تقيم بعض المدارس الخاصة هذه الأيام حفلات تخريج لطلابها وطالباتها الذين أنهوا الصف الثاني ثانوي والذين سيتقدمون لامتحان الدراسة الثانوية العامة التوجيهي وهذه الحفلات هي من دون شك ظاهرة جيدة لأن هؤلاء الطلاب والطالبات يحتفلون بإنهاء سنوات الدراسة الطويلة بحضور ذويهم وأصدقائهم لكن ما هو غير جيد الممارسات التي تجري بعد هذه الحفلات والتي يقوم بها بعض هؤلاء الطلاب والطالبات.

في بعض الأعوام السابقة خسر بعض هؤلاء الخريجين حياته نتيجة هذه الممارسات وبدلا من أن تستمر فرحة التخرج انتهت بمأساة وحزن عميقين عند أهالي هؤلاء البعض الذين لم تكتمل فرحتهم بهذه الاحتفالات وتحولت هذه الأفراح إلى مآتم.

لقد جرى تقليد عند بعض الخريجين كل سنة أن يركبوا السيارات وأن يدوروا في الشوارع وهم يخرجون أجسادهم من نوافذ هذه السيارات أو يجلسون على مقدماتها ويطلقون المنبهات ويغنون ويزغردون ومعظم الذين يقودون هذه السيارات هم إما من الخريجين أو من إخوتهم أو أصدقائهم من الشباب قليلي التجربة في قيادة السيارات والذين لا يركزون على القيادة بسبب الطبل والزمر والحماس فيتسببون أحيانا في حوادث قاتلة وتكون النتيجة إما أن نخسر أحد هؤلاء الشباب أو الفتيات أو أن يصاب بالشلل التام وينقلب الفرح إلى ترح والغناء والزغاريد إلى دموع.

هذه المواكب مع الأسف تجري تحت سمع وبصر رجال الأمن العام ورجال السير وقد رأيت بنفسي موكبا للخريجين يتكون من بضع سيارات وراكبوها من الطلاب والطالبات يخرجون من النوافذ ويتجهون إلى مدينة الفحيص وعلى الطريق كان أحد رجال السير من أصحاب الدراجات يقف على جانب الطريق بجانب دراجته ومر الموكب من أمامه ولم يتخذ اي اجراء، مع أن من صلب عمله أن يتدخل أو يطلب إحدى سيارات النجدة للتدخل وظل هذا الموكب يدور في شوارع الفحيص دون أن يسأل من أي جهة كانت.

ويستغرب المواطنون عدم التدخل في مواكب الخريجين.. علما بأن هذه المواكب تسير في شوارع العاصمة الرئيسة وأمام سمع وبصر رجال السير ودوريات النجدة.

لقد توقع المواطنون أن تصدر مديرية الأمن العام بيانا إستباقيا قبل بدء حفلات التخريج تحذر فيه هؤلاء الخريجين بأنهم سيتعرضون للمساءلة والتوقيف والتحويل إلى القضاء إذا ما خرجوا في مواكب وقاموا بممارسات تخالف القانون لكننا مع الأسف لم نسمع مثل هذا البيان أو نقرأه ولم نجد حزما تجاه هذه الممارسات الخطرة التي قام بها بعض الخريجين هذا العام.

ما زلنا مع الأسف الشديد نذكر بعض الشباب والفتيات الذين فقدناهم من خلال الحوادث المؤسفة التي جرت في السنوات الماضية وأثناء المواكب ولا نريد أن تتكرر هذه الحوادث ونفقد أحباء آخرين وحفلات التخريج ما زالت تجري على قدم وساق لذلك نتمنى أن تمنع مواكب التخريج حتى نحافظ على حياة أبنائنا.


المراجع

جريدة الدستور

التصانيف

صحافة   نزيه القسوس   جريدة الدستور