لم ينس الأردنيون كارثة الفنادق عندما قام إرهابيون بتفجير ثلاثة فنادق في عمان وكان في أحد هذه الفنادق عرس يحضره المئات؛ ما تسبب في استشهاد وجرح عدد كبير من المواطنين الذين كانوا يتواجدون في العرس وفي هذه الفنادق.
قبل حدوث هذه التفجيرات الإرهابية كانت لدى الأجهزة الأمنية معلومات ومؤشرات تدل على أن هناك عملا إرهابيا سيحدث قريبا وأن هناك جهات مشبوهة تخطط لهذا العمل وقد قامت هذه الأجهزة بإبلاغ إدارات الفنادق بضرورة وضع أجهزة تفتيش الكترونية على مداخلها لتفتيش الداخلين اليها لكن هذه الإدارات تراخت ولم تأخذ الموضوع على محمل الجد وحدث ما حدث نتيجة لهذا التراخي .
بعد هذه التفجيرات الدامية طلبت الأجهزة الأمنية من الفنادق والوزارات والدوائر الحكومية والمؤسسات العامة والخاصة ضرورة وضع أجهزة تفتيش الكترونية على مداخلها وإخضاع أي شخص يدخل اليها للتفتيش وقد تم بالفعل وضع هذه الأجهزة وتفتيش كل الداخلين إلى هذه الفنادق والوزارات والدوائر الحكومية والمؤسسات العامة وكان الناس جميعا دون استثناء يتعاونون مع الموظفين المسؤولين عن هذه الأجهزة لأنهم يعتبرون أن هذه العملية تتم من أجل حمايتهم .
الآن وبعد مرور بضع سنوات على حوادث التفجير أصبح معظم هذه الأجهزة عبارة عن ديكور فقط ومعظمها لا يعمل أو يوجد عندها موظف ليراقب عملية التفتيش بل إن بعض الوزارات والدوائر الحكومية والمؤسسات الخاصة رفعوا هذه الأجهزة ووضعوها في المستودعات وضربوا بالتعليمات الأمنية عرض الحائط.
بعد تفجيرات الفنادق استطاعت الأجهزة الاستخبارية والأمنية تفكيك بضع شبكات إرهابية كان هدفها القيام بأعمال إرهابية تستهدف بعض المؤسسات الأمنية ورموزها وأعتقد أننا جميعا نتذكر الشبكة الإرهابية التي تم القبض على بعض أعضائها والتي كانت تعد العدة للقيام بهجوم كيماوي على إحدى الدوائر. هذا الهجوم الذي لو تم لا سمح الله لقضى على عشرات الآلاف من المواطنين .
الأردن بقيادة جلالة الملك عبد الله الثاني ابن الحسين له دور سياسي أساسي في المنطقة سواء على مستوى الإقليمي أو على المستوى الدولي وهذا الوضع المميز لبلدنا يجعل الكثير من الدول تتمنى أن يكون لها دور مماثل كما أن بعض المنظمات الإرهابية المدعومة من جهات مشبوهة تخطط دائما لتعكير صفو الأمن عندنا وتحاول دائما القيام بأعمال إرهابية ولولا وجود الأجهزة الأمنية الأردنية القوية والكفاءة التي تتمتع بها هذه الأجهزة لاستطاعت هذه المنظمات الإرهابية اختراق أمننا وقامت بأعمال إرهابية كتلك التي وقعت في فنادق العاصمة عمان .
المطلوب منا إذن أن تكون عيوننا وآذاننا مفتوحة دائما وأن نكون منتبهين وحذرين حتى لا تخترقنا المنظمات الإرهابية التي تريد تعكير صفو أمننا لذلك يجب علينا جميعا أن نكون سندا حقيقيا لأجهزتنا الأمنية هذه الأجهزة التي أثبت رجالها على الدوام أنهم الأبناء الحقيقيون لهذا الوطن .
المراجع
جريدة الدستور
التصانيف
صحافة نزيه القسوس جريدة الدستور