لدينا في الأردن عدد من المجلات الثقافية التي نفاخر بها لأنها وصلت إلى أفضل مستوى بين المجلات العربية المشابهة سواء من حيث المواد التي تنشر فيها أو من حيث الطباعة والإخراج وهذه المجلات تستقطب أقلام أشهر الشعراء والكتاب والمثقفين والباحثين ويعمل بها خيرة المثقفين الذين أصبحت لديهم الخبرة والتجربة القادرة على ترجمة المشهد الثقافي الأردني والعربي ترجمة دقيقة من خلال هذه المجلات.

المجلات الثقافية التي نتحدث عنها هي مجلة أفكار التي تصدرها وزارة الثقافة ومجلتا عمان وتايكي التي تصدرهما الدائرة الثقافية في أمانة عمان الكبرى بالإضافة إلى مجلة براعم عمان التي تصدرها أيضا الدائرة الثقافية في أمانة عمان الكبرى ومجلة وسام التي تصدرها وزارة الثقافة وهما مجلتان خاصتان بالأطفال.

هذه المجلات الثقافية تكلف أمانة عمان ووزارة الثقافة مبالغ مالية كبيرة كل شهر وتباع بأقل من كلفتها الحقيقية وهذا يدل دلالة واضحة على مدى إهتمام هاتين الجهتين بالثقافة والمثقفين وهما يستحقان التحية والتقدير على ذلك لأن هذه المجلات متنفس ومنبر للمثقفين بجميع أطيافهم لنشر إنتاجهم وإبداعاتهم بها لكي يطلع عليها كل المهتمين بالشأن الثقافي.

هذه المجلات جميعها توزع معظم أعدادها إن لم تكن كلها مجانا ولا يوجد مشتركون كما في باقي المجلات التي تصدر عن جهات خاصة كما أنها تخلو تماما من الإعلانات التجارية.

نحن نعرف جميعا بأن أي مجلة أو صحيفة تصدر عن جهات خاصة لا يمكن أن تستمر بدون الإشتراكات والإعلانات لأن الجهة الناشرة لهذه المجلة أو الصحيفة لا تستطيع تحمل الخسائر خصوصا وأن سعر البيع لا يمكن أن يغطي حتى جزءا صغيرا من التكلفة والمجلات التي تصدر عن أمانة عمان الكبرى وعن وزارة الثقافة تتحمل كلفتها هاتان المؤسستان ولا تنتظران مردودا من ورائها لكننا نسأل لماذا لا تنشر في هذه المجلات إعلانات تجارية ولماذا لا تكون هناك مئات الإشتراكات وهذه الإعلانات والإشتراكات ستسهم بجزء من التكلفة وقد تحقق بعض الأرباح والأهم من هذا وذاك أنها ستضمن إستمرارية صدورها بدون أي عوائق مالية لو لا سمح الله حدثت هذه العوائق.

إذا كان النظام المالي الحالي في أمانة عمان الكبرى أو في وزارة الثقافة لا يسمح بنشر الإعلانات أو جلب الإشتراكات في المجلات المذكورة فيمكن تعديله ولا نعتقد أن هذا التعديل يشكل معضلة ومن الممكن تطوير هذه المجلات وزيادة الكادر العامل فيها واستقطاب خيرة الأدباء والكتاب العرب لنشر إنتاجهم على صفحاتها.

إن وزارة الثقافة وأمانة عمان الكبرى يمكن أن تخصص كل منهما موظفا أو موظفة لجلب الإشتراكات والإعلانات وهي عملية ليست صعبة أو معقدة وإذا كان الموظف أو الموظفة لديهما بعض الخبرة في العلاقات العامة فإنهما قادران على تحقيق إنجازات غير مسبوقة في هذا السياق وسينعكس كل ذلك بشكل إيجابي على مستوى هذه المجلات.


المراجع

جريدة الدستور

التصانيف

صحافة   نزيه القسوس   جريدة الدستور