كعادته دائما فقد انحاز جلالة الملك لشعبه ووضع النقاط على الحروف حيث وضع الكرة في مرمى الحكومة وقد استقبل المواطنون بكافة شرائحهم كلمة جلالته بارتياح كبير فهذه الكلمة التي ألقاها جلالته خلال لقائه رؤساء وأعضاء السلطات التنفيذية والتشريعية والقضائية انطوت على تشخيص كامل للمرحلة الراهنة ووضعت النقاط على الحروف وكان جلالته واضحا وصريحا وحازما حين دعا إلى الإصلاح السياسي وإلى حوار وطني شامل وأكد بأن الإصلاح إذا لم يتحقق سريعا فإن الأمور ستعود إلى المربع الأول ويظل بعض المسؤولين يعيشون في جو التردد والخوف من التغيير وتتعطل المسيرة بسبب بعض الذين لا يريدون الإصلاح.

لقد أكد جلالته بأن هناك سلبيات يجب أن تعالج وإذا كانت هناك بؤر للفساد فيجب التصدي لها بكل حزم وتحويلها إلى دائرة مكافحة الفساد ومن ثم إحالتها إلى القضاء كما إنحاز جلالته للمواطن الأردني عندما قال: بإن كرامة هذا المواطن من كرامته وإن شعبنا الطيب يواجه التحديات والمؤامرات وسينتصر عليها بالعمل والتصميم وأكد جلالته بأن القانون يجب أن يسود على الجميع وأن يأخذ المواطن حقوقه دون الحاجة إلى الواسطة.

كلمة جلالته هذه لاقت إرتياحا كبيرا لدى الأردنيين خصوصا عندما قال بأنه يريد إصلاحا إقتصاديا يحقق العدالة ويوفر فرص العمل ويحسن مستوى المعيشة كما دعا إلى إطلاق حوار شامل لأن كل مسؤول لديه صلاحيات كاملة تمكنه من اتخاذ القرار الصحيح.

لقد ترجم جلالة الملك رؤيته للإصلاح من خلال محاور واضحة لا لبس فيها ولا غموض ولم يترك قضية غامضة في موضوع الإصلاح بل تحدث عن جميع القضايا التي تشغل المواطن الأردني ومن هذه القضايا المهمة والتي يدور حولها النقاش في كل المحافل والصالونات السياسية قانون الانتخاب حيث أكد جلالته بأنه يجب التوافق حول هذا القانون حتى ننتقل إلى مرحلة جديدة.

إن الأردن بلد التسامح والمحبة وبلد الأسرة الواحدة من مختلف الأصول والمنابت وليس لدينا أجهزة قمعية كما في بعض الدول وكما أشار جلالته بأنه لم يحصل أن اختفى مواطن أو أريقت دماء إنسان لأسباب سياسية وأكد جلالته بأنه لن يسمح لأي جهة أن تبث الفتنة وتسيء للوطن ولتماسك جبهتنا الداخلية.

إن الرؤية الملكية للإصلاح هي رؤية واضحة وتواكب تطورات العصر ويهمها مصلحة الشعب الأردني في الدرجة الأولى والمطلوب من الحكومة ترجمة هذه الرؤية إلى واقع وفتح حوار شامل مع مؤسسات المجتمع الأردني والأحزاب والصحافة والإعلام من أجل الوصول إلى تنمية سياسية حقيقية تنهض بالمجتمع الأردني وتحقق الطموحات التي يسعى لها الجميع.

لقد قرأ جلالته المشهد الأردني قراءة عميقة ولم يترك قضية لم يتطرق إليها وكانت رؤيته للواقع الإقتصادي والسياسي رؤية واضحة ووضع الكرة في مرمى الحكومة ومرمى المواطنين الذين عليهم مسؤولية كبيرة أيضا تجاه وطنهم.


المراجع

جريدة الدستور

التصانيف

صحافة   نزيه القسوس   جريدة الدستور