في محافظة العاصمة عشرات الحدائق العامة التي أنشأتها أمانة عمان الكبرى على مدار عشرات السنين وهذه الحدائق كلفت خزينة الأمانة ملايين الدنانير والهدف من إنشائها هو أن تكون هذه الحدائق متنفسا للمواطنين وعائلاتهم بحيث يقضون فيها أوقاتا ممتعة بين الأشجار الخضراء والورود الجميلة كما أن بعض هذه الحدائق بها ملاعب لكرة القدم أو كرة السلة من أجل أن يمارس الفتيان والشباب هاتين اللعبتين الرياضيتين المحببتين اليهم .
في هذه الحدائق موظفون تابعون لأمانة عمان الكبرى وبعض العمال من أجل رعايتها والعناية بها وغالبا ما يكون هؤلاء الموظفون مهندسين زراعيين وفي أغلب الأحيان مهندسات زراعيات ونظرا لكثرة أعداد المهندسات الزراعيات في الأمانة فإن معظم الحدائق بها أكثر من مهندسة زراعية بل إن بعض هذه الحدائق بها أربع أو خمس مهندسات زراعيات وهؤلاء المهندسات لا عمل لهن سوى رعاية الحديقة التي يعملن بها وتكليف العمال بأعمال الزراعة والنظافة والصيانة حتى تظل هذه الحديقة جميلة ونضرة وتضفي على زوارها جوا من البهجة والفرح .
مع الأسف الشديد فإن معظم الحدائق العامة مهملة ولا توجد بها أدنى عناية حقيقية بل إن المهندسات الزراعيات اللواتي يعملن بها يوزعن الدوام بينهن بحيث يداوم البعض ويعطل البعض الآخر أما الحديقة فلا توجد بها أي عناية أو رعاية وكل ذلك يجري في غياب الرقابة الحقيقية على مهندسات ومهندسي هذه الحدائق الذين يقضي معظمهم وقته إما في شرب الشاي والقهوة أو النوم أو خارج الحديقة لقضاء بعض الحاجات الخاصة .
الحدائق العامة أصبحت جزءا مهما من العاصمة عمان وتعطي لهذه العاصمة وجها حضاريا مميزا وقد بذلت جهود كبيرة في إنشائها ودفعت أمانة عمان الكبرى مبالغ مالية كبيرة سواء ثمنا لبعض الأراضي التي استملكتها من أجل إقامة هذه الحدائق أو من أجل إنشائها وإقامة البنية التحتية الضرورية لها .
إن عمل المهندسات المشرفات على هذه الحدائق ليس داخل المكتب بل خارج هذا المكتب والتجول داخل الحديقة بضع مرات أثناء فترة الدوام للمراقبة خصوصا في فترة الصيف وإزدياد أعداد الزوار والأولاد لهذه الحدائق وتوجيه العمال للقيام بالأعمال الخاصة بهذه الحدائق من زراعة ونظافة وصيانة .
هذا الذي نقوله لا نقوله من فراغ وقد أبلغني أحد الأصدقاء بأنه ذهب للجلوس في إحدى الحدائق العامة في فترة ما قبل الظهر وقد صدم عندما شم رائحة الأكل والطبيخ تتصاعد من داخل المكتب الخاص بالحديقة والذي كان فيه بضع موظفات وعندما قام بجولة في الحديقة فوجئ من شدة الإهمال ومن تدني مستوى النظافة وأحواض الورود المهملة الناشفة التي تحتاج إلى الماء لأنها كما يبدو لم ترو منذ فترة طويلة .
الحدائق العامة هي ملك للمواطنين ومن حق هؤلاء المواطنين التمتع بها لأنها أنشئت من أجلهم وعلى مسؤولي الحدائق في الأمانة أن يراقبوا هذه الحدائق وسيجدون أن كل ما نقوله صحيح مئة بالمئة .
المراجع
جريدة الدستور
التصانيف
صحافة نزيه القسوس جريدة الدستور