من ينظر الى الدول العربية نظرة محايدة يجد أن معظم هذه الدول تعاني من عدم استقرار سياسي واقتصادي وأن شعوب هذه الدول هي التي تدفع الثمن: فالفقر يعشش في معظم أرجاء هذه الدول رغم الخيرات التي تتمتع بها والأمية والجهل يفتكان بعدد كبير من أبنائها والحركات المتطرفة تحصد أرواح المواطنين الأبرياء بدون أن تميز طفلا عن شيخ أو امرأة وكل ذلك وحكام هذه الدول التي نتحدث عنها لا يقبلون التخلي عن كراسيهم حتى لو قتل نصف شعبهم.
في الضفة الغربية وقطاع غزة ما زال الفلسطينيون منقسمين على أنفسهم فحماس تحكم قطاع غزة وفتح تحكم الضفة الغربية واسرائيل تمارس كل يوم عمليات القتل والقمع والاعتقال وتقوم ببناء المستوطنات في القدس وفي الضفة الغربية واركان السلطة الفلسطينية سيتفاوضون مع الحكومة الاسرائيلية ولا ندري على ماذا سيتفاوضون في ظل الشروط التي وضعها نتنياهو رئيس الحكومة الاسرائيلية ورفض الاعتراف بالحقوق الفلسطينية أو حقوق اللاجئين الفلسطينيين.
وفي اليمن مجازر ترتكب يوميا وحرب مستمرة سواء بين القوات اليمنية وتنظيم القاعدة أو مع الحوثيين أو مع بعض الجنوبيين الذين يطالبون بالانفصال عن الشمال.
أما في السودان فتشير التوقعات الى أن الجنوب سينفصل عن الشمال بعد الاستفتاء الذي سيجري قريبا حول بقاء هذا الجنوب كجزء من دولة السودان أم سينفصل عن هذه الدولة وها هو اقليم دارفور يعاني من حرب ضروس منذ عدة سنوات ولا يبدو أن هناك حلا قريبا ، والمواطنون السودانيون الذين يسكنون في هذا الاقليم هم الذين يدفعون الثمن.
وفي لبنان ما زال الفرقاء اللبنانيون غير متفقين حتى لو ظهروا كذلك فالخلافات بين هؤلاء الفرقاء كالنار تحت الرماد قد تلتهب في أية لحظة وهذه الخلافات هي خلافات عميقة لن تحل في يوم وليلة اضافة الى ذلك فان هناك تأثيرات لبعض الدول على الوضع السياسي هناك وهذا ما يجعل هذا البلد العربي الشقيق غير مستقر حتى لو بدا كذلك في بعض الأوقات.
أما في جمهورية مصر العربية فهنالك حراك سياسي متشنج حول من سيكون الرئيس المقبل لمصر بعد انتهاء فترة حكم الرئيس حسني مبارك عام 2011 وتطالب الأحزاب السياسية باستثناء الحزب الحاكم بعدم ترشيح جمال مبارك نجل الرئيس المصري لهذا المنصب لأن ذلك سيعتبر توريثا.
وفي العراق فان الوضع مأساوي بكل ما في هذه الكلمة من معنى فالحكومة الحالية تعتبر في حكم المستقيلة ورئيسها نوري المالكي يرفض الاستقالة والتخلي عن منصب رئيس الوزراء مع أن قائمته لم تحصل على الأغلبية في الانتخابات النيابية وتنظيم القاعدة أصبح يصول ويجول في أنحاء العراق بسبب عدم وجود حكومة قوية وتفجيرات هذا التنظيم وعملياته الانتحارية تحصد كل يوم عشرات القتلى والجرحى من المواطنين الأبرياء وكل ذلك يجري والسياسيون يتقاتلون على المناصب والشعب العراقي هو الذي يدفع الثمن.
هذا العالم العربي الذي يوجد به نصف بترول العالم ولديه أراضْ من أخصب الأراضي في العالم وتجري في بعض دوله أنهار كبيرة جدا مثل نهر النيل ونهري دجلة والفرات يعاني من فقر مدقع ومن شح شديد في المياه ويستورد معظم احتياجاته من الحارج.
المراجع
جريدة الدستور
التصانيف
صحافة نزيه القسوس جريدة الدستور