ارتفعت خلال الأسابيع الماضية أسعار الخضار والفواكه ارتفاعا كبيرا وغير مسبوق إلى درجة أن سعر كيلو البندورة وصل إلى دينار وسبعمائة وخمسين فلسا وكانت كل التبريرات تتركز على الأسباب التي أدت إلى إرتفاع سعر البندورة ومن أهم هذه الأسباب دودة الأنفاق التي أكلت المحصول وقد قبل المواطنون بهذا التبرير لكن لم يتحدث أحد عن أسباب ارتفاع أسعار باقي الخضار والفواكه مثل الجزر والثوم والفاصوليا والخيار والزهرة والكوسا والباذنجان.... ألخ.

يقول أحد المواطنين الذي بعث برسالة إلى بريدي الإلكتروني بأنه إكتشف أسباب إرتفاع أسعار الخضار والفواكه والسبب الأبرز هم تجار القطاعي الذين يرفعون الأسعار كما يريدون وكما يحلو لهم ما دامت الرقابة معدومة تماما وما دامت الجهات الرسمية المعنية لا تتدخل أبدا في موضوع الأسعار وأعطى هذا المواطن أمثلة ليثبت من خلالها أن ما يقوله صحيح مئة بالمئة.

ويتابع هذا المواطن في رسالته قائلا بأنه ذهب إلى أحد تجار الخضار والفواكه ليشتري من عنده زيتونا أخضر كما يفعل في كل عام فوجد كيلو الزيتون بدينارين ولم يشتره لأنه إعتقد أن سعره مرتفع لكنه في اليوم التالي ذهب إلى مدينة جرش لقضاء حاجة خاصة وبعد أن أنهى عمله ذهب إلى سوق الخضار المركزي هناك ليجد أن سعر كيلو الزيتون ومن صنف أفضل من الصنف الذي رآه في عمان بخمسة وستين قرشا وأن صندوق الليمون الحامض بدينار ونصف الدينار بينما يباع الكيلو غرام الواحد في عمان بخمسة وسبعين قرشا ووجد صندوق الفلفل الحار بدينار ونصف الدينار بينما يباع الكيلو غرام الواحد منه في المحلات بدينار واحد أما الجزر الذي يباع في بعض المحلات بدينار وربع الدينار للكيلو غرام فقد إشتراه من هناك بنصف دينار.

هذا المواطن يصر على أن سبب إرتفاع أسعار الخضار والفواكه هم التجار وقد أورد مثلا آخر فقال بأنه إشترى أربعة رؤؤس ثوم صغيرة بدينار من إحدى العرائش التي ترخصها أمانة عمان الكبرى داخل بعض الأحياء: ليبيع أصحابها الخضار والفواكه بأسعار أعلى بكثير من أسعار المحلات التجارية وفي اليوم التالي إشترى سبعة رؤوس ثوم كبيرة من أحد البكبات بدينار.

لقد انكوى المواطنون بنار الغلاء ولم يعودوا يحتملون هذا الإرتفاع الكبير في الأسعار فالبندورة هي غذاء الفقراء والزيتون أيضا هو المؤونة الرئيسة لكل فقراء الأردن: لكن هؤلاء الفقراء لا يستطيعون شراء هذه الأصناف ولا الأصناف الأخرى فماذا يأكلون وكيف يطعمون أطفالهم وأبناءهم أصحاب البطون الجائعة؟.

لقد وصلت أسعار الخضار والفواكه إلى أسعار غير مقبولة أبدا وكما أن الحكومة تسعر الأدوية والخبز للحفاظ على أسعارها ثابتة لماذا إذن لا تسعر الخضار والفواكه كما كانت تفعل سابقا ما دام هذا الأسلوب يساعد المواطنين على مواجهة هذا الغلاء والتخفيف منه؟.


المراجع

جريدة الدستور

التصانيف

صحافة   نزيه القسوس   جريدة الدستور