نسمع أو نقرأ بين فترة وأخرى أن اسرائيل تستعد لمهاجمة المنشآت النووية الايرانية وأن طائراتها الحربية تجري مناورات استعدادا لهذا الهجوم المنتظر ، لكن هل تستطيع اسرائيل مهاجمة الأهداف الايرانية؟.

يقول الجنرال دان حالوتس رئيس أركان الجيش الاسرائيلي السابق والذي أشغل قبل ذلك قائد سلاح الجو الاسرائيلي ان معرفته العميقة بقدرات الجيش الاسرائيلي تجعله يؤكد بأن هذا الجيش غير قادر على مهاجمة المواقع النووية الايرانية لأن هذه المواقع منتشرة في جميع أنحاء ايران ولأن الايرانيين حرصوا على أن تكون منشآتهم النووية في أعماق بعيدة داخل الأرض وهذا يضعف من قدرات سلاح الجو الاسرائيلي على تحقيق انجازات كبيرة من خلال هذا القصف اضافة الى ذلك فان سلاح الجو الاسرائيلي اذا ما فكر بتوجيه ضربة للمنشآت النووية الايرانية فانه بحاجة الى دعم لوجستي والى تغاضي دول الجوار العربي عن استعمال الطائرات الاسرائيلية لمجالها الجوي.

بعض قادة الجيش الاسرائيلي السابقين يحذرون من قيام الجيش الاسرائيلي بتوجيه ضربة للمنشآت النووية الايرانية لأنه من الممكن أن تتعرض الطائرات المهاجمة لمفاجآت لا تتوقعها وأن يسقط عدد كبير منها حتى لو نجحت في ضرب بعض الأهداف الايرانية.

القادة الاسرائيليون هؤلاء يجمعون على أن مجرد القيام بتوجيه ضربة للمنشآت النووية الايرانية ستكون فيه مخاطرة كبيرة لأن الرد الايراني سيكون عنيفا وسيشكل خطرا كبيرا على المنطقة بأكملها وقد تقوم ايران بضرب القواعد الأميركية في العراق وبعض دول الخليج وكذلك السفن الأميركية الموجودة في مياه الخليج العربي أو اغلاق مضيق هرمز وهذا ما يدعو الادارة الأميركية الى الطلب من اسرائيل عدم توجيه مثل هذه الضربة لأن الادارة الأميركية لا تريد أن تدخل في حرب جديدة مع ايران ولأن هذه الادارة تريد أنهاء الحروب التي بدأتها ادارة الرئيس بوش والتي أساءت الى سمعتها في الخارج وليس شن حروب جديدة.

اسرائيل ترفض اعطاء تعهد للولايات المتحدة بعدم ضرب المنشآت النووية الايرانية والهدف من ذلك هو مواصلة ابتزازها حتى تقوم بتكثيف الحشد الدولي من أجل فرض عقوبات جديدة على ايران.

المحللون السياسيون الاسرائيليون يعتقدون جازمين بأن ايران قد وصلت الى مراحل متقدمة في برنامجها النووي وأنها ستستطيع في القريب العاجل انتاج الأسلحة النووية ، لذلك فهم ينصحون الحكومة الاسرائيلية بأن تتعامل مع الواقع كما هو وأن طريق الخلاص والأمان بالنسبة لها هو عقد اتفاقية دفاع مع الولايات المتحدة وعدم الخوف من أن هذا الحلف قد يحد من قدرات اسرائيل على القيام ببعض الأعمال العسكرية في المنطقة والتي قد لا توافق عليها الادارة الأميركية.

لقد استطاعت ايران أن تمتلك ترسانة عسكرية هائلة ومتطورة وهي تنتج صواريخ قادرة على الوصول الى اسرائيل والى القواعد الأميركية في العراق وفي بعض دول الخليج ، لذلك فان أي ضربة عسكرية يمكن أن تقوم بها ضد ايران ستكون لها نتائج وخيمة وستدفع اسرائيل ثمنا كبيرا اذا ما فكرت بالفعل بتوجيه مثل هذه الضربة لايران.


المراجع

جريدة الدستور

التصانيف

صحافة   نزيه القسوس   جريدة الدستور