المهن الطبية المساعدة هي المهن التي لا يمكن للأطباء الإستغناء عنها سواء في مرحلة تشخيص المرض أو مرحلة العلاج وهذه المهن هي المختبرات والأشعة والتمريض والتخدير بالإضافة إلى مهن أخرى لها علاقة بالعمل الطبي لكنها ليست موضوعنا اليوم.

موظفو المهن الطبية المساعدة بإستثناء التمريض يعانون من ظلم كبير جدا بالنسبة للرواتب فالموظف الذي يعمل في المختبرات أنهى دراسة جامعية مدتها خمس سنوات وحصل على شهادة البكالوريوس بينما الممرض أو الممرضة درسا أربع سنوات للحصول على بكالوريوس التمريض أما فنيو الأشعة والتخدير فإن دراستهم ثلاث سنوات :ليصبحوا بعدها مؤهلين للقيام بالأعمال المطلوبة منهم.

الممرضون والممرضات يتقاضون علاوة على رواتبهم الشهرية تبلغ مائة وعشرين بالمئة والسبب في منحهم هذه العلاوة أن لهم نقابة تطالب بحقوقهم ونحن مع إعطائهم هذه العلاوة لأنهم يستحقونها ولأن عملهم مطلوب في بعض الدول العربية وبرواتب شهرية مغرية كثيرا وهذا ما جعل أعدادا كبيرة من هؤلاء الممرضين والممرضات يتركون عملهم في الأردن ويذهبون للعمل في بعض الدول الخليجية ما تسبب في فترة من الفترات في نقص شديد في الكوادر التمريضية عندنا واضطررنا للتعاقد مع ممرضات من الخارج لسد العجز في مهنة التمريض.

موظفو باقي المهن الطبية المساعدة مثل فنيو المختبرات والأشعة والتخدير لا يتقاضون علاوات مثلهم مثل زملائهم الممرضين وإنما يتقاضون علاوة إسمها علاوة صعوبة العمل وهي لا تتجاوز العشرين دينارا في الشهر والسبب في ذلك أنه لا توجد لهم نقابة تطالب بحقوقهم أو تدافع عنهم مثل الممرضين والممرضات وقد حاولوا أن ينضموا إلى نقابة الأطباء بعد الإتفاق على صيغة معينة لوضعهم في هذه النقابة إلا أن طلبهم رفض وكذلك رفض هذا الطلب من قبل نقابة الممرضين.

من المعروف أن فني المختبرات يقوم بجميع الفحوصات المخبرية أو يكون متخصصا بنوع معين من هذه الفحوصات وقد يتعرض أحيانا للعدوى نتيجة الفحوص التي يقوم بها وقد حدث ذلك مع أكثر من موظف. كما أن فني الأشعة يتعرض كل يوم لكمية كبيرة من الإشعاعات نتيجة مزاولة عمله في التصوير ونحن جميعا نعرف مخاطر تعرض الإنسان للأشعة بشكل مكثف. أما فني التخدير فهو يقوم في أحيان كثيرة مقام الطبيب المخدر في غياب هذا الطبيب ويتحمل المسؤولية كاملة عن حياة المريض.

موظفو المهن الطبية هؤلاء لا يطالبون بأن يميزوا عن باقي زملائهم لكن على الأقل مساواتهم بالممرضين والممرضات الذين درسوا مثلهم بل وزيادة سنة بالنسبة لفنيي المختبرات.

هذه القضية نضعها بين يدي وزير الصحة متمنين أن تأخذ الإهتمام الذي تستحق وأن ينصًف هؤلاء الموظفين مثلهم مثل زملائهم المرضين.


المراجع

جريدة الدستور

التصانيف

صحافة   نزيه القسوس   جريدة الدستور