تفتقر نسبة كبيرة من الأردنيين لثقافة السياحة وثقافة المرور وهذا الجهل بهاتين الثقافتين سببه عدم وجود مصادر لتثقيف المواطنين أو اطلاعهم على حيثيات هذين الحقلين المهمين جدا .
ولنبدأ بالسياحة أولا، فالسياحة أصبحت اليوم صناعة لها قواعدها وأعرافها في معظم دول العالم ونحن في الأردن نشكو دائما من غلاء أسعار السياحة الداخلية وأن المواطنين الأردنيين يفضلون السفر إلى الخارج للسياحة بدلا من السياحة داخل بلدهم والسبب أن السياحة الداخلية تكلف أضعاف أضعاف السياحة إلى الخارج .وهنا نتحدث عن الثقافة السياحية فلو كانت لدى الناس الذين يتعاملون مع السياحة الداخلية ثقافة سياحية لكان لديهم الوعي الكافي الذي يجعلهم يتعاملون مع هذا النوع من السياحة من منطلق ثقافتهم السياحية وأنهم يجب أن يخفضوا الأسعار حتى يشجعوا الناس على السياحة داخل بلدهم بدلا من الذهاب إلى الخارج .
هذا عن السياحة، أما عن المرور فمعظم السائقين يجهلون معظم قواعد المرور وعندما يتقدم المواطن للحصول على رخصة قيادة السيارات فإنه يدرس قانون المرور ليقدم فيه الامتحان وبعد الامتحان ينسى هذا القانون، ولا يعود إلى قراءته مرة أخرى لذلك نجد أن معظم السائقين يخالفون قواعد المرور ويسببون الحوادث القاتلة؛ لأنهم يجهلون أنظمة المرور .
وهنا نطرح سؤالا مهما جدا وهو : لماذا لا تدرس السياحة والمرور في مدارسنا ؟ . ولماذا لا تدخل في المناهج المدرسية ؟ . أليست هاتان المادتان مهمتين جدا لأبنائنا وللوطن ؟ .
عندما يدرس الطلاب الثقافة السياحية والثقافة المرورية فإن هذه الثقافة ترسخ في عقولهم وتصبح جزءا من ثقافتهم وهنالك العديد من الطلاب خصوصا الصغار منهم يلتزمون التزاما تاما بما درسوه في المدرسة، ويتعاملون معه كجزء من ثقافتهم ويتصرفون على هذا الأساس عندما يكبرون .
وزراء السياحة -مع الأسف الشديد- الذين يشغلون وزارة السياحة لا ينتبهون إلى هذه المسألة، أو أنهم لا يريدون أن يدخلوا في حوارات مع زملائهم وزراء التربية والتعليم ،أو أنهم يعتبرون إشغالهم لهذا المنصب فرصة مشمشية فلماذا يشغلون أنفسهم بقضايا شائكة ومعقدة هم في غنى عنها
؟
الكرة الآن في مرمى وزارة السياحة وفي مرمى مؤسسة الأمن العام ونتمنى عليهما أن يأخذا هذه الملاحظة بالجدية التي تستحق؛ حتى نخلق جيلا جديدا يكون أكثر التزاما بقضايا وطنه وأكثر قدرة على التعامل مع هذه القضايا وقد سمعنا أن هناك أولادا في بعض المناطق يقذفون الباصات السياحية بالحجارة وكذلك يقذفون السياح أنفسهم وسبب ذلك انعدام الثقافة السياحية عند هؤلاء الأولاد .
نتمنى على وزارة التربية والتعليم وعلى وزارة السياحة ومؤسسة الأمن العام أن تدرس وضع مساقات في المناهج المدرسية متخصصة في السياحة والمرور؛ لنرسخ الثقافة السياحية والمرورية عند أبنائنا الطلاب .
المراجع
جريدة الدستور
التصانيف
صحافة نزيه القسوس جريدة الدستور
|