كنا نتمنى أن لا نكتب عن السياحة الداخلية وخصوصا عن سلبيات هذه السياحة حتى لا نتهم بأننا لا نشجع هذه السياحة لكن يبدو أننا مجبرون أحيانا على الكتابة في هذا الموضوع بسبب ممارسات بعض المكاتب السياحية وإستغلال أصحابها للمواطنين وسنعرض تاليا رسالة وردت إلى بريدي الألكتروني من أحد المواطنين المغتربين.

يقول هذا المواطن بأنه يعيش في الولايات المتحدة منذ أربعين عاما وهو دائم الحديث لأبنائه عن وطنهم الأصلي الذي لا يعرفونه وقد أحب أن يحضرهم هذا العام إلى الأردن لكي يتمتعوا بمرافق هذا الوطن العزيز وكانت أولى خطواته أن حجز مع أحد المكاتب السياحية في رحلة إلى البترا ووادي رم والعقبة وحجز معه مجموعة من أقاربه للذهاب في نفس الرحلة.

يوم الجمعة الماضي إنطلق بهم الباص صباحا إلى البترا وقد فوجئوا بأن هذا الباص ليس من الباصات الخاصة بنقل السياح لأن معظم مقاعده مخلخلة وهو يعمل على احد خطوط المحافظات.

ويمضي هذا المواطن قائلا في رسالته بأن الرحلة وصلت إلى البترا وعند العصر إنطلق بهم الباص إلى وادي رم لكي يسهروا هناك ويناموا وكانت المفاجأة الكبرى عندما وزعوهم على الخيام التي سينامون فيها حيث وجدوا الأسرّة بحالة يرثى لها من الفوضى فالفراش على الأرض والمكان بحالة كبيرة من الفوضى وقلة النظافة ولا يمكن لإنسان يحترم إنسانيته ويحترم عائلته أن ينام في إحدى هذه الخيام.

بعد السهرة والعشاء في وادي رم أقنعوا الدليل السياحي المرافق لهم وسائق الباص أن يذهبوا إلى العقبة ليناموا هناك وبالفعل توجهوا إلى مدينة العقبة ووصلوا هناك في ساعة متأخرة ووجدوا فندقا إستوعب جميع أفراد المجموعة السياحية وطبعا كانت أجرة النوم على حسابهم الخاص وكانت أجرة الغرفة خمسة وأربعين دينارا.

في مساء اليوم التالي غادروا مدينة العقبة الساعة السادسة والنصف مساء وبعد حوالي الساعة إنفجر أحد إطارات الباص لأن معظم إطاراته قديمة وماسحة ونزلوا إلى الشارع ينتظرون النجدة وفي هذه الأثناء حدثت مشادات كلامية بين بعض أفراد المجموعة والدليل السياحي كادت أن تؤدي إلى التشابك بالأيدي لولا تدخل بعض العاقلين.

بعد حوالي ساعتين جاءت النجدة واستبدلوا الإطار المضروب بآخر ليس أفضل منه ولخوف السائق بأن ينفجر أحد الإطارات كان يسير ببطء شديد جدا إلى أن وصلوا إلى عمان وكانت الساعة الخامسة صباحا وقد أرهق أفراد المجموعة من التعب والجوع والإرهاق.

يقول هذا المواطن بأنه شعر بالإحراج أمام أبنائه وأمام زوجته لأنه من غير المعقول أن تكون أول رحلة لهم داخل الأردن بهذا الشكل وكأن المواطن لا قيمة له أبدا وكل ما عليه هو أن يدفع أما ما يحدث خلال الرحلة من سلبيات فالمكتب السياحي ليس مسؤولا عنها.

هذه القصة نضعها بين يدي وزيرة السياحة التي تصر وزارتها بأن على المواطن الأردني أن يشجع السياحة داخل بلده.


المراجع

جريدة الدستور

التصانيف

صحافة   نزيه القسوس   جريدة الدستور