هناك زراعات تستهلك كميات كبيرة من المياه وهذه الزراعات يجب أن تتوقف في بلد يعاني من نقص شديد في المياه حتى أنه يعد من أفقر خمس دول في العالم بالنسبة لهذه المادة الإستراتيجية خصوصا وأنه لا توجد مصادر سطحية للمياه مثل الأنهار أو البحيرات العذبة ونعتمد إعتمادا كليا على مياه الآبار الأرتوازية وهذه الآبار عدد منها تصبح مياهه بعد فترة مالحة بسبب الضخ الجائر.
من أهم الزراعات التي تستهلك المياه زراعة النجيل وهنالك مساحات كبيرة مزروعة بالنجيل سواء في الحدائق المنزلية أو المزارع وهذه المساحات تستهلك كميات كبيرة جدا من المياه وقد أبلغني أحد الأصدقاء بأنه يضطر إلى شراء صهريج ماء كبير كل أربعة أيام لري المساحة الكبيرة المزروعة في مزرعته بالنجيل كما أنه يدفع فاتورة مياه كبيرة عن منزله بسبب المساحة المزروعة بالنجيل في حديقة هذا المنزل.
زراعة النجيل يمكن الاستغناء عنها وتوفير كميات كبيرة من المياه إذا ما شجعت الحكومة على ذلك بإيجاد البديل وهذا البديل موجود لكن سعره مرتفع بعض الشيء وهو النجيل الإصطناعي الذي يمكن أن يوضع بدلا من النجيل الطبيعي كما يضعونه الآن في ملاعب كرة القدم خصوصا وأن هناك أنواعا جديدة الآن أفضل من النجيل الإصطناعي الحالي الذي يطلق عليه اسم الترتير وهذا النوع من النجيل مصنوع من مواد بلاستيكية ويمكن أن يبقى فوق الأرض لسنوات طويلة دون أن يتأثر بالتقلبات الجوية.
تشجيع الحكومة للمواطنين لإستبدال النجيل الطبيعي بالنجيل الإصطناعي يتم عبر وسائل تشجيعية عملية وهي إعفاء النجيل الصناعي المستورد من الرسوم الجمركية ومن ضريبة المبيعات بحيث نشجع الناس على إستبدال المساحات الخضراء المزروعة بهذا النوع من الأعشاب والتي تحتاج إلى كميات كبيرة من المياه بالنجيل الإصطناعي وبذلك نوفر كميات كبيرة من المياه التي نحن بحاجة إلى كل قطرة منها.
إن نقص المياه الموجود عندنا لا يمكن تعويضه في الزمن المنظور وإذا قال قائل بأن مياه الديسي أصبحت على الأبواب فهذه المياه محدودة الكمية ولن تعوض إلا جزءا يسيرا من النقص الكبير الذي نعاني منه إضافة إلى كلفتها العالية حتى تصل إلى العاصمة عمان وبعض المناطق الأخرى لذلك فإن الحل الأمثل هو التوفير في كميات المياه المستهلكة وهذا التوفير لن يتم من قبل المواطنين فقط بل يجب على الحكومة أن تتدخل وأن تشجع المواطنين على التوفير في المياه وهذا لن يتم إلا من خلال إجراءات عملية يقتنع بها المواطنون.
تستطيع الحكومة أن تمنع استيراد بذور النجيل من الخارج حتى لا تستعمل في الزراعة وتستهلك كميات كبيرة من المياه كما تستطيع إعفاء النجيل الصناعي المستورد من الرسوم الجمركية والضرائب حتى تشجع الناس على استعماله وهذا الإجراء سيوفر كميات لا بأس بها من المياه التي نحن بحاجة إلى كل قطرة منها.
المراجع
جريدة الدستور
التصانيف
صحافة نزيه القسوس جريدة الدستور