة الأعين، وما تخفي الصدور"(13).
التعبير عن القلب:
لقد ناب النبي صلى الله عليه وسلم في دعائه عن كل إنسان في كل ما يحتاج إليه بأكمل ما تكون النيابة، وسوف يجد كل إنسان في كل زمان ومكان، إلى يوم يرث فيه الله الأرض ومن عليها، في دعائه صلى الله عليه وسلم تعبيراً عن قلبه، وتمثيلاً لعواطفه ومشاعره، وأسباب ارتياحٍ لقلبه، وطلباً لحاجات قلما تخطر ببال عامة البشر، اقرأ هذا الدعاء على سبيل المثال:
"اللهم! إني أعوذ بك من منكرات الأخلاق والأعمال والأهواء والأدواء، نعوذ بك من شر ما استعاذ منه نبيك محمد صلى الله عليه وسلم(14)، ومن جار السوء في دار المقامة، فإن جار البادية يتحول، وغلبة العدو، وشماتة الأعداء، ومن الجوع، فإنه بئس الضجيع، ومن الخيانة، فإنها بئست البطانة، وأن نرجع على أعقابنا، أو نفتن عن ديننا، ومن الفتن، ما ظهر منها وما بطن، ومن يوم السوء، ومن ليلة السوء، ومن ساعة السوء، ومن صاحب السوء"(15).
طلب السعة في الرزق عند كبر السن:
كل واحد منا يحتاج إلى الرزق، غير أنه كم منا من يدرك أن السعة في الرزق والرغادة في العيش، يحتاج إليهما الإنسان – بأشد ما يكون الاحتياج - حينما يجتاز آخر مرحلة من مراحل حياته، فلا يقدر على تحمل المشاق ومعالجة العسر، ويفقد القدرة على كسب المعاش، وتعجز قواه عن الكد والاجتهاد، فيصبح حريصاً على الراحة وسعادة العيش وسعة الرزق، انظر كيف يدعو لذلك معلم الحكمة صلى الله عليه وسلم:
"اللهم اجعل أوسع رزقك عليّ عند كبر سنّي وانقطاع عمري"(16).
طلب صلاح آخر العمر، وسعادته وفلاحه:
ولم يكتف صلى الله عليه وسلم بطلب السعة في الرزق في آخر العمر، بل دعا أن يسود هذه المرحلة الباقية من العمر، خير من كل جانب، وأن تكون آخر المراحل أسعدها، وأفلحها، وأصلحها، فيقول:
"واجعل خير عمري آخره، وخير عملي خواتيمه، وخير أيامي يوم ألقاك فيه"(17).
طلب فجأة الخير وسؤال النجاة من فجأة الشر:
ما من شك في أن الخير والنعمة من ملاك السرور والراحة، إلا أن الخير الذي يصيب الإنسان فجأة، ويساق إليه بغتة، يجلب سروراً يفوق الوصف، وكذلك إذا كانت الشرور والفتن مما تجب منه الاستعاذة والاستخلاص مرة، فالشر الذي يفجأ الإنسان ويصيبه مصادفة، تجب الاستعاذة منه مئة مرة، والذين جابهوا ذلك وجربوه، يعرفونه جيداً، ترى كم منا من يتذكر خطورة هذا الأمر وهوله فيستعيذ منه؟ إن هذا الأمر لم يفت النبي صلى الله عليه وسلم فقد ذكره في دعائه فقال:
"اللهم إني أسألك من فجأة الخير وأعوذ بك من فجأة الشر"(18).
الاستعاذة من زوال النعمة بعد حصولها:
وكذلك الفقر والاحتياج بعد العيش السعيد والرزق الرغيد، والعسر بعد اليسر، مما تجب الاستعاذة منه، فإن ذلك ابتلاء شديد، ومحنة خطيرة، وقد دعا له صلى الله عليه وسلم بكل عناية:
"اللهم إني أعوذ بك من زوال نعمتك، وتحول عافيتك، وفجأة نقمتك"(19).
الاستعاذة من أرذل العمر:
إن طول العمر مما طلبه الإنسان دوماً منذ اليوم الأول، وقد جرت العادة أن يدعو البعض للبعض بطول العمر والبركة في الحياة، لكن طول العمر الذي يُفقد القوى، ويجعل الإنسان عاجزاً عاطلاً كَلاًّ على غيره، شيء تجب الاستعاذة منه، لذلك يدعو النبي صلى الله عليه وسلم ربه فيقول:
"اللهم إني أعوذ بك من العجز والكسل، والجبن والهرم، ومن أن أُردّ إلى أرذل العمر"(20).
الاستعاذة من نفس حريصة لا تشبع ومن علم عقيم لا ينفع:
قد يرى الإنسان الأموال غاية عظيمة، وأكبر شيء في الحياة، ولا يذكر أن الكثرة الكاثرة، والكمية الكبرى من الثروة لا تكفي لنفس حريصة لا تشبع، إنها لمصيبة للإنسان نفسه، وللعالم كله، ولذلك استعاذ منها الحكيم الرباني صلى الله عليه وسلم، وأوصانا بالاستعاذة منها، وكذلك العلم الذي لم يكسب صاحبه الخشية والتقى، ولم ينفع الناس، والقلب الجريء الذي حُرم خشية الله، وتجرد من خوف خالقه، كل ذلك تجب الاستعاذة منه، والتحصن منه، فقد جنى على الإنسانية مالم يجن عليها الأعداء، وقد حوى النبي صلى الله عليه وسلم كل ذلك في دعاء واحد:
"اللهم إني أعوذ بك من قلب لا يخشع، ودعاء لا يسمع، ومن نفس لا تشبع، ومن علم لا ينفع، أعوذ بك من هؤلاء الأربع"(21).
بعض الحوائج الأساسية والجذرية في الحياة:
إن من الحوائج الجذرية الواقعية التي لا معدى للبشر عنها – لكي يحيا حياة سعيدة - هي الدار الواسعة مع الرزق الواسع، إنها حاجة لم تقل أهميتها في أي فترة من الزمان، أما في الحياة المعاصرة فقد أصبحت تشكّل مشكلة كبيرة، وأصبحت من أهم متطلبات الحياة، غير أنه يجب أن لا يفوتنا أن نتذكر أن سعة الدار ليست كل العلاج، وإنما هو كفايتها لأهلها، وشعورهم بسعتها، فلو عدم الشعور بسعتها، لما كفت أوسع دار لطبع طموح ونفس طماعة، وعدم الشعور بالطمأنينة والرضى هو السر وراء مشكلات الحضارة الحاضرة، ونظم الاقتصاد المعاصرة التي تستعصي على المعالجة، ولذلك فالنبي الحكيم صلى الله عليه وسلم يسأل ربه: "السعة في الرزق" و"السعة في الدار" مكان "سعة الرزق" و"سعة الدار" والفرق بينهما واضح لكل خبير:
"اللهم! اغفر لي ذنبي، ووسّع لي في داري، وبارك لي في رزقي".
التعبير عن حاجيات المسافر ومشاعره:
السفر من الحوائج التي لابد منها للإنسان والمسلم – بحكم المركز الذي يحتله في الكون- يجب أن لا تخلو أي خطوة منه بل وأي تحرك منه، من الدعاء والاستخارة، وطلب البر والنجاح، فالسفر الذي هو من أهم الخطوات، يجب أن يكون مشفوعاً بكمية كبرى من الدعاء وطلب الخير، وسؤال الصلاح والفلاح، فالمسافر يترك داره وأهله، ويصادف سفراً طويلاً وأمكنة جديدة، وأناساً لا يألفهم، ويقضي مدة في هجرة من أهله، وبعد عن وطنه، ويموج قلبه بخليط من الآلام والآمال، ويساروه الحزن على ما تركه وراءه من الوطن والأهل والمال، وتخالطه الأماني فيما يستقبله، ثم إن العناية بالسفر، والتأهب له، ومتاعبه ومشاقه، وبعد المنزل، والاهتمام بالأهداف، والحنين إلى الغايات، والتطلع إلى الأغراض، كل ذلك يقلق قلبه، ويشوش ذهنه، وهو – لكي يفوز بالنجاح - يحتاج في كل مرحلة من هذه المراحل، إلى نصر الله ونجدته، وعونه وعصمته.
فانظر كيف جاء التعبير جامعاً شاملاً كل هذه النتائج والأحاسيس في هذا الدعاء الموجز، الذي لا يمكن لأحد من البشر – مهما تمتع بذكاء وافر، وأعمل فكره العميق - أن يأتي بدعاء أشمل منه وأكمل، وأجمل وأدل:
"اللهم إنا نسألك في سفرنا هذا البر والتقوى، ومن العمل ما ترضى، اللهم هوّن علينا سفرنا هذا، واطوِ عنّا بُعد الأرض، اللهم أنت الصاحب في السفر، والخليفة في الأهل، اللهم إني أعوذ بك من وعثاء السفر وكآبة المنظر، وسوء المنقلب في الأهل والمال"(22).
غير أنه ليس السفر وحده هو الذي يستحق العناية بالدعاء، بل ينبغي للمسافر أن يطلب الخير والبركة كلما أتى مكاناً جديداً، ودخل مثوى جديداً، فقد جاء في الحديث الشريف أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يكرر ثلاث مرات، كلما دخل قرية:
"اللهم بارك لنا فيها"
ثم يقول: "اللهم ارزقنا جناها".
وكل مسافر بصورة عامة، والمسافر الذي يحمل دعوة ورسالة بصورة أخص، يحتاج إلى أن يحرز حب أهل القرية التي نزل بها، لكي يرتاح ضميره، ويطمئن قلبه، ثم لكي تتمكن رسالته من القلوب، إلا أن المسلم تحتم عليه عقيدته ودينه أن لا يقصد إلا حب أهل الصلاح والفلاح، والدين والتقى، ولذلك يقول صلى الله عليه وسلم في دعائه:
"وحببنا إلى أهلها، وحبب صالحي أهلها إلينا"(23).
الدعاء عند إقبال الليل والنهار:
ليس السفر أو المنزل هما اللذين يستحقان من المؤمن العناية بالدعاء والاستخارة وحسب، لا، بل يجب أن يطلب المؤمن من ربه لدى إقبال كل ليل وإدبار كل نهار، وبالعكس، ما فيهما من الخير والنفع، ويستعيذ به مما فيهما من الشر والفتنة، ويشهد بأنه هو المالك الحقيقي المطلق، سائلاً أن يجعل له الحظ الأوفر والنصيب اللائق مما فيهما من الصلاح والبركة والنجاح، وينبغي أن يستحضر لدى كل تطور وتغير يمر به، هذه الحقيقة الكبرى، فقد جاء في الحديث الشريف أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يدعو كلما كان يمسي:
"أمسينا وأمسى الملك لله، والحمد لله، لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك، وله الحمد، وهو على كل شيء قدير، رب أسألك خير ما في هذه الليلة، وخير ما بعدها، وأعوذ بك من شر ما في هذه الليلة وشر ما بعدها، رب أعوذ بك من الكسل وسوء الكبر، رب أعوذ بك من عذاب في النار وعذاب في القبر"(24).
ويدعو حينما يصبح، فيضع كلمة "أصبحنا وأصبح الملك لله"، مكان "أمسينا وأمسى الملك لله" وجاء في حديث آخر دعاء بهذه الكلمات:
"أصبحنا وأصبح الملك لله رب العالمين، اللهم إني أسألك خير هذا اليوم، فتحه ونصره ونوره وبركته وهداه، وأعوذ بك من شر ما فيه ومن شر بعده"(25).
الاستعاذة من شرّ النفس:
لاشك في أن أخوف ما يجب أن يخافه الإنسان، وأجدر ما يجب أن يستعيذ منه البشر، هو شر نفسه، فكل ما شهده العالم من فظائع الدمار والهلاك، ومظاهر الوحشية والاستبداد، ومن خسارة الدنيا والآخرة، كل ذلك يرجع إلى "شر النفس" ولذلك أكثر الرسول صلى الله عليه وسلم من الاستعاذة من هذا العدو الألد، فقد جاء في دعائه عند الصباح:
"اللهم فاطر السماوات والأرض عالم الغيب والشهادة، أنت رب كل شيء، والملائكة يشهدون أنك لا إله إلا أنت، فإنا نعوذ بك من شر ما أنفسنا ومن شر الشيطان الرجيم، وشركه، وأن نقترف سوءاً أو نجره إلى مسلم"(26).
وجاء في دعاء آخر:
"اللهم قني شر نفسي، واعزم لي على رشد أمري"(27).
وجاء في دعاء آخر:
"يا حي يا قيوم برحمتك أستغيث، أصلح لي شأني كله، ولا تكلني إلى نفسي طرفة عين"(28).
طلب الخشية واليقين:
إن ما يقف سداً منيعاً، وسياجاً حديدياً، بين العبد وشر النفس والمعاصي، هو خشية الله، والذي يهوّن على العبد ضربة البلايا والرزايا، ويخفف عليه أثر المآسي والمصائب، هو اليقين، فيقول صلى الله عليه وسلم:
"اللهم اقسم لنا من خشيتك ما تحول به بيننا وبين معاصيك، ومن طاعتك ما تبلغنا به جنتك، ومن اليقين ما تهون علينا مصائب الدنيا"(29).
منطلق الشرور والمعاصي والاستعاذة منه:
إن منطلق هذه الشرور والمعاصي، وأنشط وأقوى عامل من عواملها، هو حب الدنيا، إنه منبع الخطيئات كلها، فقد جاء في الحديث الشريف: "حب الدنيا رأس كل خطيئة". أما طبيعة النبوة فهي: "اللهم لا عيش إلا عيش الآخرة" و(وإن الدار الآخرة لهي الحيوان). وقد جاء في دعائه صلى الله عليه وسلم:
"ولا تجعل الدنيا أكبر همنا، ولا مبلغ علمنا، ولا غاية رغبتنا، ولا تسلط علينا من لا يرحمنا"(30).
حب الله هو الدواء الوحيد لكل داء:
بالتأكيد، إن الذي يسهل الدين ويحببه إلى القلوب، ويكره إليها العصيان والفسوق، ويستخرج حب الدنيا من أعماقها – فتصبح كل عظمة في الدنيا شيئاً لا قيمة له - والذي يثبت القلوب والأقدام لدى كل ابتلاء ومحنة، هو حب الله الخالص من كل شائبة، ألا إن القلب الذي تمكن من هذا الحب، وتغلب على هذا الهيام لم يهب – ولن يهاب - أي جلال دنيوي، ولم يأخذه – ولن يأخذه - أي جمال، وقد تغنى بذلك شاعر الإسلام الدكتور محمد إقبال في شعره الأرديّ، فقال:
"حب الله عجب في عجب، فإنه يجعل القلب يستغني عن العالمين بما فيهما".
إن العلاقة التي تقوم على أساس من الحدود والقيود، والطاعة التي تفرضها الأوامر والنواهي، لن تقوما مقام هذا الحب، ولن تقوما بالدور الذي تقوم به هذه العلاقة، فإن القوانين ربما تؤدي إلى اتخاذ "الباب السري" و"المدخل الخلفي" ثم إن القوانين تأتي بالتأويلات، وتأخذ الكلمات فتحملها مالا تحتمل، ثم إنها تمل فتضع السلاح، أما الحب فلم يعرف التأويل والملل قط، وبعد عن الكَلّ، وتعالى عن الاستكانة والاسترخاء، فهو داء ودواء، وإن هؤلاء العشاق – كما قال الشاعر الفارسي - لا يبالون بوعورة الطريق، لأن الحب هو طريق ومنزل معاً، ولذلك فالنبي صلى الله عليه وسلم عني بالدعاء لهذا الحب أبلغ العناية وأكملها:
"اللهم اجعل حبك أحب الأشياء إليّ من نفسي وأهلي ومن الماء البارد"(31).
وجاء في دعاء آخر:
"اللهم اجعل حبك أحب الأشياء إليّ، واجعل خشيتك أخوف الأشياء عندي، واقطع عني حاجات الدنيا بالشوق إلى لقائك، وإذا أقررت عين أهل الدنيا من دنياهم، فاقرر عيني من عبادتك"(32).
وجاء في دعاء آخر:
"اللهم ارزقني حبك، وحب من ينفعني حبه عندك، اللهم فكما رزقتني مما أحب فاجعله قوة لي فيما تحب، اللهم وما زويت عني مما أحب فاجعله فراغاً لي فيما تحب"(33).
طلب نصر الله وعونه وعطفه وكرمه:
بيد أن هذا الحب، وهذه الطاعة، والتوفيق للعبادة، والذكر والشكر، كل ذلك منوط بعطف الله وكرمه، ويتوقف على إعانته ونصرته، ولذلك أوصى حبيب رب العالمين صلى الله عليه وسلم أحد أصحابه بهذه الكلمات، التي تتدفق بالحب، وتفيض بالحنان:
"يا معاذ والله إني لأحبك، أوصيك يا معاذ لا تدعن في دبر كل صلاة أن تقول: اللهم أعنّي على ذكرك وشكرك، وحسن عبادتك"(34).
شهادة القلب السليم:
هذه هي الأدعية المأثورة – التي ألقينا على نزر منها نظرة عابرة - يتجلى فيها – كل التجلي- نور النبوة ويقينها، وحكمة الأنبياء وعلمهم، وحبهم وعرفانهم، وهي مزية الأنبياء كلهم عامة، ومن سمات سيد الأنبياء صلى الله عليه وسلم خاصة، وإن القلب – إذا كان على فطرته الصحيحة التي فطره الله عليها - سيشهد كلما يمر بهذه الأدعية، بأنها من كلام النبي المعصوم المصون صلى الله عليه وسلم الذي لا ينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحى، كما شهد القلب السليم في صدر عبدالله بن سلام – رضي الله عنه - حينما وقع نظره على وجه النبي صلى الله عليه وسلم (والله، هذا ليس بوجه كذاب).
وقد شهد بالأمرين كليهما العارف الرومي – مولانا جلال الدين الرومي - في شعره الفارسي فقال:
(إن ألم القلب وجرحه اللذين يعانيهما العشاق لذة في لذة لمن يعرف حقيقة هذا الألم، وإن كلام النبي ووجهه كليهما معجزة من المعجزات).
فلئن كانت أبواب السير، والأعمال، والأخلاق، والعبادات، قد دلت على كمال النبوة وفضلها، وعلومها وحكمتها، فإن هذه الأدعية المأثورة دليل من دلائل النبوة ومعجزة من معجزاتها.
فما أسعد الأمة التي ورثت من نبيها – محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم - مفتاح الدين والدنيا، ونعم الغيب وثروته؟! وبالعكس، ما أشقى تلك الأمة التي لم تتمتع بهذا المفتاح، ولم تستخدم هذا السلاح؟.
وأخيراً، لابد من إثبات حقيقة كبرى: إن من شقاء المنكرين للسنة – بالإضافة إلى خسائرهم الأخرى الكثيرة الكبيرة - أنهم حرموا تلك الأدعية المأثورة: الكلمات النبوية التي هي جزء من الأحاديث، فالشبهات التي تمكنت من قلوبهم في صحة الأحاديث وثبوتها، حالت –طبعاً ومنطقياً- بينهم وبين التمتع بهذه الثروة الغيبية الغنية، واتخاذها وسيلة إلى التضرع والتعبير عما في القلب، وكفى به عقاباً(35).
الهوامش:
(1) جاء هذا الدعاء في تاريخ الطبري بهذه الألفاظ، وقد أخرجه صاحب "كنز العمال" بتغيير يسير.
(2) "كنز العمال" مروياً عن ابن عباس رضي الله عنهما.
(3) رواه الطبراني عن ابن مسعود رضي الله عنهما.
(4) رواه الترمذي وابن ماجة عن عبد الله بن أبي أوفى (رضي الله عنه).
(5) رواه الإمام مسلم رحمه الله عن أبي هريرة (رضي الله عنه).
(6) المستدرك عن عمار بن ياسر (رضي الله عنه).
(7) رواه النسائي عن جابر بن عبد الله (رضي الله عنه).
(8) رواه الإمام أحمد في مسنده عن أم سلمة (رضي الله عنها).
(9) رواه الحاكم في مستدركه عن أبي هريرة (رضي الله عنه).
(10) رواه الإمام الترمذي عن شداد بن أوس (رضي الله عنه).
(11) رواه الحاكم في مستدركه عن ثوبان (رضي الله عنه).
(12) جاء في "كنز العمال" عن بريدة (رضي الله عنه).
(13) رواه الترمذي عن سيدنا عمر بن الخطاب (رضي الله عنه).
(14) جاءت هذه الفقرة نيابة عن من يدعون من الأمة المحمدية على صاحبها الصلاة والسلام.
(15) الترمذي عن أبي أمامة (رضي الله عنه).
(16) رواه الحاكم في المستدرك عن عائشة (رضي الله عنها).
(17) رواه الطبراني عن أنس (رضي الله عنه).
(18) أخرجه النووي في "كتاب الأذكار" عن أنس (رضي الله عنه).
(19) رواه مسلم وأبو داود عن عمرو بن العاص (رضي الله عنه).
(20) رواه الشيخان في صحيحهما.
(21) رواه الترمذي والنسائي عن عبدالله بن عمرو بن العاص (رضي الله عنهما).
(22) رواه مسلم والترمذي وأبو داود عن عبدالله بن عمرو بن العاص (رضي الله عنهما).
(23) رواه الطبراني عن ابن عمر (رضي الله عنهما).
(24) أخرجه صاحب جمع الفوائد عن أبي مالك (رضي الله عنه).
(25) رواه مسلم والترمذي وأبو داود عن ابن مسعود (رضي الله عنه).
(26) جمع الفوائد عن أبي مالك (رضي الله عنه).
(27) رواه الترمذي عن أنس (رضي الله عنه).
(28) رواه أبو داود عن ابن عمر (رضي الله عنهما).
(29) رواه الترمذي عن ابن عمر (رضي الله عنهما).
(30) رواه الترمذي والنسائي عن عبدالله بن عمر (رضي الله عنهما).
(31) رواه الترمذي عن أبي الدرداء وعن معاذ (رضي الله عنهما).
(32) جاء في "كنز العمال" عن أبي مالك (رضي الله عنه).
(33) رواه الترمذي عن عبدالله بن يزيد الأنصاري (رضي الله عنه).
(34) رواه أبو داود والنسائي عن معاذ بن جبل (رضي الله عنه).
(35) مقتبس من رسالة "دراسة السيرة النبوية من خلال الأدعية المأثورة المروية" من تأليف أبي الحسن الندوي وتعريب الأستاذ نور عالم الأميني النبوي، طبع "المختار الإسلامي" بالقاهرة.
المراجع
odabasham.net
التصانيف
مصطلحات دينية أدب