يشكو العشرات من المرضى من نقص الأدوية في العيادات الصحية الحكومية التي يراجعونها فلا توجد أدوية القلب أو أدوية الدهون أو البروستات..الخ ويضطر هؤلاء المرضى بعد مراجعات عديدة لهذه العيادات أن يشتروا هذه الأدوية على حسابهم الخاص علما بأن أسعار هذه الأدوية مرتفعة كثيرا ولا يستطيعون شراءها كل شهر لأن أوضاعهم الإقتصادية سيئة وهنالك مواطنون لا يستطيعون شراء هذه الأدوية ويسلمون أمرهم لله مع أن تناول هذه الأدوية مهم جدا لصحتهم ولا يجوز الإنقطاع عن تناولها.

في معظم العيادات الصحية هنالك نقص كبير في الأدوية وعندما يسأل المواطنون عن السبب يقال لهم: بأن الوقت هو آخر السنة ولا توجد عطاءات لطرحها من أجل شراء الدواء لأن الموازنة لم تقر حتى الآن وهذه الحجة بالطبع غير مقبولة لأن المفروض أن وزارة الصحة لديها مخزون كاف من الأدوية لحين إقرار الموازنة ولأن هناك مرضى لا يستطيعون شراء الأدوية من الصيدليات بسبب إرتفاع أسعارها.

هذه ناحية أما الناحية الأخرى الأهم فهي المواعيد التي تعطى للمرضى الذين يراجعون بعض العيادات فهذه المواعيد لا تتناسب مع كمية الدواء التي يحصلون عليها فالمريض الذي يراجع إحدى العيادات يعطى أدوية تكفيه لشهر واحد فقط هذا إن وجدت هذه الأدوية ومن المفروض أن يكون موعده القادم للحصول على أدوية جديدة بعد شهر حتى لا ينقطع عن تناول الدواء لكنه مع الأسف يعطى موعدا بعد شهر ونصف الشهر أو حول ذلك وعندما يحتج على الموعد الجديد يقول له موظف المواعيد هذا الموجود وليس لدينا مواعيد أقرب من هذا الموعد.

أحد المواطنين بعث برسالة إلى هذه الزاوية قال فيها: بأنه راجع إحدى العيادات الصحية الحكومية في الخامس عشر من شهر تشرين الثاني الماضي ولم يجد إلا دواءً واحدا من الأدوية التي يتناولها وقد أعطي موعدا في الخامس والعشرين من شهر كانون الأول الحالي أي أن هناك عشرة أيام غير مغطاة بالأدوية ولا يدري كيف يغطي هذه الفترة علما بأن الأدوية كما قال معظمها غير متوفر.

ويتابع هذا المواطن في رسالته قائلا: بأنه يراجع المركز الوطني للسكري والغدد الصم فيحصل دائما على أدويته الخاصة بالسكري وتصرف له هذه الأدوية لمة ثلاثة أشهر بدلا من شهر واحد وهذا الترتيب يريحه كثيرا ويوفر عليه الوقت والجهد وكذلك على موظفي الصيدلية ويتساءل هذا المواطن لماذا لا يكون هناك ترتيب مماثل في العيادات الصحية الحكومية.

الأدوية مسألة مهمة جدا للمرضى ولا يمكن لأي مريض الإستغناء عنها والمرضى المؤمنون صحيا يحصلون على أدويتهم من عيادات وزارة الصحة وهذه العيادات يجب أن تتوفر فيها الأدوية باستمرار لأن أي مريض لا يمكنه الإستغناء عن الأدوية التي قررها له الطبيب أما أن يذهب المريض إلى العيادة ولا يجد إلا دواء واحدا من أربعة أو خمسة أدوية فهذه مسألة غير مقبولة أبدا.


المراجع

جريدة الدستور

التصانيف

صحافة   نزيه القسوس   جريدة الدستور