الحادث الذي وقع في ستاد الملك عبدالله الثاني قبل عدة أيام هو حادث مدان من كل الأردنيين بدون استثناء لأننا لم نتعود على هذا النوع من الحوادث ولأن الرياضة هي مصدر للمنافسة الشريفة فهذا الفريق يفوز هذا العام والفريق الآخر يفوز في العام القادم فلا يوجد فريق في هذا العالم يفوز دائما بل يفوز أحيانا ويخسر أحيانا أخرى.
وشغب الملاعب معروف في كل بلاد العالم وهنالك عشرات الأمثلة من هذا الشغب بل إن هناك قصصا مأساوية وأشهر هذه القصص المأساة التي وقعت في ليما عاصمة البيرو عام 1954 عندما قتل ثلاثمئة شخص من جمهور المشجعين وجرح حوالي خمسمئة آخرون وذلك أثناء مباراة بين فريق الأرجنتين وفريق البيرو. وفي العام 1968 قتل أكثر من سبعين شخصا في بيونس أيرس عاصمة الأرجنتين أثناء مباراة لكرة القدم. وشهدت ملاعب العديد من دول العالم عشرات القتلى والجرحى أثناء مباريات كرة القدم وإذا عدنا إلى تاريخ شغب الملاعب لقرأنا عن عشرات القصص المأساوية التي حدثت في هذه الملاعب وقتل فيها عشرات الأشخاص من مشجعي هذه اللعبة.
الحادث الذي وقع في ستاد الملك عبد الله الثاني يندرج بالتأكيد تحت مسمى شغب الملاعب لكن بعض الأشخاص يحاولون تجيير هذا الحادث للوصول إلى أهداف مشبوهة من أهمها المس بوحدتنا الوطنية وبالنسيج الاجتماعي الأردني والحديث عن أشياء لا توجد إلا في عقولهم المريضة.
إن فريقي الفيصلي والوحدات هما فريقان أردنيان أولا وأخيرا ولاعبو هذين الفريقين هم من أبناء هذا الوطن الطيبين أما مسألة أن أصل البعض من أصل فلسطيني أو أصل أردني فهذه المسألة من المفروض أننا تجاوزناها منذ زمن بعيد فالوحدة بين الشعبين الأردني والفلسطيني ليست وحدة سياسية بل هي وحدة أسرية واجتماعية قبل الوحدة السياسية بعشرات السنين فأواصر النسب بين الشعبين موجودة منذ عشرات السنين فقد يكون نصف لاعبي الفيصلي أخوالهم من فلسطين ، وكذلك لاعبو الوحدات قد يكون البعض منهم أخوالهم أردنيين وهذا يعني أن الدم الفلسطيني والأردني منذ سنوات قديمة ولا نعتقد أن هناك أردنيا واحدا لا يعتبر أن القضية الفلسطينية هي قضيته الأولى وهنالك عشرات الشهداء الأردنيين الذين سقطوا دفاعا عن ثرى فلسطين الطاهر.
شغب الملاعب ظاهرة موجودة في كل دول العالم وقد يكون الجمهور البريطاني من أكثر الجماهير التي أشتهرت بشغبها في الملاعب وإذا ما رجعنا بذاكرتنا إلى ما قبل عدة سنوات لتذكرنا كم قتيل سقط من هذا الجمهور في إحدى دول أمريكا اللاتينية أثناء إحدى مباريات كرة القدم.
إذن لنضع الأمور في سياقها لكي لا نحمل ما حدث أكثر مما يستحق فنادي الوحدات ونادي الفيصلي اخوة في الدم وفي التاريخ والتراث وما حدث يجب أن يبقى في سياقه الحقيقي وألاّ يفسره البعض حسب أهوائهم وستبقى كرة القدم الأردنية بإذن الله لعبة الجميع التي يتبارى ويتنافس فيها الأبطال ، ولو حدث بعض الشغب أحيانا فهذا الشغب يجب أن يبقى في سياقه فقط.
المراجع
جريدة الدستور
التصانيف
صحافة نزيه القسوس جريدة الدستور