يشعر العراقيون بكافة طوائفهم بأنهم عادوا الى المربع الأول وهو مربع القتل بدون تمييز حتى أن المواطن العراقي بات غير آمن على حيااته في أي مكان يمكن أن يتجه اليه أو يتواجد فيه لأنه يعتقد أن السيارات المفخخة بانتظاره في كل مكان وأن الارهابيين يتربصون به لكي يقتلوه ليس من أجل تحقيق هدف محدد بل لأنهم يمارسون القتل من أجل القتل فقط.
قبل عدة أيام ، اقتحم مسلحون ارهابيون كنيسة في بغداد وقاموا بقتل المصلين الأبرياء بدون أي سبب ولم تعلن السلطات العراقية حتى الآن تفاصيل العملية ولا كيف اقتحم رجال الأمن الكنيسة لتخليص الرهائن وهل عملية الاقتحام هي التي زادت عدد القتلى حتى وصل هذا العدد الى اثنين وخمسين قتيلا بالاضافة الى سبعة وستين جريحا أم أن المسلحين هم الذين فجروا القنابل والأحزمة الناسفة حتى سقط هذا العدد الكبير من القتلى والجرحى الأبرياء؟.
وبعد اقتحام الكنيسة بيوم واحد حدثت تفجيرات في عدة مناطق من العاصمة العراقية أدت الى سقوط عشرات القتلى والجرحى وفرضت الحكومة حظر التجول في بغداد وزادت من اجراءاتها الأمنية لكن في حوادث سابقة مشابهة اتخذت الحكومة نفس الاجراءات ولم يمنع ذلك الارهابيين من تنفيذ عملياتهم الاجرامية لقتل المواطنين العراقيين الأبرياء.
بعض المحللين السياسيين والعسكريين يقولون أن تفجيرات بغداد نفذت بحرفية كبيرة جدا ولا يمكن الا أن تكون وراءها جهة أو منظمة كبيرة وهدف هذه الجهة أو المنظمة هو اشعال نار الفتنة بين العراقيين والحرب الطائفية خصوصا وأن معظم التفجيرات الأخيرة حدثت في مناطق يسكنها الشيعة.
هذا الوضع الأمني المتردي يطرح سؤالا هاما جدا وهو: هل من المعقول أن يبقى العراق بدون حكومة منذ اجراء الانتخابات النيابية قبل حوالي ثمانية أشهر؟. وهل سيبقى الدكتور نوري المالكي متمسكا بمنصب رئيس الوزراء الى ما لا نهاية ونحن نعرف جميعا أن الدستور العراقي ينص على أن الحزب الذي يحصل على الأغلبية في الانتخابات النيابية هو الذي يجب أن يشكل الحكومة والمالكي لم يحصل على الأغلبية بل حصل عليها حزب الدكتور اياد علاوي لذلك فان المفروض أن يكلف هو بتشكيل الحكومة فاذا ما فشل في ذلك فان المالكي يكون هو الأحق بتشكيل الحكومة العراقية لكن مع الأسف الشديد فان المالكي يرفض التخلي عن منصب رئيس الوزراء وهو لم يستطع حتى الآن تشكيل حكومة ائتلاف وطني لأنه لم يجد حتى الآن أي حزب يقبل مشاركته في هذه الحكومة.
ما دام العراق بدون حكومة فان الأمور ستظل تسير الى الأسوأ وسيستغل الارهابيون هذا الوضع غير المستقر ليواصلوا ارهابهم ويزيدوا من العمليات الارهابية والخاسر الوحيد هم المواطنون العراقيون الأبرياء الذين يسقطون في الشوارع وفي الأزقة والحارات كل يوم مضرجين بدمائهم هؤلاء المواطنون المساكين الذين فقدوا الأمن والأمان وصاروا غير آمنين لا على أنفسهم ولا على ممتلكاتهم.
لقد أصبح الوضع في العراق لا يطاق وهجره الملايين من أبناء شعبه هربا من الموت والقتل والسياسيون ما زالوا غير قادرين على تشكيل حكومة تنقذ هؤلاء المواطنين من القتل والدمار وبعض الدول التي لها تأثير مباشر على الوضع السياسي هناك لا تريد أن تشكل الحكومة الا اذا كانت حكومة موالية لها مئة بالمئة.
المراجع
جريدة الدستور
التصانيف
صحافة نزيه القسوس جريدة الدستور