برلين ‏23‏/04‏/10/ يعتبر اسباب التدخل العسكري الغربي في العراق الذي قادته الولايات المتحدة الامريكية  بالتحالف مع بعض الدول الاوروبية  المباشرة والغير مباشرة وثائق سرية موجودة في أدراج الادارة الامريكية المغلقة بإحكام فبالرغم من مرور سبعة اعوام على احتلال العراق و انهيار النظام السابق وانهيار التحالف الغربي ضد ذلك البلد الا ان نتائج التدخل العسكري لن تظهر على المدى القريب فتقسيم العراق الى دويلات سيتم سواء بذل زعماء الدول العربية وغيرهم من المحبين لذلك البلد جهودهم لعدم تقسيمه او لم يبذلوا .
وعلى حسب رأي مؤلف الكتاب جونتر يوتسيه الذي شغل منصب سفير المانيا في العراق بين أعوام 1995 و 2003  من خلال ندوة حول كتابه عقدت مساء يوم أمس الخميس 22 فبراير بالعاصمة برلين بمشاركة جم غفير من اهل السياسة ،  فان عدم قيام الدول العربية بدعم صدام حسين ونظامه الى ان صداما كان مكروها من الدول العربية لسياسته التي كان ينتهجها في منطقة الشرق الاوسط فهو كان وراء ازمات سياسية شهدتها المنطقة إثر عودة الخميني الى ايران بعيد الاطاحة بشاه ايران والحرب الي اشعلها مع تلك الدولة التي ساهمت اوروبا وبعض الدول العربية بدعمه فيها ، كما ان الانقسام الذي دب بين زعماء دول الخليج العربية لدعم التدخل الغربي بتلك الدولة او الحيلولة للتدخل ، فقد أكد المؤلف بأن المملكة العربية  السعودية ودولة الامارات العربية المتحدة عارضتا التدخل بينما كانت قطر والكويت مع التدخل والتزمت البحرين الحياد كان وراء سقوط بغداد بيد الاحتلال الامريكي . وعزا المؤلف تأييد أقواله بدعم قطر والكويت للتدخل موافقة الدوحة على وجود قاعدة عسكرية امريكية فيها لنقل قواتها الى العراق بينما كان تأييد الكويت للتدخل العسكري ناجم عن غزو الجيش العراقي لذلك البلد .
ويعتبر يوتس ان العراق مشكلة المانيا جراء معارضة برلين للتدخل العسكري بالرغم من ان المانيا قادت زمام المعارضة لاي عمل عسكري ضد النظام السابق .
وعزا وزير الدولة السابق في وزارة الخارجية الالمانية  جيرنوت ايرلر الذي يعتبر احد خبراء السياسة الاستراتيجية في المانيا ويشغل مسئولية السياسة الخارجية بالكتلة البرلمان للحزب الديموقراطي الاشتراكي معارضة حكومة  المستشار السابق جيرهارد شرودر للحرب لمعرفة المانيا الدقيقة  لذلك البلد فالتدخل العسكري في العراق كان ضمن اولويات سياسة الرئيس الامريكي السابق جورج بوش / الابن/ لتطبيق سياسة النظام العالمي الجديد الذي وضعه بوش / الاب / اثر إخراج الجيش العراقي من الكويت الا أن تطورات السياسة الدولية والتغيرات التي طرأت على البيت الابيض اثر فوز بيل كلينتون بمفاتيح البيت المذكور حالت دون التدخل العسكري في العراق واحتلال العراق عام 2003 كان واردا اثر استلام بوش / الابن / مفاتيح البيت الابيض من كلينتون وحتى قبيل حوادث 11 سبتمبر من عام 2001 الا أن حجة محاربة الارهاب والتحالف الدولي ضده كانت وراء تنفيذ خطط بوش / الابن / وتطبيق نظام بوش / الاب / لقيام نظام عالمي جديد ، فالتدخل العسكري في ذلك البلد لم تظهر نتائجه بعد ، كما ان المعارضة للتدخل العسكري كانت وراء تبعثر السياسة الاوروبية الخارجية التي ساهم بوش بها ولن تتوحد هذه السياسة من جديد على المدى القريب .
ويؤكد خبير شئون العراق والشرق الاوسط في معهد ولاية هيسين للدراسات الاستراتيجية وبحوث الحرب والسلام هارالد مولر ان التدخل العسكري العراقي في الكويت جاء بأوامر ومباركة من ادارة الرئيس الامريكي السابق جورج بوش / الاب / فالادارة الامريكية التي بذلت هودها بدعم صدام حسين ضد ايران فوجئت بوقف الحرب بين البلدين المذكورين ومن اجل هيمنتها على دول الخليج اوعزت لصدام حسين باحتلال الكويت لابقاء المنطقة بدوامة العنف والقلاقل السياسية وبالتالي مقدمة لاحتلال العراق لتشرف على منابع النفط مباشرة مؤكدا ان النظام العراقي السابق لم يكن بمتلك اي اسلحة دمار شامل والبنية العسكرية للجيش العراقي قد انهارت  منذ خروجه من الكويت ولن يعاد بناء بنية الجيش المذكور على مدى الخمسين عاما القادمة والتدخل العسكري فيه وقيام نظام عميل لامريكا مقدمة لتدخل عسكري امريكي في دول الخليج وتوسعته في سوريا وغيرها ولن لن يتم في عهد الادارة الامريكية الحالية على حسب قولهم .
ويعتبر الكتاب من الوثائق السياسية الهامة قامت دار نشر / نوموس/ التي تعتبر من دور النشر السياسية والاكاديمية العلمية المرموقة في المانيا بالتعاون مع الجمعية الالمانية للسياسة الخارجية ومعهد هيسين للدراسات الاستراتيجية وبحوث الحرب والسلام بنشره ويقع في حوالي 310 صفحات .

المراجع

asharqalarabi.org.uk

التصانيف

شعر  شعراء  أدب  مجتمع