يعد امتحان الدراسة الثانوية العامة «التوجيهي» من أهم الامتحانات التي يقدمها الطالب طيلة حياته لأن نتيجة هذا الامتحان هي التي تقرر نوع التخصص الذي سيدرسه في الجامعة بخاصة أن الإقبال أصبح هذه السنوات كبيرا جدا على الدراسة الجامعية والتنافس أصبح شديدا على المقاعد بخاصة في الكليات العلمية مثل: الطب والهندسة والصيدلة.. الخ

فالمعدل الذي يتيح للطالب دخول كلية الطب -على سبيل المثال عن طريق التنافس- يصل إلى ثمانية وتسعين بالمئة والهندسة ستة وتسعون بالمئة.. الخ

من هذا المنطلق يعد امتحان التوجيهي امتحانا مهما جدا وعلينا جميعا -بخاصة وزارة التربية والتعليم- أن تهيئ كل الأجواء المريحة التي تجعل الطلبة يقدمون هذا الامتحان بدون أية ضغوط أو إزعاجات.

السبت المقبل سيتوجه عشرات الآلاف من أبنائنا الطلبة لتقديم الدورة الصيفية من امتحان التوجيهي وخلال هذا الوقت من المحتمل أن تكون الأجواء صيفية أجواء حارة، لكن من المؤكد أنها ستكون حارة جدا في الأغوار فإذا كان معدل درجات الحرارة في المدن الأردنية ثلاثين درجة- على سبيل المثال- ستكون في مناطق الأغوار أكثر من خمس وثلاثين درجة وهذه الأجواء الحارة ستشكل ضغطا كبيرا على الطلاب والطالبات الذين يدرسون في مناطق الأغوار لأن الجلوس في قاعات غير مكيفة وفي أجواء حارة وتقديم امتحان مصيري سيكون له بالتأكيد أثر سلبي على الإجابات.

في مناطق الأغوار لا يوجد تكييف في القاعات التي سيقدم فيها الطلبة الامتحانات، والحر الشديد كما قلنا سيكون له أثر سلبي على أبنائنا الذين سيقدمون هذا الامتحان، وهذا بالطبع سيؤثر على إجاباتهم لأنهم سيعانون من «التعرق» خلال الإجابة والنتيجة أن المعدل العام لهؤلاء الطلاب سيتأثر كثيرا وبالتالي فإن فرصهم في دخول الجامعات عن طريق التنافس لن تكون كباقي طلبة المملكة الذين سيقدمون الامتحانات في أجواء مريحة وبعضهم في قاعات مكيفة بخاصة الذين يقدمون هذا الامتحان في قاعات المدارس الخاصة الراقية.

مناطق الأغوار تعد من المناطق الأقل حظا في المملكة حتى أن بعض المدارس في تلك المناطق تعاني معظم السنوات من نقص في الكوادر التعليمية لأن الكثير من المعلمين والمعلمات الذين يتم تعيينهم في تلك المناطق يرفضون العمل هناك وهذا بالطبع ينعكس على الطلبة بخاصة في الصفوف الثانوية الذين يحتاجون إلى مدرسين أكفّاء لشرح المواد المقررة بخاصة المواد العلمية.

مسألة القاعات غير المكيفة التي سيقدم فيها طلبة التوجيهي الامتحانات مسألة في غاية الأهمية ونحن لا نطالب وزارة التربية والتعليم وضع المكيفات قبل تقديم الامتحانات لأن هذا الطلب غير منطقي سواء من حيث الوقت أو أسلوب الشراء الحكومي الذي يحتاج لعدة أشهر لكن على الأقل نطالب بإيجاد طريقة ما لمساعدة هؤلاء الطلبة أو بدء الامتحان في وقت مبكر من الصباح وقبل ارتفاع درجات الحرارة.


المراجع

جريدة الدستور

التصانيف

صحافة   نزيه القسوس   جريدة الدستور