لا ندري لماذا لم يفكر أي وزير صحة شغل هذا المنصب بحوسبة الأدوية في عيادات ومستشفيات وزارة الصحة مع أن هذه الخطوة مهمة جدا للحد من الهدر في صرف هذه الأدوية وحتى تكون هناك سيطرة تامة على موضوع الهدر الذي يجري حاليا في المراكز الصحية على إختلاف مواقعها.

منذ عدة أشهر هناك شكوى مريرة من المرضى الذين يراجعون المراكز الصحية بسبب عدم توفر الأدوية في هذه المراكز فالمريض الذي يحتاج إلى أربعة أو خمسة أنواع من الأدوية لا يجد إلا نوعين وأحيانا نوعا واحدا وهنالك مرضى لا يمكنهم الإستغناء عن أي نوع من أنواع الأدوية التي يستعملونها خصوصا مرضى السكري أو الضغط أو الغدة الدرقية وبعض هذه الأدوية أسعارها مرتفعة كثيرا في الصيدليات الخاصة ولا يستطيعون شراءها.

يقول الدكتور ياسين الحسبان وزير الصحة إن الأدوية متوفرة في مستودعات وزارة الصحة وقد زيد حجم هذه الأدوية هذا العام بنسبة عشرين بالمئة لكن المراكز الصحية ما زالت تفتقر إلى أنواع كثيرة من هذه الأدوية وقد أبلغنا مصدر مطلع بأن الخلل في قسم التزويد التابع للوزارة الذي لا يزود هذه المراكز بالأدوية المطلوبة والسبب في ذلك هو رغبة هذا القسم في التوفير في صرف الأدوية.

نحن جميعا مع التوفير في صرف الأدوية وفي الحد من الهدر الموجود حاليا لكن ذلك يجب أن لا يكون على حساب المرضى خصوصا الفقراء منهم الذين لا يجدون المال اللازم لشراء الأدوية التي يحتاجون اليها وإذا أردنا أن نوفر بالفعل في الحد من الهدر الموجود حاليا فهذا التوفير يجب أن يتم عن طريق ضبط عملية صرف الأدوية في المراكز الصحية وهذا لن يتم إلا عن طريق الحوسبة لأننا بهذه الطريقة نستطيع أن نسيطر سيطرة تامة على كل الأدوية التي تصرف فلا يأخذ المريض أكثر من حقه المقرر من الأدوية ولا يستطيع مراجعة أكثر من مركز للحصول على نفس الأدوية مرتين.

هذه نقطة أما النقطة الأخرى المهمة في موضوع الحد من صرف الأدوية فهي في مراقبة بعض الأطباء الذين يعملون في المراكز الصحية والذين يصرفون الأدوية بدون حساب وحسب رغبة المريض أحيانا فنجد أن بعض المرضى يخرجون من المركز الصحي ومعهم مجموعة من الأدوية قد تصل أثمانها إلى أكثر من مائة دينار ليوزعونها على جيرانهم وأصدقائهم وإذا أراد مسؤولو وزارة الصحة التأكد مما نقول فما عليهم إلا أن يقفوا مرة عند أحد المراكز الصحية ليتأكدوا بأن ما نقوله صحيح مئة بالمئة.

إن حوسبة الأدوية سيوفر مبالغ مالية كبيرة على ميزانية التأمين الصحي وسينظم عملية صرف الأدوية ويوفر الكثير من الجهد وإذا أراد مسؤولو وزارة الصحة الإطلاع على تجربة رائدة في هذا المجال فليرسلوا وفدا فنيا إلى المركز الوطني للسكري والغدد الصم ليطلعوا على تجربة هذا المركز الرائدة في هذا المجال وكيف يتم صرف الأدوية للمرضى لمدة ثلاثة أشهر دفعة واحدة ما دامت نفس الأدوية تتكرر كل شهر.


المراجع

جريدة الدستور

التصانيف

صحافة   نزيه القسوس   جريدة الدستور