كتبنا في موضوع زراعة الأشجار على جوانب الطرق الخارجية أكثر من مرة وكتب أيضا عدد من الزملاء لكننا لم نسمع أي تصريح سواء من وزراء الزراعة المتعاقبين أو من أي مسؤول في وزارة الزراعة له علاقة بهذه المسألة.

زراعة جوانب الطرق الخارجية في المملكة ليست مسألة معقدة أو تحتاج إلى إمكانات هائلة لأنه يمكن تنفيذ هذا المشروع الوطني على مراحل متعددة وضمن الإمكانات المتاحة بل قد يمتد تنفيذ هذا المشروع عشرين عاما لكن في النهاية سيتم تنفيذه وسيكون هذا الإنجاز من الإنجازات الوطنية التي سيفتخر بها الأردنيون وسيعطي طرقنا منظرا خلابا خصوصا عندما يكبر الشجر فكم هو جميل أن يسير المواطنون بسياراتهم على الطرق الخارجية بين الأشجار خصوصا الطريق الصحراوي الممل جدا للسائق كما أن وجود الأشجار سيخفف درجات الحرارة في فصل الصيف كما يخفف من الغبار الذي يوقف حركة السير أحيانا في فصل الشتاء.

وقد يقول قائل بأن زراعة جوانب الطرق الخارجية عملية مكلفة جدا ولا تتحملها ميزانية وزارة الزراعة ونحن نقول إن ذلك صحيح مئة بالمئة لكن كما قلنا سابقا يمكن رصد مبالغ بسيطة كل سنة لتنفيذ أجزاء من هذا المشروع الوطني وكما يقول المثل الصيني بأن الألف ميل تبدأ بخطوة وعلى وزارة الزراعة أن تبدأ هذه الخطوة وبعدها سوف تتسارع الخطوات الأخرى بإذن الله تعالى.

يقول بعض الخبراء الزراعيين بأنه لو تمت زراعة جوانب الطريق الصحراوي بالأشجار وبشكل مدروس ومخطط له علميا فسوف يساعد وجود هذه الأشجار على التخفيف من حدة الغبار الذي يثور أحيانا في فصل الشتاء ويحجب الرؤية عن السائقين ويتسبب في بعض الحوادث لأن أوراق الأشجار ستمتص كميات كبيرة من هذا الغبار.

مع الأسف الشديد فإن المساحات الخضراء في بلدنا أصبحت تتناقص خلال السنوات الماضية بسبب الزحف العمراني وحتى بعض المزارع الخضراء القريبة من المدن تحولت إلى غابات من الإسمنت وهذا كله على حساب المساحات الخضراء لذلك فإن زراعة جوانب الطرق الخارجية بالأشجار سيزيد من المساحات الخضراء ولن يستطيع أحد قطع هذه الأشجار في المستقبل لأنها ستصبح جزءا لا يتجزأ من حرم هذه الطرق.

نتمنى أن تجد هذه الملاحظة أذانا صاغية في وزارة الزراعة وأن يتحمس مسؤولو هذه الوزارة لهذا المشروع الوطني وأن يبادروا إلى وضع إستراتيجية شاملة لتنفيذ هذا المشروع ولو على مراحل طويلة لأن الفائدة ستكون في النهاية للأردن وللأردنيين وسيكون كل مواطن ممتنا لكل الذين ساهموا أو سيساهمون في تنفيذ هذا المشروع.


المراجع

جريدة الدستور

التصانيف

صحافة   نزيه القسوس   جريدة الدستور