الشركة الأردنية السورية للنقل البري شركة حكومية مملوكة للحكومتين الأردنية والسورية وقد تأسست عام 1976 برأسمال قدره ثلاثة ملايين دينار وكان الهدف الأساسي من إنشائها هو إيجاد فرص عمل للشباب الأردنيين والسوريين ودعم قطاع النقل في البلدين وقد عملت هذه الشركة منذ تأسيسها بكل كفاءة واقتدار وكانت تحقق أرباحا جيدة وقد وصل عدد العاملين فيها في بعض السنوات إلى أكثر من ثمانمئة موظف ومهندس وسائق وعامل وبالرغم من الظروف الصعبة التي مرت بها هذه الشركة في بعض السنوات إلا أنها كانت تتجاوز هذه الظروف بأقل الخسائر ثم تعود لتحقق الأرباح الجيدة وكل ذلك بفضل الإدارة الحكيمة لبعض المدراء الذين تولوا إدارتها وحققوا قفزات نوعية كبيرة.
قبل عدة سنوات وفي نهاية تسعينيات القرن الماضي قامت إدارة الشركة بتحديث أسطولها من الشاحنات وذلك بشراء خمسين شاحنة جديدة بمبلغ قدره ثلاثة ملايين دينار وقد إنعكس ذلك على عمل هذه الشركة حيث دعمت هذه الشاحنات الجديدة عملية النقل لتزداد الأرباح سنة بعد سنة.
الآن كما علمنا فإن هذه الشركة تمر بظروف مالية صعبة وقد تقلص عدد الشاحنات إلى حوالي مئتي شاحنة بعد أن وصل هذا العدد إلى أربعمئة شاحنة كما تقلص عدد الموظفين إلى أقل من ثلاثمئة موظف كما أن الإدارة السابقة وضعت خطة لتحديث أسطول الشاحنات وذلك ببيع عدد من الشاحنات القديمة واستبدالها بشاحنات جديدة وقد قامت الإدارة الحالية ببيع مئة وأربع عشرة شاحنة إلى أحد المواطنين قبل حوالي سنتين إلا أن هذا المشتري لم يدفع ثمن هذه الشاحنات بالكامل حتى هذه الساعة مخالفا بذلك شروط العطاء ولم تقم الإدارة الحالية بتحديث الأسطول كما كان مقررا في عهد الإدارة السابقة.
الشركة التوأم لهذه الشركة هي الشركة الأردنية العراقية للنقل البري التي مع الأسف تم تصفيتها وها هم موظفوها ما زال معظمهم بدون عمل حتى الآن فهل هناك نية لدى وزارة النقل لتصفية هذه الشركة والإستغناء عن موظفيها وسائقيها ورميهم في الشارع؟.
ميزانية الشركة الأردنية السورية ميزانية خاسرة ولا تتناسب مع المصاريف الإدارية ولا ندري ما هي توجهات وزارة النقل بالنسبة لهذه الشركة علما بأن هذه الوزارة تطلع دائما على ميزانيتها ويصادق عليها وزيرا النقل في الأردن وسوريا.
وزير النقل الحالي المهندس مهند القضاة كان رئيسا لمجلس إدارة هذه الشركة ومديرا عاما لها قبل أن يصبح أمينا عاما للوزارة وقد تقدمت الشركة كثيرا في عهده وحققت أرباحا جيدة وقد وضع خطة لتحديث شاحناتها فهل يتكرم ويعالج أوضاع هذه الشركة التي من المفروض أن توفر فرص عمل كبيرة للشباب الأردنيين.
موضوع الشركة الأردنية السورية وتدهور أوضاعها نضعه بين يدي وزير النقل ونتمنى أن يعطيه الأهمية التي يستحق.
المراجع
جريدة الدستور
التصانيف
صحافة نزيه القسوس جريدة الدستور